المــــقــاومة الإسلامية في لبنان وطــوفـــان الأقــصـى بقلم أ. ناصر الظنط
سماحة السـيــد حــســـــن نــصـــر الــــلــه، مش معقول كل ها الطوفان، نحن ما نشارك في ،والله ناطرين من زمان خدمنا فيها الله يخليك .
هذا آخر ما نشره الشــهيـــد ابراهيم أشمر” حيدر ” طالباً من الأمــيــن الــعــام لــحــزب الـــلــه الســـيــد حــســـن نـــصر الــــلــه المشاركة في معركة طوفان الأقصى.
لعلّ الشــهيــد إبراهيم أشمر هو نموذج عن الغليان الذي يجري في قلوب المــــ جــــ اهــــدين و المـقـــاومين و قياداتهم و جماهيرهم و مؤيديهم عندما يروا هذا الإجرام الكبير و حرب الإبادة الجماعية لأبناء غــــ زة و يرون في المقابل مدى الصمود و الثبات و الصبر و الإحتساب عند أهل غزة الأعزاء والذين أعطوا أمثولة رائعة و مذهلة لا مثيل لها.
وكذلك بسالة المــــ جــــ اهــــ دين في أرض الميدان ولاسيما ما شاهدناه أثناء غــــ زوة طــــ وفــــ ان الأقصى المباركة ، و ما نشهده في مواجهة الحرب البرية .
كل ذلك يدفع للغليان دفاعاً و نصرة للدماء الزكية و رغبة بالمشاركة المباشرة في هذا الشرف الكبير عبر الإنخراط في هذه الملحمة البطولية .
وهذا ما ظهر في التنافس و التسابق بين المــــ قــــ اوميــــ ن للمشاركة في العمليات القتالية الدقيقة وذلك من أول يوم من أيام المواجهة ، حيث بدأت المــــ قــــ اومة الإسلامية بعملياتها القتالية بإستهداف مواقع الـــإحتــــ لال داخل مزارع شبعا أولاً ثم راحت تتوسع في استهدافاتها حتى وصلنا إلى حالة إشتباك يومي على طول الحدود بين لبنان و فلسطين من الناقورة الساحلية وصولاً الى أعالي مزارع شبعا.
لذلك ترانا أمام حرب حقيقة يومية أدت إلى ضرب أكثر من مئة موقع صـــــ هيـــــ وني مسقطة حوالي ١٢٠ إصابة بين قتيل و جريح في صفوف الــــ عـــــ دو ناهيك عن تدمير الكثير من الآليات ومنظومات الإتصال و أجهزة التشويش و الكاميرات و الرادارات و غير ذلك .
وقد إرتقى للمــــــ قــــ اومة الاسلامية حوالي ٥٠ شـــــ هـــــ يداً دفاعاً عن لبنان و تضامناً مع طــــ وفــــ ان الأقصى ودفاعاً عن غزة و على طريق القدس .
و مع ذلك يتساءل البعض ،منهم المحبين و الحريصين و منهم غير ذلك، عن حجم مشاركة المـــــ قــــ اومة الإسلامية في هذه المواجهة و السؤال ربما يكون طبيعياً مع هول الجرائم الصـــــ هيـــــ ونية و الإبادة الجماعية القائمة و المستمرة منذ ٢٦ يوماً حيث قارب عدد الشـــــ هــــ داء العشرة آلاف أو يزيد ناهيك عن الجرحى و الدمار و الخراب .
أمام ما تقدم نشير الى نقطة الضعف في كل هذه الملاحم و هي استهداف المدنيين وإعتماد أميركا و إســــ رائيـــــ ل إستراتيجية الأرض المحروقة عبر المزيد من القصف المدمر بحراً و براً و جواً محققة المزيد من المجازر الوحشية بحق أبناء غزة و الكل يسأل ما العمل ؟ ما هي واجباتنا تجاه ذلك ؟
طبعاً إن واجب السعي لنصرة غــــ زة و الدفاع عنها و على رأسها السعي لإيقاف هذه المذابح والمجازر يعتبر من أوجب الواجبات و أولوية كبيرة وهو مسؤولية الدول والشعوب العربية الإسلامية وكل حرّ و صاحب ضمير في هذا العالم ولا نعفي أحداً من المسؤولية ، خاصة الدول التي وقفت عاجزة حتى عن تقديم مساعدات إنسانيه أو قطع العلاقات و سحب السفراء و أين الجيوش العربيه والإسلامية من كل ما يجري ؟
أما بالنسبة للمقاومة في لبنان فهي لم تتردد منذ اللحظة الأولى من الإنخراط في معركة طوفان الأقصى ، وقد إلتزمت بخطة عسكرية قائمة على إستهداف المواقع العسكرية و جنود الجيش الصـــــ هيــــ وني ، مستبعدة أي إستهداف لمناطق آو منشآت مدنية .
و هذا أمر منطقي و موضوعي ، فــــ حـــــ زبـــــ الــــلـــ ه سعى منذ إنطلاق عملياته العسكريه بعد إجتياح عام ٨٢ ، حصر نطاق عملياته ضد جيش الـــ عــــ دو و مواقعه في حين أن الـــــ عــــ دو هو الذي كان يلجأ لإستهداف المدنيين ، وتفاهم تموز ٩٣ ثم نيسات ٩٦ كرّس مبدأ المواجهة عسكر بعسكر و بالتالي تجنّب المدنيين ،و كان الــــ عـــ دو هو الذي يخرق تلك التفاهمات .. وعقيدة الضاحية التي اعتمدها الــــ عــــ دو في حرب تموز ٢٠٠٦ كانت شاهداً على ذلك .
وعندها راحت المقاومة تستهدف حيفا و ما بعد حيفا كرد طبيعي لردعه و لاعادة تكريس المعادلات .
أما المعركة الفاصلة والتي قسمت ظهر الــــ عـــ دو هي المواجهات البريّة في وادي الحجير و سهل الخيام و رب ثلاثين و بنت جبيل و ضرب ساعر و اسقاط المروحية و غيرها، لذلك نرى أنه من الحكمة بمكان عدم إفتتاح معركة إستهداف المدن و المؤسسات المدنية من قبل المــــــ قــــ اومه الإسلامية ، لما في ذلك من إعطاء الــــ عــــ دو المجرم ذريعة لتوسيع إعتداءاته وبالتالي إعطاءه فرصة يتمناها هو و يسعى اليها .
لأن خيار التدمير و القتل و التهجير و المجازر يدخل في عقيدته وهو متفوق فيها و يملك قدرات تدميرية تفوق كثيراً ما تملكه المـــــ قـــ اومة سواء في لبنان او في فلسطين .
و لو إستطعنا اجبار الــــ عــــ دو العودة الى القتال جيش بجيش وعسكر بعسكر ، لإستطاع المــــ قـــــ امون في فلسطين تحقيق إنجازات عسكريه مذهلة و الوصول إلى إنتصار حقيقي و جديد على هذا الـــــ عــــــ دو المجرم .
إذاً نحن أمام عدّة خيارات أولاها الخيار القائم من إشتباك يومي أدى الى تهجير المستوطنات الصــــ هيــــ ونية على حدود لبنان و حشد ثلث الجيش المـــــ عــــ ادي ناهيك عن القتلى و الجرحى في صفوفه أو أخذ خيار العبور الى فلسطين المحتلة و هذا الامر أصبح صعباً خاصة بعد انتفاء
عنصر المباغتة ولوجود حشود هائلة من جيش الــــ عــــ دو على حدودنا و الخيار الثالث هو اللجوء الى القصف الصاروخي بعيد المدى و الذي يتمناه العدو غالباً لما يملكه مع داعميه من قدرات تدميرية كبيره .
و لكن الكلمة الفصل في كل ذلك لقيادة المــــ قــــ اومة الحكيمه و لسيدها الذي طالما وعدنا بالنصر دائماً و سيعدنا صادقاً بالنصر مجدداً بإذن الله .
ولما كان عــــ دونــــ ا المجرم قد اتخذ القتل و التدمير و الإبادة خياراً إستراتيجياً له ،اما الصمود و الثبات و إنتصار الدم على القصف والمجازر و مؤامرة التهجير هو الخيار الذي إختاره أبناء غــــ زة الأبطال مع مجـــــ اهــــ دين اشدّاء ، لا يخافون في الله لومة لائم.
ما يضعنا بإذن الله الواحد القوي العزيز الجبار ، أمام نصر و ثبات لفلسطين و للمــــ جــــ اهدين و للأمة جمعاء ..
المصد: 06-news.com