حمدان حول جولة بلينكن: يأتي ليبيع الوهم لكل الدول التي يلتقي بها
أكد القيادي في حركة حماس أسامة حمدان أن الاحتلال يواصل لليوم الـ 96 عدوانه النازي وحرب الإبادة الجماعية، ضدّ أكثر من مليوني مواطن فلسطيني من أبناء قطاع غزَّة، مستخدمًا فيها كلّ أنواع الأسلحة والقنابل المحرّمة دوليًا، والمرسلة كليًا من الولايات المتحدّة الأميركـية.
وخلال مؤتمر صحفي عقده مساء اليوم الأربعاء 10 كانون الثاني/يناير 2024 في بيروت، أوضح حمدان أنَّ جرائم الاحتلال النازية لم تقتصر على قطاع غزَّة فحسب، فهي ممتدة ومتواصلة في عموم الضفّة الغربية ومدينة القدس المحتلّة، عبر حصار المدن والمخيمات وجرائم الاغتيال المتعمّد بدم بارد، والاعتقال، والتدمير المُمنهج للبيوت والبنية التحتية، لافتًا إلى استشهاد أكثر من 353 فلسطينياً في الضفّة الغربية المحتلّة منذ بداية معركة طوفان الأقصى.
وقال إن الاحتلال لم يدع جريمة إلاّ وارتكبها، في انتهاك صارخ لكل الشرائع والأعراف والمواثيق والقانون الدولي الإنساني من قتل جماعي وتهجير قسري واعتقال المدنيين الأبرياء، وتعريتهم وتعذيبهم وتصويرهم، واستهداف ممنهج للأطفال قتلًا وخطفًا والنساء وقنص المدنيين بعد إخراجهم من أماكن الإيواء، وتدمير لكل مقوّمات الحياة الإنسانية في قطاع غزَّة، من المستشفيات ومراكز الإيواء التابعة للأونروا والمدارس والجامعات والمساجد والكنائس والمراكز الخدمية، وحتّى نبش المقابر وتجريفها وتدنيس جثامين الشهداء وسرقة أعضائهم.
وأشار حمدان إلى أنَّ الوضع الإنساني في غزّة كارثي وأنَّه ينذر بارتفاع أعداد الشهداء والجرحى والمرضى والنازحين بشكل كبير، فمن لم يمت بالقصف والحرق والقنص بالسلاح الصهيو – أميركـي، يموت بالجوع والعطش والمرض، مؤكدًا أن أهالي قطاع غزَّة يواجهون خطر الموت كلّ يوم، مع ارتفاع أعداد النازحين، وعدم توفّر أماكن إيواء صالحة للحياة، وقلة وشحّ المساعدات التي تصل جميع مناطق القطاع.
وأكَّد حمدان أنَّ المطلوب بشكل عاجل هو تدفّق وصول المساعدات الكافية إلى جميع مناطق قطاع غزّة، وخاصة مناطق الشمال التي وصلت حدّ المجاعة الفعلية، مضيفًا: “ننتظر من السيدة سيغريد كاغ التي باشرت الاثنين الماضي مهمتها التي أسندها إليها الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، ككبير منسقي الشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار في غزّة، تحرّكًا عاجلًا وعملًا جادًا ينهي معاناة المدنيين الفلسطينيين في كلّ مناطق قطاع غزَّة، وتجاوز كلّ ضغوط الاحتلال وإملاءاته”.
ولفت إلى حاجة قطاع غزّة لدخول الوقود إلى المستشفيات والمخابز ومحطات ضخ المياه ومحطات الصرف الصحي، وتشغيل مرافق العمل المدني التي دمّرها الاحتلال، وأن هذه مسؤولية وأولوية ملحّة أمام السيدة كاغ، وكل الدول والحكومات والمؤسسات الأممية المعنية، وصولًا إلى وقف العدوان.
على صعيد المعركة، أوضح حمدان أنَّه على مدار أكثر من 3 أشهر كاملة لم يحقّق العدوّ النازيّ أيًّا من أهدافه العدوانية، وهو يحاول عبر تصعيد جرائمه الوحشية ضدّ الأبرياء والمدنيين من الأطفال والنساء إحراز صورة نصر مزعوم، لكنَّه لم يحرزها، ولن تتحقّق له، مشيرًا إلى أنَّ “تسويق الاحتلال بالشراكة مع الإدارة الأميركية لما يسمّى “الانتقال للمرحلة الثالثة من الحرب” يأتي في سياق دعاية سوداء كاذبة ومكشوفة لدى شعبنا ومقاومتنا، ومحاولة يائسة لتمريرها كإنجاز على حساب دماء شعبنا، في ظل استمرار كلّ أشكال المجازر والجرائم ضدّ شعبنا”.
وشدد حمدان على أنَّ أسرى العدوّ الصهيوني لدى المقاومة، لن يعودوا أحياء إلى عائلاتهم، ما لم يستجب نتنياهو وأركان حربه لشروط المقاومة، وأوّلها الوقف الشامل والكامل لعدوانهم ضدّ قطاع غزَّة.
وحول جولة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، قال حمدان إنه مع كلّ جولة من جولاته الخمس للمنطقة يأتي ليبيع الوهم لكل الدول التي يلتقي بها، وهو ينظر بعين واحدة، تتبنّى رواية الاحتلال، وتدعم أجندته في تصفية القضية الفلسطينية وإبادة شعبها.
وقال إن الإدارة الأميركية لا تزال عبر مسؤوليها تواصل تبنّي رواية الاحتلال المضلِّلة ودعايته الكاذبة، في محاولاتها تبرير الإبادة الجماعية التي يرتكبها جيش الاحتلال الإرهابي ضدّ المدنيين، داعيًا إيّاها إلى التوقف عن سياساتها التي تعطِّل جهود إنهاء حرب الإبادة التي يشنّها الاحتلال في غزّة، والعمل فورًا على وقف هذا العدوان الإجرامي، والكفّ عن العبث بالقوانين والأنظمة الدولية، لصالح الكيان الصهيوني النازي.
وأضاف حمدان أنَّ الإدارة الأميركية تتحمل المسؤولية السياسية والقانونية والأخلاقية والإنسانية عن معاناة وآلام وقتل وتشريد أكثر من مليوني مواطن فلسطيني في قطاع غزَّة، مشيرًا إلى أن إفشال الإدارة الأميركية لصدور قرارات من مجلس الأمن الدولي بوقف العدوان، وتحدي إرادة ومواقف 153 دولة في الجمعية العامة للأمم المتحدة تطالب بوقف العدوان، يجعل هذه الإدارة منبوذة وراعية للإرهاب الصهيوني.
ودعا القيادي في حركة حماس محكمة العدل الدولية إلى عدم الرضوخ لإملاءات وضغوط الإدارة الأميركية التي تعدّ شريكة وتتحمّل المسؤولية عن استمرار حرب الإبادة الجماعية التي لا تزال ترتكب ضدّ الشعب الفلسطيني في قطاع غزَّة.
ورحّب حمدان بمواقف كلّ الدول التي أيّدت موقف جمهورية جنوب أفريقيا الشجاع والتاريخي والمشرّف في رفع هذه الدعوى ضدّ الاحتلال، كما رحّب بأيّ جهد عربي وإسلامي مساند لقضية فلسطين، وداعم للمقاومة، ولإنهاء العدوان وإزالة الاحتلال وآثار عدوانه الهمجي.
وجدّد حمدان التأكيد بأنَّ الشعب الفلسطيني هو سيد قراره، وهو المعني بتقرير مصيره وفق رؤيته الوطنية، للوصول إلى أهدافه الكبرى بالحرية والانعتاق من الاحتلال، وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس، مثمّنًا حالة الصمود الأسطورية لأهالي قطاع غزّة.
واختتم القيادي في حركة حماس المؤتمر برسالة اعتزاز وإشادة إلى “أبطال المقاومة الفلسطينية الذين يواصلون تمريغ أنوف ضباط وجنود جيش الاحتلال، وتدفيع قادتهم ثمن احتلالهم أرضنا، وثمن جرائمهم بحق شعبنا وأرضنا ومقدساتنا”.