هنية: إن أرادها العدو معركة طويلة فنحن نفسنا أطول من نفس عدوّنا
أكّد رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” إسماعيل هنية، أنّ “مقاومتنا بإذن الله سيكون لها اليد الطولى والكلمة الفصل وسوف يرى العالم كتائب “القسام” وفصائل المقاومة في القطاع بل في كل أرضنا الفلسطينية وهي تدحر الاحتلال من قطاع غزة كما دحرته قبل 18 عامًا”، مشددًا على أنّ الاحتلال “سيرحل عن كل أرض فلسطين المباركة، ولن يحصد إلا المزيد من الفشل والخيبة والانكسار”.
كلام هنية جاء خلال كلمة متلفزة في اليوم الحادي والأربعين لمعركة “طوفان الأقصى” والعدوان الصهيوني الإرهابي المتواصل على قطاع غزة.
وأكّد أنّه “لليوم الحادي والأربعين يواصل شعبنا الفلسطيني المجاهد وقطاعنا الصابر المرابط ومقاومتنا الصامدة البطلة خوض معركة الشرف والعزة والكرامة، في مواجهة واحد من أكثر جيوش العالم إرهابًا، ومعزّز بدعم عسكري أميركي غير محدود، وعلى الرغم من ذلك ما لانت لشعبنا قناة ولا فطرت قطاعنا عزيمة”.
وتابع هنية “ها هم أبطال المقاومة يسطّرون على أرض غزة صفحات مجد عز نظيرها في البطولة والشجاعة والإقدام، وها هم يوجّهون ضرباتهم الموجعة لجيش العدو وآلياته التي ظن أنّها مانعتهم من ضربات مجاهدينا الأبطال، ولكن خسرت حسابات العدو وسقطت رهاناته”.
وأوضح هنية أنّ “شعبنا في الضفة يواصل التحدي ومواجهة هذا الاحتلال والوقوف في وجه مستوطنيه، واحتلاله العسكري، وجرائمه المتواصلة من قتل واعتقال ومصادرة وإرهاب”.
وأكّد أنّ “العدو يشن حربًا على المستشفيات في غزة، في مخالفة لكل الأعراف والمواثيق والقيم الإنسانية وكان آخرها الهجوم الوحشي وما زال على مجمع الشفاء الطبي، مستندًا إلى الأكاذيب التي افتراها ويسعى إلى تسويقها وقد ثبت بطلانها سواء كان في مستشفى الشفاء أو مستشفى عبد العزيز الرنتيسي للأطفال”.
معارك المقاومة في غزة
وشدّد رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” على أنّ “المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة تخوض اليوم معركة مشرفة للدفاع عن فلسطين وعن مقدسات الأمّة دون أن تلين لها قناة أو تنكسر لها إرادة، وستواصل مع شعبنا الصمود والثبات”، مضيفًا “نخوض مع العدو الصهيوني صراعًا إستراتيجيًا لن نكون فيه إلا منتصرين بإذن الله وعونه وتوفيقه، لا نشك في ذلك مثقال ذرة، وإن أرادها العدو معركة طويلة فنحن نفسنا أطول من نفس عدوّنا”.
وقال: “بعد 41 يومًا من العدوان الهمجي للاحتلال وما قام به من قتل وحشي فقد أفشل شعبنا ومقاومته الباسلة أهداف العدو ومخططاته في التهجير أو استعادة الأسرى بالقوة، وسقطت هذه المخططات وستسقط معها كل أوهام العدو ولن يستطيع تحقيق أي من أهدافه أو استعادة أسراه إلا بدفع الثمن الذي تحدده المقاومة”.
إلى ذلك، صرّح هنية: “لقد تابعنا أعمال القمة العربية والإسلامية الطارئة التي انعقدت قبل أيام في الرياض، وإنني أدعو إلى تنفيذ ما صدر عنها من قرارات وخاصة المتعلقة بوقف العدوان وكسر الحصار “فورًا” عن قطاع غزة وحماية المقدسات وتحقيق تطلعات شعبنا في الحرية والعودة والاستقلال”.
ودعا إلى “سرعة انعقاد اللجنة المكونة من عدد من الدول المنبثقة عن القمة العربية الإسلامية الطارئة، والمكلفة بمتابعة تنفيذ القرارات الصادرة عنها”.
وأضاف هنية “أقول لقادة الأمة أن قوى المقاومة الفلسطينية هي قوة لكم وذخر، وأن قدرتها على لجم أطماع العدو ومواجهة تهديداته هي عنصر قوة أمة بأكملها وليس للشعب الفلسطيني وحده، ووجود المقاومة الفلسطينية في مواجهة الاحتلال وتهديداته بات ضرورة ومصلحة عربية وإسلامية أكيدة”.
ولفت إلى أنّ “مجلس الأمن الدولي اتخذ بالأمس قرارًا بخصوص العدوان على غزة رفضه العدو الصهيوني فورًا؛ في تأكيد على سياسته الواضحة باعتبار نفسه كيانًا فوق القانون ويستمر في تعطيل الإرادة الدولية التي تم تثبيتها في تصويت الجمعية العامة قبل أسبوعين”.
وذكر رئيس المكتب السياسي لـ”حماس”، أنّ “القرار الصادر عن مجلس الأمن أمس كان يجب أن يتضمن إدانة حصرية ومباشرة لجرائم الحرب والتطهير العرقي التي يرتكبها العدو الصهيوني في غزة وفي الضفة على مدار الساعة، كذلك انتهاكه للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني والمواثيق الدولية خاصة المتعلقة بحالة الحرب”.
وأكّد “أهمية إجبار العدو على وقف العدوان، وفتح المعابر وسرعة إيصال المساعدات لسد احتياجات القطاع وإنهاء الحصار عنه بشكل نهائي، والإقرار بالحقوق الوطنية المشروعة لشعبنا الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس وكل ذلك دون قيد أو شرط باعتباره حقًا أصيلًا لشعبنا مكفولًا بالقوانين والقرارات الدولية ذات الصلة”.
“حركة حماس متجذرة في أرضها”
وتابع هنية “نقول للعدو المجرم الذي أجج الصراع في المنطقة ولكل الذين يساندونه ويسوقون الأوهام ويمنون النفس بتغيير الواقع السياسي والميداني والجغرافي لقطاعنا الصامد أقول لهم: حركة حماس حركة متجذرة في أرضها ملتحمة بشعبها ولن يستطيع العدو وكل من تحالف معه وشاركه عدوانه تغيير الواقع في قطاع غزة”.
وأضاف “فليسوّف العدو الأوهام كيف يشاء، ويرفع سقف أهدافه كما يريد، فسيتحطم ذلك كله بإذن الله ثم بإرادة شعبنا وبسالة مقاومتنا وإسناد أمتنا وكل أحرار العالم على صخرة الواقع والحقيقة. وأقول وليسمعنا العالم أجمع بأن صاحب الحق الوحيد في تحديد مستقبل قطاع غزة وكل فلسطين؛ هو الشعب الفلسطيني بإرادته الحرة المستقلة”.
وفي الختام، وجّه هنية “التحية لشعبنا الفلسطيني المرابط القابض على جمر الصبر والصمود والثبات، فتحية فخر واعتزاز لأهلنا في غزة البطلة ومقاومتنا الباسلة التي باتت تمثل طليعة الأمة”.