جيش العدو سيجد صعوبة بتحقيق وعود السياسيين في الوقت المتبقّي له
أكّدت صحيفة “هآرتس” العبرية أن جيش الاحتلال سيواجه صعوبة في تحقيق وعود المستوى السياسي، بتدمير حركة حماس وإعادة الأسرى وإعادة المستوطنين إلى مستوطنات غلاف غزة ورفع التهديد الأمني عنها، مشيرة إلى أننا سنشهد تملّص القيادة الصهيونية من تحقيق الأهداف التي أعلنتها بحماسة شديدة في بداية المعركة.
وعرض عاموس هرئيل، في تقرير نشرته “هآرتس”، لسلسلة العقبات التي يواجهها الجيش الصهيوني في حربه على قطاع غزة؛ فأكد أن: “تقدّم المناورة البرية لا يُسهم في تقليص حجم الخسائر، ومقاومة حماس في بعض القطاعات ما تزال شديدة، ومجموعات صغيرة نسبيًا من عناصرها تكبّد الجيش يوميًا ثمن تقدمه وسيطرته على مناطق إضافية في شمال القطاع وجنوبه”.
وأضاف: “يبدو أنّ السجالات الانفعالية نوعًا ما التي تحصل في الاستديوهات التلفزيونية، بشأن حسم حماس، سابقة لأوانها.. الأحداث المتراكمة – نظرية مناطق جديدة، استسلام بين حين وآخر، تزايد الحوادث في جنوب القطاع نتيجة مشكلات في إيصال المواد الغذائية- كلّها تعكس المشاكل المتفاقمة التي تواجه السلطة في القطاع. مع هذا، لا قرائن مقنعة على انهيارها الوشيك”.
ولفت عاموس هرئيل إلى أنّ استمرار الجيش الإسرائيلي، في عمليته البرية، “يجري على حساب تحرير المخطوفين (الأسرى الصهاينة) الباقين البالغ عددهم مئة وسبعة وثلاثين شخصًا. ويبدو أنّ الحكومة والمؤسسة الأمنية تتحرّكان ببطء في هذه المسألة، بالرغم من استغاثة واستصراخ عوائل المخطوفين (الأسرى)”.
وتابع: “المفاوضات حول صفقة ثانية، بوساطة قطرية، لمّا تقلع بعد. “إسرائيل” الرسمية تتمسّك الآن بمقولة إنّ تشديد الضغط العسكري هو ما سينتج مرونة في مواقف حماس وتحرير مزيد من المخطوفين.. تسهم المعارك في الميدان في تعزيز تقدير قيادة الأركان بأنّه يمكن، في المدى الأبعد، تحقيق هدف تفكيك قدرات حماس العسكرية والتنظيمية في القطاع”.
وأردف هرئيل: “لكن حتى لو استطاع الجيش تنفيذ خططه، فإنّ نقطة ضعفه تكمن في مطابقة التوقّعات مع الجمهور الذي سمع من القيادة السياسية وعودًا بتدمير نظام حماس وبإعادة كلّ المخطوفين وإعادة إعمار وترميم كلّ مستوطنات الغلاف إلى جانب رفع التهديد الأمني عنها. تلك أهداف طموحة، ويبدو واضحًا منذ الآن أنّها لن تتحقّق جميعها في أوّل نافذة زمنية، خلال أسابيع معدودة، توشك “إسرائيل” أن تأخذها على نفسها، حسبما يبدو، بضغط أميركي”.
وخلُص إلى أنّ :”الأزمات والصعوبات الاقتصادية الهائلة، والتي تتفاقم أكثر فأكثر، والعبء على جنود الاحتياط والتوقّعات الأميركية، كلّ هذا سيؤثر، على ما يبدو، على تقصير أمد العملية الحثيثة والمكثّفة داخل القطاع. في مثل هذه الحال، ستصطدم الحكومة والجيش بصعوبة مضاعفة. يوجد قسم واسع من الجمهور يرى أولوية عليا في تحرير الأسرى، وأي تأخير في إرجاعهم سيبدو بنظره فشلًا ذريعًا. من جهة ثانية، هناك كثيرون يطالبون بحسم حماس بالكامل، وسيرون في تقليص القوات والوعد باستكمال المهم،ة في قادم الأيام، تملّصًا من القيادة من تحقيق الأهداف التي وعدت بها بحماسة شديدة في بداية المعركة”.