وزير الحرب الصهيوني: نحن نحارب محورًا وليس عدوًا واحدًا
لا تفارق عملية “طوفان الأقصى” وما حصل صبيحة السابع من تشرين الأول/أكتوبر عام 2023 مخيّلة المسؤولين الصهاينة، لما شكّل وقعها المفاجئ على كافة مجتمع الكيان، وحطّم أسطورة جيش الاحتلال وشوّه صورته، في وقت تبرز فيه المخاوف من الحدود الشمالية حيث ينتشر حزب الله ويؤلم العدو بعملياته اليومية مستهدفًا مواقعه على امتداد الحدود، ما دفع مسؤولي الاحتلال للحديث عن قتالهم لمحور كامل وليس فقط لمقاومة في غزة.
وزير الحرب الصهيوني، يوآف غالانت، أشار إلى أن حجم وشدّة الهجوم الذي شنته حركة حماس على “إسرائيل” في ذلك اليوم هزّ وبشدة إحساس الإسرائيليين بالأمن وغيّر بشكل عميق الطريقة التي ينظرون بها إلى العالم من حولهم.
وفي حديث لصحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية، وصف غالانت يوم السابع من أكتوبر بأنه “الأكثر دموية بالنسبة للشعب اليهودي منذ عام 1945″، مشيرًا إلى أن “العالم بحاجة لأن يفهم.. الأمر مختلف هذه المرة”.
وحاول الوزير الصهيوني، التبرير بأن خطورة التهديد كانت وراء شراسة الرد الإسرائيلي وتصميم العدو ليس فقط على تدمير حماس المدعومة من إيران، بل على التصرف بقوة كافية لردع الخصوم المحتملين الآخرين المتحالفين مع طهران، بما في ذلك حزب الله في لبنان المجاور، بحسب زعمه.
وفي محاولة للدفاع عن سلوك كيانه في هذه الحرب، قدّم غالانت تقييمًا صارخًا للمخاطر التي يقول إنّ “إسرائيل” تواجهها، ما يشير إلى صراع محتمل طويل الأمد في غزة وتحوّل دائم في موقف “إسرائيل” الدفاعي، وقال “وجهة نظري الأساسية هي أننا نقاتل محورًا، وليس عدوًا واحدًا، وإيران تبني قوتها العسكرية حول “إسرائيل” من أجل استخدامها”.
وأشار غالانت إلى أن القوات الإسرائيلية ستتحول مما أسماه من “مرحلة المناورة المكثفة في الحرب” نحو “أنواع مختلفة من العمليات الخاصة”، محذرًا من أن الفصل التالي من الصراع “سيستمر لفترة أطول”، وشدّد على أنّ “”إسرائيل” لن تتخلى عن أهدافها المتمثلة بتدمير حماس كقوة مقاتلة وإنهاء سيطرتها على غزة وتحرير الرهائن المتبقين”.
غالانت لفت إلى أن مصدر قلقه المباشر الآخر هو الحدود الشمالية لكيان العدو، حيث يتم نشر أعداد كبيرة من الجنود الإسرائيليين في حالة الصراع مع حزب الله، وتم إجلاء عشرات الآلاف من المستوطنين الإسرائيليين من منازلهم في شمال فلسطين المحتلة.
وإذ لفت غالانت إلى أن الأولوية ليست الدخول في حرب مع حزب الله، قال “يحتاج ثمانون ألف شخص إلى أن يتمكنوا من العودة إلى منازلهم بأمان”، مشيرًا إلى أنه في حال لم يتم التفاوض على اتفاق لجعل ذلك ممكنًا، فإن “إسرائيل” لن تتراجع عن العمل العسكري.
وأضاف “نحن على استعداد للتضحية.. إنهم يرون ما يحدث في غزة، إنهم يعلمون أنه يمكننا نسخ ولصق ما قمنا به هناك إلى العاصمة اللبنانية بيروت”.
وأقرّ غالانت بأن هجوم حماس في السابع من تشرين الأول/أكتوبر يمثل فشلًا كبيرًا في الردع، مضيفًا أن “المعلومات الاستخبارية تشير إلى أن قادة حماس لم يتوقعوا أن تقوم “إسرائيل” بعملية برّية واسعة النطاق ردًا على ذلك”.
وأضاف “لم يأخذوا الأمر على محمل الجد، حتى عندما دخلنا لأول مرة”، مضيفًا أن “هدف “إسرائيل” النهائي هو إقناع أعدائها بأن أي هجوم مستقبلي سيؤدي لعواقب وخيمة”.
وسألل غالانت “هل ينبغي السماح لحماس وحزب الله وإيران أن يقرروا كيف نعيش حياتنا هنا في “إسرائيل؟”، مجيبًا نفسه “هذا شيء لا نقبله”.