جواب المقاومة على زيارة هوكشتاين..”استراتيجية الاقتراب الموزع”
الحرب الصغرى مستمرة ولا افق لتسوية كبرى بعد.. كل قنوات التواصل مع حماس جعلتها الرابح الاقوى.
سجلت الاشهر الاخيرة تصاعداً لعمليات المقاومة النوعية على جبهة الضفة الغربية وجبهة القدس المحتلة. توزعت العمليات من اطلاق صواريخ الى تفجير عبوات (محلية الصنع) الى عمليات اطلاق نار وصولاً الى اشتابكات مسلحة وعمليات دهس وطعن.
وخلال شهر ايلول سجل 1050 عملاً مقاوماً اسفرت عن اصابة 34 جندياً ومستوطناً. في المقابل استشهد 13 فلسطينياً في الضفة والقدس واستشهد 7 شباب فلسطيني في قطاع غزة.
الاكيد ان المقاومة الفلسطينية مع عملية ” طوفان الاقصى” في 7 تشرين الاول، قد وضعت تقدير موقف حول ردود فعل العدو الاسرائيلي، واحد السيناريوهات كان سيناريو دخول بري للعدو الى القطاع والمحاور الممكنة، فأعدت الخطط للمواجهة والصمود وعرقلة التقدم بالكمائن والعمليات النوعية من الخلف.
منذ 7 تشرين الاول انضمت جبهة غزة الى الجبهتين السابقتين لينضم لبنان رسمياً في 8 تشرين الاول ويدخل بعدها العراق واليمن جبهات مساندة للجهد الاساس، فلسطين.
المحور اطلق على هذه الرؤية ” استراتيجية الاقتراب الموزع” حيث تم النقاش بها ليتم تطبيقها عبر غرفة العمليات المشتركة المكلفة ادارة الجبهات وتنسيق الجهد بين مسارح العمليات.
الادارة والسيطرة التي تخوضها غرفة العمليات المشتركة للمقاومة استفاد كل فصيل فيها من المتغيرات التي حصلت خلال السنوات العشرين الاخيرة، حيث تراجعت ” قدرة الردع الاسرائيلية” فالمعارك التي خاضها الجيش الاسرائيلي منذ تموز 2006 مروراً بمعارك غزة الستت (6) وصولاً الى معركة “بأس جنين” قبل 3 اشهر، تؤكد عدم رغبة العدو الاسرائيلي في القتال وان جنود الاحتياط تأثروا سلباً بالازمة السياسية التي كان لها الاثر على وحدة المجتمع وجهوزية الجبهة الداخلية.
في ظل ارباك وعدم اليقين بالنصر، دخل الجيش الاسرائيلي (وفق محللين اسرائيليين) بمرحلة ” الانحطاط التكتيكي” واصبحت اقسام رئيسية في جيش العدو مهددة، وبالتالي المهام القتالية بالبعد التكتي والبعد الاستراتيجي اصبحت محكومة بالفشل.
مفاعيل الخط 23 اول ضحايا “طوفان الاقصى”وحزب الله تحرر من تفاهمات اصبحت خارج الخدمة
واقع جديد يعيشه جيش العدو الاسرائيلي، افقد القيادة الرؤية الاستراتيجية، هذه الرؤية هي التي حافظت على تفوق الكيان في المراحل الماضية ووضعه في مصاف الدول الكبرى، رغم صغر المساحة الجغرافية والتي تتقاسمها احتلالاً لفسلطين بنسبة 78% .
فالبدايات كانت بعد حرب لبنان في العام 1982 والتي استمرت آثارها لاكثر من 10 سنوات، حيث شهد الكيان الركود الاقتصادي القاتل، فأندفع الشباب الاسرائيلي الى الشعور انهم مهمشون.
وبعد اكثر من 40 عاماً تأكد ” خطر الشمال” على بقاء الكيان، تحررت المقاومة في لبنان من تفاهمات لتراكم على طوفان، حيث شكل (5000 صاروخ في 20 دقيقة) حزام النار، افرغ القبة الحديدية من صواريخها لتسقط منظمومة الدفاع الجوي، كما سقط الجدار الالكتروني حول غزة، ليتمكن عناصر القسام من العبور عبر 22 نقطة تماس، بعمق وصل الى 25 كلم بمشاركة جوية عبر 35 مسيرة انتحارية من طراز الزواري.
لقد اصبح شبه مؤكد ان زيارة هوكشتاين الى لبنان لانقاذ الخط رقم 23 واحياء تفاهم ميت (1701) على وقع الغارات الاسرائيلية الاستفزازية في الداخل اللبناني وبداية الحديث عن توسع الجبهات، فهل يكون استهداف المصالح الاسرائيلية والاطلسية حول العالم، المسرح الكبير والعدو الجديد الذي تبحث عنه الولايات المتحدة.
حزب الله في المعادلة الجديدة؟.. العين بالعين والبادىء اظلم.. اي توجهات بعد القرار الاممي 1701
ما تقوم به المقاومة في لبنان، يقوم على تقدير موقف وفق سيناريوهات تقودنا الى ارتفاع امكانية تنفيذ عملية استباقية اسرائيلية في لبنان كان يحضر لها قبل 7 تشرين الاول.
المقاومة بدخولها المعركة يوم 8 تشرين الاول، فإنها تقوم بالرد على الاعتداءات والاستفزازات في اطار استراتيجية ترسم فيه مسرح العمليات:
– من ضرب نقاط المراقبة والرصد والدشم المتقدمة
– الى ضرب مناطق حشد العدو وتشكيلاته وتموضعه الجديد.
– وصولاً الى تسليح الارض والمحاور المفترضة لتقدم العدو الاسرائيلي على محاور القطاعات الاساسية جنوب لبنان، بالضافة الى امكانية تنفيذ العدو لعمليات انزال في مناطق داخلية او حتى استخدام اي فوضى امنية داخلية لزعزعة الجبهة الداخلية اللبنانية.
– كما اعدت المقاومة خارطة تفخيخ مفترضة للمحاور التي ستشكل عناوين الجهد الرئيسي كما المحاور الرديفة لاي تقدم بري في العمق اللبناني.
– كذلك اعدت المقاومة خارطة للاهداف المحتملة.
– الاتمام المسبق لاجراءات التنسيق اللازمة بين مختلف المناطق الجغرافية للعمليات لتأمين الاسناد والدفاع المتقابل فيما بينها.
– عرقلة وصول القدرات القتالية القادمة من عمق جبهة العدو.
في الخلاصة،
حزب الله غير تكتيكاته العسكرية وبدأ بالرد على استهداف المدنيين بإستهداف تجمعات المشاة. كما ادخل المسيرات في المعركة حيث نفذت 3 مسيرات يوم 10 تشرين الثاني هجمات على الخطوط الخلفية للعدو، رداً على توسيع المواجهة (جغرافيا) من قبل العدو. لقد سقطت نظرية ” ايغال الون” حيث لا بيئة سكانية ( مستوطنات) تحمي الجيش ونتنياهو قرر الانتحار… فهل يكون خراب اسرائيل بإعلان الحرب على لبنان.
عماد رزق الديار