العدو متأهّب على الجبهة الشمالية: انتظار لضربات المقاومة والسيناريوهات واسعة
ذكر موقع صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية أن مستوى التوتر على الجبهة الشمالية ارتفع منذ اغتيال الشيخ صالح العاروري في بيروت، مشيرًا إلى أن بلدية حيفا سارعت إلى فتح مراكز الإيواء، فيما أمرت ألمانيا وكندا مواطنيها بمغادرة لبنان فورًا.
وبحسب الموقع، وصل رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هاليفي أمس الأربعاء 3 كانون الثاني/يناير، للقيام بجولة على طول الحدود الشمالية، وأجرى تقديرًا للوضع مع قائد المنطقة الشمالية اللواء أوري غوردين وقائد الفرقة 210 العميد تسيون ريتزون، ومع قادة ألوية وقادة كتائب احتياط تعمل في المنطقة.
وقال هاليفي من هناك: “نحن في جاهزية قوية جدًا في الشمال.. أنا أزور المكان هنا كثيرًا، وأعتقد بأنَّ الجاهزية في ذروتها”، مشيرًا إلى: “أنَّنا مستعدون بشكل جيد في القطاعات كافة، ونركّز حاليًا على قتال حماس”.
وأضاف: “يجب تغيير الوضع بطريقة مهمّة للغاية، سواء في الجنوب أم في الشمال، وأيضًا بشكل عام في الوضع الإقليمي. وسيكون لدينا على الأقل للعام المقبل المزيد من القوات على الحدود، لأن هذا الحدث – معركة طوفان الأقصى في 7 تشرين الأول/أكتوبر- لا يمكن أن يتكرّر”.
وأشار الموقع الى أنَّ كلام رئيس الأركان لم يُطمئن مستوطني المنطقة الشمالية الذين أُخليَ عشرات الآلاف منهم من منازلهم.
مستوطنات الشمال: نستعدّ لتلقّي ضربة ولا أحد يعلم متى تنتهي
في السياق نفسه؛ قال رئيس المجلس الإقليمي “ماطه إيشر” ورئيس منتدى مستوطنات خط المواجهة موشيه دويدوفيتش إن “نصر الله (الأمين العام لحزب الله السيد حسن) يُهدّد، حزب الله يهاجم، “الجيش الاسرائيلي” يرد، ونحن في الوسط مع مستوطنات من الأشباح وخالية من السكان، ومع يوم آخر من المقالب واليقظة والصواريخ المضادة للدبابات. 80 يومًا، من المطلة وحتّى رأس الناقورة، حزب الله يطلق النار ويصيب بشكل مباشر. تصفية مسؤول حماس ليس بالضرورة أن يرتبط بالحرب اليومية مقابل حزب الله الذي يلاحقنا”.
بدوره، انتقد رئيس لجنة مستوطنة “مرغليوت” إيتان دافيدي أداء جيش الاحتلال، وقال: “أشعر بخيبة أمل كبيرة؛ لأن المتحدث باسم الجيش قدَّم تفسيرات مفادها أننا غير معنيين بحزب الله، بل بحماس. في رأيي، هذا نصف اعتذار غير ضروري. نحن، بحسب مصادر أجنبية، أسقطنا من كان يجب إسقاطه وقمنا بما يجب القيام به. ردّنا يجب أن يكون واضحًا، القوّة والعزيمة يجب أن تردعا. من يوم أمس؛ نحن في استعداد لتلقي ضربة ولا أحد يعلم متى تنتهي. هذا يجعلني حزينًا للغاية. لقد كانت “إسرائيل” تعرف كيفية الردع، ورسالة الاغتيال كانت فقط تخيف “العدو”. لا يمكن أن نكون نحن مردوعون من ردود على عملية حاسمة قمنا بها”.
وأضاف: “الحماية التي وعدنا بها رئيس الأركان لن تفعل لنا شيئًا ولن تُعيد “سكان مرغليوت” إلى منازلهم. هذا هراء. كثير من الكلمات تهدف إلى محاولة إعادتنا من الباب الخلفي لمنازلنا. فإن ظنّ أنه سيحقّق الهدف في ذلك فهو بعيد. نحن لسنا “سكان” الثمانينيات والتسعينيات أو”سكان عناقيد الغضب”، نحن “سكان” 7 تشرين الأول/أكتوبر وقد رأينا بأعيننا ما سيحدث لنا مع حزب الله عبر السياج، ولا يهمّ إذا كان هناك 200 أو 400 جندي هنا. لن نعود. المسافة من منزلي إلى الحدود اللبنانية 150 مترًا. كم جنديًا ستضع بيني وبين السياج؟ يمكنه أن يقول ذلك لمن لا يعرف التهديدات والأجواء في الشمال. ومن الأفضل لرئيس الأركان أن يكون واضحًا، ولا يدلي بتصريحات حول تعزيز “الدفاع”، بل حول “ضربة لن يتمكّن حزب الله من التعافي منها””.
سيناريوهات يتوقعها العدو
من ناحيته، أشار المحلّل العسكري في القناة 12 الإسرائيلية نير دفوري إلى أن “اسرائيل” ما تزال في حال من التوتّر منذ اغتيال العاروري، أول من أمس، والجيش في حال تأهّب قصوى، وهو يتوقع ردًا من جانب حزب الله”. وأضاف دفوري: “”إسرائيل” تستعد لكل السيناريوهات وهناك احتمال تنسيق إطلاق صواريخ من لبنان معًا مع حماس في الجنوب. إضافة لذلك، هناك احتمال استهداف سفارات “إسرائيل” في الخارج، وهناك بالطبع احتمالات أخرى كثيرة”، بحسب تعبيره.
في هذا السياق، أفادت وسائل إعلام العدو أنَّ تقدير المؤسسة الأمنية الإسرائيلية هو أنَّ “تل أبيب” ستضطرّ في الحرب المقبلة في الشمال إلى التعامل مع إطلاق آلاف القذائف الصاروخية، وفي الأيام الأولى من الحرب سيُطلَقُ على “إسرائيل” نحو 6000 قذيفة صاروخية، فيما سينخفض هذا العدد في أيام الحرب إلى 1500 و2000 قذيفة صاروخية في اليوم.
ووفقًا للتقديرات، فرص نجاح القبة الحديدية في اعتراض الصواريخ من الشمال ضعيفة، فيما ستبدأ ترسانة حزب الله الصاروخية من مدى 20 كلم لتصل إلى 700 كلم.