الغارديان: في أميركا التنوع والشمول محبوب إلا لفلسطين
اشارت صحيفة “الغارديان” البريطانية الى إن التنوع والشمول محبوب لدى الجميع في اميركا إلا عندما تظهر فلسطين. وقال أستاذ اللغة الإنكليزية بكلية بروكلين وجامعة سيتي في نيويورك مصطفى بيومي إن مدرسة وجهت له الدعوة للمشاركة في حلقة نقاش لا علاقة لها أبدا بإسرائيل وفلسطين ولكن الآباء اتهموه بنشر “خطاب الكراهية”.
واوضح إن مدرسة دواننينغتون، هي سادس أكبر مدرسة في منطقة بنسلفانيا ويزعم أنها “منطقة القرن الحادي والعشرين الحافلة بالدفء المثالي وروعة البلدة الصغيرة”.
ويقول برنامج المنطقة للتنوع والشمول إنها “تعمل على خلق الثقافة التي يشعر فيها كل فرد انه قادر على الاندماج والازدهار”. وعلق بيومي: “لقد قامت هذه المنطقة التعليمية بالدوس على حقي بالتعبير وتم إلغائي”.
واوضح بيومي إنه تلقى منذ إلغاء المناسبة رسائل من آباء وخريجين عبروا بشكل خاص عن غضبهم. وقال شخص “أشعر بخيبة أمل كبيرة لأن المنطقة تواصل التخلي عنا كمسلمين في التمثيل ولا ندعم الإلغاء لمناسبتك وعليك أن تعرف أن هذا مثال آخر عن إسكات الأصوات العربية والمسلمة”.
وهذه هي النقطة، فلو كنت فلسطينيا أو عربيا ومسلما في الولايات المتحدة أو حليفا لأي منهم فخطابك مراقب إن لم يتم إسكاتك فورا.
وبعد أن أرسلت رابطة مكافحة التشهير ومركز دي برانديز لحقوق الإنسان بناء على القانون رسالة إلى رؤساء الجامعات للتحقيق حول جماعة مؤيدة للفلسطينيين، رد اتحاد الحريات المدنية الأميركي برسالة حث فيها بطريقة لا لبس فيها على رفض الدعوات للتحقيق وحل أو معاقبة الجماعة الطلابية المؤيدة لفلسطين لأنها مارست حقها في حرية التعبير.
وألغت كلية برنارد الأميركية هذا الشهر مناسبة للكاتب الفلسطيني محمد الكرد، وأصبحت جامعة برانديز أول جامعة خاصة تحظر جمعية “طلاب من أجل العدالة لفلسطين”، حيث اعتبرته منظمة حرية التعبير (فاير) “عملا صارخا للتمييز ضد وجهات الرأي”. وعلقت جامعة كولومبيا فرعا لجمعية طلاب من أجل العدالة لفلسطين والصوت اليهودي للسلام حتى نهاية الفصل الدراسي بزعم أنهما “خرقتا وبشكل مستمر السياسات الجامعية المتعلقة بعقد المناسبات”.
ولام مجلس النواب نائبة ميتشغان رشيدة طليب من أجل إسكات وتخويف النائبة الفلسطينية الوحيدة بالكونغرس. ويجب على الناس قراءة تفاصيل القرار عن مجلس النواب الحافل بالتشويه وأنصاف الحقائق، مثل “دعم” طليب لحماس وهجومها في 7 تشرين الأول وأنه “مبرر” في بيانها في 8 تشرين الأول وهو كلام غير صحيح. ولم تدع طليب لتدمير إسرائيل لكن تم استهدافها، في وقت لم يتعرض لأي عقوبة نائب أوهايو ماكس ميلر الذي أخبر فوكس نيوز أن فلسطين “هي منطقة قد تنزع أحشاؤها لأننا سنحولها إلى موقف سيارات”.
وقد يكون الحديث عن حرية التعبير ليس محله في وقت تتعرض فيه غزة لأزمة حادة وقصف إسرائيلي يقتل مزيدا من الفلسطينيين، لكنهما مترابطان. وكلاهما يعتمد على تجريد الآخر من إنسانيته وقوته. والطريقة الأسرع لإسكات الناس هي منعهم من التحدث عن أنفسهم. وهناك حديث تعترض عليه، ولكن طريقة الرد على الخطاب الذي لا تحبه هو التواصل معه بخطاب آخر وبدون استخدام الأكاذيب وأنصاف الحقائق والتشويه المتعمد لمنع خطاب شخص آخر.
ويتم إسكات العرب والفلسطينيين والمسلمين بسرعة ويجردون من إنسانيتهم، سواء في الكونغرس أو حرم الجامعات أو المناسبات على زووم، ولكن الذين يحاولون منعهم لا يمكن أن يكونوا حكما بشأن ما هو مقبول من الخطاب. و”الأهم من هذا، فلست بحاجة لأن أثبت إنسانيتي لمن يريد حرماني منها، ولن أفعل حتى من بلدة صغيرة رائعة”.