حمدان: لا نزوح ولا تهجير مهما كانت التضحيات
أكّد القيادي في حركة “حماس” أسامة حمدان، الخميس 2 تشرين الثاني/نوفمبر، أنّ الشعب الفلسطيني “سيبقى ثابتًا على أرضه متجذّرًا فيها، متمسكًا بخياره من أجل صد العدوان، والمقاومة حتى نيل حريته”، مشيرًا إلى أنّ “قطاع غزة أصبح منطقة منكوبة، ويفتقد إلى أبسط مقومات الحياة، فلا وقود ولا مستلزمات طبية ولا ماء نظيف ولا غذاء يكفي لسد حاجة المواطنين”.
كلام حمدان جاء في مؤتمر صحفي عقدته حركة “حماس” في بيروت، مواكبة للعدوان الصهيوني الإرهابي على قطاع غزة لليوم 27 على التوالي وآخر تطورات معركة “طوفان الأقصى”.
وفي البداية، تطرّق حمدان إلى مجزرتَيْ جباليا في مخيم اللاجئين والفالوجا، حيث أشار إلى أنّ “الاحتلال ارتكب أول أمس مجزرة وحشية بقصف حي سكني كامل بمن فيه من سكان مدنيين من نساء وأطفال وشيوخ، ليقتل ويصيب أكثر من 400 من المدنيين معظمهم من النساء والأطفال في جباليا، بذريعة استهداف قيادي في الحركة”.
وتابع “الاحتلال عاد أمس ليرتكب مجزرة مماثلة في منطقة الفالوجا بجباليا، راح ضحيّتها عشرات العائلات، بعد أن قصف مربعًا سكنيًّا كاملًا على رؤوس قاطنيه”، مضيفًا “قوات الاحتلال تستخدم الأسلحة المحرمة دوليًا، ومنها الفوسفور الأبيض، وقد استهدفت اليوم صباحًا مدرسة للأونروا في مخيم الشاطئ تُستخدم لإيواء آلاف النازحين بقذائف الفوسفور الأبيض، وأوقع شهداء وجرحى في حصيلة أولية”.
وشدد حمدان على أنّ “الإدارة الأميركية والدول الغربية الداعمة للاحتلال الصهيوني الإرهابي والمنحازة له أيديها ملطخة بدماء النساء والأطفال، وهم شركاء في حرب الإبادة ضد شعبنا وشركاء في مجزرتَي جباليا التي خلّفت أكثر من 1000 بين شهيد وجريح ومفقود تحت الأنقاض”.
ولفت حمدان إلى أنّ “عدد المجازر بحق العائلات 926 مجزرة، بينما بلغ عدد الشهداء قرابة 9061 شهيدًا منهم 3760 طفلًا و2326 سيدة وإصابة 23000 مواطنًا بجراح”، موضحًا أنّ “أكثر من 2060 من المفقودين تحت الانقاض منهم 1150 طفلًا”.
وفي تعليق على تصريحات البيت الأبيض حول السعي لاتفاق دولي وإقليمي لإدارة قطاع غزة بعد الحرب، وأنه من غير المقبول أن تبقى “حماس” حاكمة لغزة بعد الحرب بحسب تعبيره، شدد حمدان على أنّ “الذي يُقرّر من يحكم الشعب الفلسطيني هو الشعب الفلسطيني نفسه، ولن يقبل هذا الشعب أن تفرض عليه واشنطن أو غيرها إرادته”، مشيرًا إلى أنّ “تدخل الإدارة الاميركية في ذلك وقاحة وغطرسة يرفضها شعبنا وكل أحرار العالم”.
وقال: “نؤكّد أنّ شعبنا الفلسطيني لن يسمح بوصاية عليه وعلى أرضه، وعلى مستقبله وتقرير مصيره، ولن يسمح بتمرير نكبة ثانية، وسيبقى ثابتًا على أرضه متجذّرًا فيها، متمسكًا بخياره صد العدوان، والمقاومة حتى نيل حريته”.
وفي ما يخص الحالة الصحية الكارثية للمستشفيات في القطاع، كشف حمدان عن “انهيار المنظومة الصحية، باستهداف 57 مؤسسة صحية وإخراج 15 مستشفى و32 مركز رعاية عن الخدمة جراء الاستهداف أو عدم إدخال الوقود أو نفاد المستلزمات الطبية، واستشهاد 130 من الكوادر الصحية وتدمير 25 سيارة إسعاف”.
ولفت القيادي في “حماس” إلى “توقّف مولد الكهرباء الرئيسي في المستشفى الأندونيسي، جراء نفاد الوقود، وقرب توقف المولد الكهربائي في مستشفى الشفاء، والآلاف من المرضى والجرحى فيهما عرضة لموت محقق، مما ينذر بكارثة إنسانية”، مشيرًا إلى “استهداف المستشفيات ومحيطها بالقصف بغرض الإرهاب وتعميق المأساة الإنسانية في قطاع غزة، ومن ذلك قصف مستشفى الصداقة التركي، والقصف في محيط مشفى القدس والإندونيسي، والقصف المباشر الذي تعرض له المشفى المعمداني”.
وتابع “بخصوص قيام بعض الدول بإقامة مستشفيات عائمة أو مستشفيات ميدانية في العريش المصرية، فإننا نؤكّد أنّ المطلوب هو إدخال هذه المستشفيات والكوادر والأطقم والمعدات الطبية إلى قطاع غزة لعلاج المصابين هناك، وليس نقل آلاف المصابين للعلاج في العريش والمستشفيات العائمة”.
وحذّر حمدان من أنّ “الاحتلال الذي يستهدف المستشفيات ويعمل على إخراجها جميعًا من الخدمة، يسعى لتكون هذه المستشفيات الميدانية والعائمة خارج قطاع غزة، كجزء من مخططه لتهجير شعبنا، وهو الأمر الذي يرفضه شعبنا وكل قواه. فلا نزوح ولا تهجير مهما كانت التضحيات”.
وفي سياق الوضع الانساني، أشار القيادي في “حماس” إلى أنّ “قطاع غزة أصبح منطقة منكوبة، ويفتقد إلى أبسط مقومات الحياة، فلا وقود ولا مستلزمات طبية ولا ماء نظيفًا ولا غذاء يكفي لسد حاجة المواطنين”، مشيرًا إلى “سقوط عشرات الشهداء نتيجة قصف حول مخبز الشرق في غزة، أثناء اصطفاف المواطنين في طوابير للحصول على الخبز”.
وأكّد أنّ “مراكز الإيواء والنزوح تعاني من الازدحام الشديد، وسوء التغذية، وتلوّث المياه، وتراجع النظافة، وانتشار الحشرات والقوارض؛ كل هذا يشكل بيئة خصبة لانتشار الأمراض والأوبئة”.
وفي ما يخصّ فتح معبر رفح للإغاثة ولمرور الجرحى للعلاج، رأى حمدان أنّه “تم يوم أمس فتح المعبر، لكن لا يدخل منه إلا من 50-60 شاحنة للإغاثات والمساعدات، وهذه لا تكفي شيئًا”.
وأعلن أنّ “الاغاثات لا توزع إلا في جنوب غزة، وهذا غير مقبول، لأنه ينسجم مع سياسة الاحتلال وخططه في محاولة تهجير الناس من الشمال إلى الجنوب”، مشيرًا إلى أنّه “تمت الموافقة فقط على أعداد من الجرحى، وإخراج مزدوجي الجنسية. وهذا غير كافٍ”، مؤكدًا أنّ “الاحتلال يستهدف سيارات الإسعاف التي تنقل الجرحى إلى المعبر”.