أسامة حمدان للعدو الصهيوني: لا تفاوض ولا تبادل إلاّ بوقف العدوان
أكّد القيادي في حركة حماس أسامة حمدان أنّ لا تفاوض مع العدو الصهيوني ولا تبادل للأسرى “إلاّ بوقف العدوان” على قطاع غزة، مشيرًا إلى أنّه رغم كل مجازر العدو، فهو “لن يفلح في اقتلاع شعبنا عن أرضه وكسر إرادة الصمود لديه”.
كلام حمدان جاء في المؤتمر الصحفي الذي عقدته حركة حماس، الثلاثاء 5 كانون الأول/ديسمبر في بيروت، مواكبة لتطورات العدوان الصهيوني الإرهابي المتواصل على قطاع غزة.
وقال: “لليوم الستين، يواصل الاحتلال النازي حربه العدوانية الهمجية على شعبنا الفلسطيني، وارتكاب المجازر وجرائم التجويع والتعطيش واستهداف المستشفيات وكل مقوّمات الحياة الإنسانية، بدعم أميركي وصمت وتقاعس وتخاذل دولي، ارتقى خلالها نحو 16000 شهيد، 70% منهم أطفال ونساء، وأصيب أكثر من 42 ألف جريح، وفي الضفة الغربية المحتلة ارتقى 262 شهيدًا”.
وأضاف حمدان: “هؤلاء الشهداء ليسوا أرقامًا، فلكلّ شهيدٍ قصة إنسان يحمل أملًا وحلمًا في حياة حرّة كريمة كباقي سكّان الأرض، لكنَّ هذا الاحتلال النازي قتلها بوحشيّة وهمجيّة، لتبقى دماؤهم لعنة تطارد القتلة والدَّاعمين لهذا الكيان، وكل الصَّامتين والمتخاذلين في وقف هذه الحرب العدوانية”.
وتابع “نبعث بتحية البطولة والصمود لشعبنا الصَّابر المرابط الرّاسخ على أرضه، والرّافض لكل مخططات العدوان والتهجير”، و”بتحيّة الفخر والاعتزاز برجال كتائب الشهيد عزّ الدين القسّام والمقاومة الفلسطينية، الذين يسطّرون ملحمة أسطورية على أرض غزَّة، انتصارًا لشعبنا وحقوقه ودفاعًا عن الأرض والمقدسات، وهم يثخنون في جيش العدو الصهيوني، ويمرّغون أنف جنوده وضباطه في تراب غزَّة، الذي سيكون مقبرة لهؤلاء الغزاة، ونشدّ على أيادي شبابنا الثائرين في الضفة الأبيّة القابضين على زناد الاشتباك مع جنود العدو”.
جرائم ومجازر الاحتلال ومخططات التهجير
وفي المؤتمر الصحفي، أوضح القيادي في حماس أسامة حمدان أنّ “مجازر الاحتلال المروّعة بحقّ المدنيين العزَّل والقصف الهمجي دون توقّف منذ استئنافه العدوان، لكل المنازل والبنى التحتيَّة من مستشفيات ومساجد ومدارس تؤوي النازحين، تكشف سلوكه الانتقامي بسبب حجم الخسائر في جنوده وعتاده العسكري وقوّة ضربات كتائب القسَّام المظفرة”.
ورأى أنّ “هذه المجازر البشعة المتواصلة ضدّ شعب أعزل، التي لم يشهد لها العصر الحديث مثيلًا، تتم بدعم وحماية أميركية كاملة، وأسلحة أميركية ذكيّة ومتطوّرة، لا ينقطع وصولها لهذا الاحتلال النازي، ممَّا يحمّل الإدارة الأميركية ورئيسها جو بايدن مسؤولية هذه المجازر التي يندى لها جبين الإنسانية”.
وشدد حمدان على أنَّ “هذه المجازر النازية ليس مقتصرة على قطاع غزَّة، فهي متواصلة في كل مدن وقرى ومخيمات الضفة والقدس المحتلة، فهذا العدو النازي يشنّ حربًا همجية ضد كامل شعبنا الفلسطيني”، موضحًا أنّ “هذه المجازر لم ولن تفلح في تحقيق مخططات الاحتلال النازي في تهجيره شعبنا وكسر إرادته، هذا الشعب البطل يسجّل بكبريائه وشموخه ملحمة أسطورية سيخلّدها التاريخ مثالاً لشعبٍ حرٍّ أبيٍّ يدافع عن نفسه وأرضه ومقدساته”.
وردًا على مزاعم العدو الصهيوني، أكّد القيادي في حماس أنّه “لا وجود لمناطق آمنة في كامل قطاع غزَّة كما يدّعي ويروج له جيش الاحتلال النازي، فالاحتلال حوّل كلّ أراضيها مساحة حرب شاملة لآلة حربه الهمجية، تستهدف الأطفال والنساء وكل مقوّمات الحياة الإنسانية”.
وأضاف “بالأمس، كانت الذكرى 67 لمذبحة خان يونس الأولى عام 1956م، التي ارتقى فيها أكثر من 520 شهيدًا، واليوم يعيد هذا العدو النازي المجزرة ذاتها بحقّ المدنيين العزَّل، هذه هي حقيقة هذا الكيان الفاشي، لا يعرف إلا ارتكاب المجازر والمذابح بحقّ شعبنا بهدف التهجير والإبادة، لكنّ هذا الهدف لم ولن يتحقّق رغم كل هذه المجازر، التي لن تفلح في اقتلاع شعبنا عن أرضه وكسر إرادة الصمود لديه”.
وجدّد حمدان التحذير من كلّ المحاولات التي تتساوق مع مخططات الاحتلال لتهجير أهلنا من قطاع غزَّة، “تحت أيّ مبرّرات أو ذرائع، فما هي إلاّ مخططات وأهداف صهيونية أمريكية نازية على حساب دماء وحقوق شعبنا”.
وقال: “أهداف رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو المجرم وجيشه غير قابلة للتحقيق، وما يقوم به إنَّما هو وصفة للانتقام والتعطّش للدماء؛ وهي ليست علامة انتصار، بل مقدّمة لهزيمته ومحاكمته وزوال كيانه”، مشيرًا إلى أنّ “الهدف الحقيقي لنتنياهو وجيشه وحكومته الإرهابية هو القضاء على الشعب الفلسطيني وتصفية قضيته وحسم الصراع.. وهذا من سابع المستحيلات”.
وتابع حمدان “بعد 60 يومًا من الحرب لم يتمكن نتنياهو وجيشه من انتزاع صورة انتصار سياسي أو عسكري، وهو حلمٌ لن يتحقق لهم، مهما طالت هذه الحرب”، مؤكدًا أنّه “لا يُمكن الانتصار على حركة حماس، ولا يُمكن الانتصار على شعبنا الفلسطيني، ونؤكّد أنَّ نتنياهو وأركان حربه يغرقون أكثر فأكثر في مستنقع غزَّة”.
وقال: “هم جميعًا لم يستطيعوا تحرير محتجز واحد إلاّ بشروط المقاومة؛ ونجدّد التأكيد أنَّه لا تفاوض ولا تبادل إلاّ بوقف العدوان”، مشددًا على أنّ “نتنياهو يتحمَّل كامل المسؤولية عن حياة الأسرى والمحتجزين، بسبب تعطيله استكمال صفقة التبادل واستئناف العدوان، فهم يتعرَّضون لخطر القتل بالقصف الصهيوني، ونتنياهو غير معنيّ بهم ولا بعائلاتهم، ولا يهتم بحياتهم”.
وجدد حمدان التأكيد لحكومة الاحتلال أنَّ “المسجد الأقصى المبارك كان وسيبقى مسجدًا إسلاميًا خالصًا، ولن تكون لهم أيّ سيادة على شبر منه، ونقول لجماعات المعبد المتطرّفة التي أعلنت عن مظاهرة مساء يوم 7 كانون الأول/ديسمبر؛ لاقتحام المسجد الأقصى وإزالة دائرة الأوقاف الإسلامية: إنَّ طوفان الأقصى الهادر لن يتوقّف، وسنعمل على دحركم وكنسكم عن أرضنا وقدسنا وأقصانا”.
المعاناة المستمرة والحاجات الإنسانية
وفي الجانب الإنساني، ذكر القيادي في حركة حماس أنّه “لم تتوقف جرائم الاحتلال عند حدّ ارتكابه مجازر القتل بشتى أنواع القصف والتدمير الهمجي، فهذا العدو النازي لا يزال يُمارس جريمة التجويع ضد أكثر من مليوني مواطن فلسطيني، عبر الحصار ومنع وصول المساعدات الإغاثية، فمن لم يمت منهم بالقصف الهمجي مات بسبب الجوع والعطش، في جريمة صهيونية يندى لها جبين الإنسانية”.
وتابع “أمام استهداف الاحتلال لكل مقوّمات الحياة الإنسانية والبنية التحتية في قطاع غزَّة، من مولدات الكهرباء، والآبار، والمخابز، والمستشفيات، ومراكز الإيواء والنازحين، فإنَّنا نحذّر من ارتفاع أعداد الشهداء، بسبب المرض والجوع والعطش، ممّا ينذر بكارثة إنسانية، لذا فإنَّنا نهيب بدولنا العربية والإسلامية وأصحاب الضمائر الحيّة إلى تحمّل مسؤولياتهم الإنسانية والأخلاقية”.
وصرّح حمدان أنّه “من حقّ شعبنا وأهلنا في غزَّة أن يعيشوا حياة حرَّة وكريمة، بلا حصار ولا جوع ولا قصف ولا تهديد”، مضيفًا “لن ينعم الإسرائيليون بالأمن والهدوء، حتَّى ينعم به شعبنا، وأهلنا في غزَّة العزَّة”.
ولفت إلى أنّه “أمام ارتفاع حجم المجازر بحق المدنيين والأبرياء من الأطفال والنساء، مع تزايد أعداد الجرحى والمرضى والنازحين في المدارس ومراكز الإيواء، فإنَّنا نجدّد دعوتنا لوكالة الأونروا ومنظمة الصحة العالمية إلى تحمّل مسؤولياتهما الإنسانية والأخلاقية في استمرار تقديم خدماتهم الإغاثية لأهلنا في غزَّة، وعدم الرضوخ لضغوط وإملاءات الاحتلال”.
ودعا حمدان كل المنظمات الإنسانية والإغاثية والطبية إلى “تكثيف دخولها إلى كل مناطق قطاع غزَّة، وإغاثة السكّان بكل مقوّمات الحياة الإنسانية”.
كما حثّ الدول العربية والإسلامية إلى “التحرّك بشكل جاد وفوري إلى كسر الحصار الإنساني والغذائي والطبّي عن قطاع غزَّة، وتسيير جسور إغاثية متكاملة، وفتح المشافي الميدانية، في كل التخصّصات الطبية، وتزويد القطاع بالوقود والغاز والغذاء والدواء”.
الأكاذيب والدعاية الصهيونية والانحياز الأميركي والغربي
وتابع حمدان: “لا تزال الإدارة الأميركية بتصريحات مسؤوليها، تتبنّى بشكل فجّ ومفضوح الرواية الصهيونية، دون مراعاة أدنى معايير تحرّي الدقة والموضوعية والإنسانية، وآخرها تصريح مستشار “الأمن القومي” الأميركي بأنَّ جيش الاحتلال لا يستهدف المدنيين في غزَّة، وهذا كذبٌ وتدليس واضح، وكأنَّ أكثر من 16 ألف شهيد، 70% منهم نساء وأطفال ليسوا مدنيين”.
ولفت إلى أنّ “المزاعم والأكاذيب الصهيونية حول تعرّض بعض المحتجزات للاغتصاب تأتي للتغطية على مشهد المعاملة الحسنة التي تلقاها المحتجزين الصهاينة والأجانب في غزة والتي تنفي بشكل قاطع تلك الادّعاءات، حيث أزعجت هذه المشاهد الكيان النازي، الذي حاول يائسًا شيطنة شعبنا الصامد ومقاومتنا الباسلة”.
وأكّد حمدان أنَّ “هذه المزاعم الباطلة لا وجود لها إلاّ في خيال شخصيات صهيونية متطرّفة تبيح لجنود الاحتلال الاعتداء الجنسي على الأغيار، ومستمدة من تحريض الحاخام الأكبر للجيش الصهيوني إيال كريم وإجازته للجنود اغتصاب النساء غير اليهوديات خلال أوقات الحرب”.
هذا، وجدد الدعوة لجماهير الأمة العربية والإسلامية والأحرار في كل العالم إلى تصعيد كل أشكال التظاهر والمسيرات والحشود في كل المدن والعواصم والساحات، رفضًا لحرب الاحتلال العدوانية، وفضحًا لجرائمه، وضغطًا لوقفها.