“يديعوت أحرونوت” تشنّ هجومًا عنيفًا على الكيان وحكومته ومؤسساته الأمنية والعسكرية كلّها
شنّت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية هجومًا عنيفًا على الكيان الصهيوني وحكومته ومؤسساته الأمنية والعسكرية كلها بما فيها؛ الجيش، وزارة الحرب، “الموساد” و”الشاباك” ورئيس الحكومة بنيامين نتنياهو والمحيطون به، على خلفية الفشل في الحرب على قطاع غزة.
وكتب رونن برغمان، وهو صحافي استقصائي وأحد أبرز المحللين السياسيين والعسكريين في صحيفة “يديعوت أحرونوت”، يقول: “في الوقت الذي يتحدثون فيه، في الجيش الإسرائيلي وفي الحكومة، عن جرأة عملياتية وإنجازات في قطاع غزة، يسود غموض حول وضع الإسرائيليين (الأسرى) المحتجزين في غزة. بعد أكثر من 100 يوم قتال، حُررت فقط جندية واحدة في عملية إنقاذ، والعمليات التي قال كثير من القادة إنها ستؤدي إلى تحرير البقية لا تحقق النتيجة المأمولة، وفي هذه الغضون تفقد “إسرائيل” أوراق المساومة”.
وأضاف: “دولة إسرائيل”، مؤسستها الأمنية، الجيش الإسرائيلي، الموساد، الشاباك، وزارة الأمن (الحرب) والمحيطون برئيس الحكومة، هم أشبه بروّاد كازينو، أو مجرد شخص غارق بثقته بنفسه، كالذي دخل إلى هيكل القمار وراح يضع نقودًا في آلة القمار- هكذا شبّه أمس أحد أكثر الأشخاص دراية بتعقيدات الحرب والوضع الحالي”.
وتابع برغمان مقالته يقول ساخرًا: “دولة إسرائيل” بفيالقها ووكالات استخباراتها، تقف أمام آلة الحظ، مع أنها تخسر مرة تلو الأخرى وفي أفضل الأحوال تربح نقودًا ضئيلة، لكن في نهاية الأمر هي في خسارة هائلة، وتستمر في تنفيذ الأمر ذاته بالضبط، وتأمل وتؤمن بأنه ستأتي اللحظة لينقلب الحظ، ويأتي الربح الكبير، لكن من خلال الإصرار على الانتصار تسمح للحياة بالمرور أمامها، ولا تنتبه أنها تخسر المال كله، ولا تدرك أن الكازينو هو الرابح دائمًا في النهاية”.
وأوضح أنه: “بعد مئة يوم، نجحت “إسرائيل” بتحرير مختطفة واحدة، والثمانون الباقون حررتهم بصفقة، قال الوسطاء القطريون إنها كانت مطروحة قبل بدء المناورة البرية. وطوال المئة يوم ادعت “إسرائيل” الرسمية، وكذلك الحكومة ووزارة الحرب والجيش أن هدف العملية العسكرية الأول، والذي هو تفكيك قدرات حماس، هو الذي سيدفع ويسمح بتحقيق الهدف الثاني، أي تحرير الأسرى”.
وأشار برغمان إلى أنه: “منذ مئة يوم، وفي الجيش الإسرائيلي وأجهزة الاستخبارات يتحدثون بهمس، حول إمكان ما حدث في مرات عديدة، وهو ما يخشاه الجميع طوال الوقت، وأن أسرى قُتلوا (بالقصف) أو بأيدي حماس في ظروف مرتبطة مباشرة بتلك المناورة البرية التي يفترض أن تنقذهم”.
وقال: “لكن في نهاية المطاف، الرهينة (الأسير) الذي قُتل، قد قُتل، سواء مات في أثناء العملية أم في ما يتعلق بها، إذا سقط عليه المنزل، أو إذا اختنق في نفق قد قُصف، أو إذا قتلته حماس خلال عملية إنقاذ، أو إذا ظنّه جنود الجيش الإسرائيلي عن طريق الخطأ أنه إرهابي، على الرغم من أنه يحمل راية بيضاء – إذًا الآن، ولأول مرة، يتحدث الهامسون عن “احتمال”، ولكن حتى الآن بهمس، حول الحاجة إلى إعادة التفكير في الأمر برمته، حيث إنه قد لا تكون هناك حقًا فرصة لتحقيق الفوز الكبير في هذه الآلة، والاستمرار هو أشبه بضرب الرأس على الحائط – ولكن الحديث ليس عن مال وإنما عن بشر، قد يدفعون حياتهم ثمنًا”.
وأكد أن احتمال إنقاذ الأسرى الصهاينة بالقوة: “اتضح سريعًا أنه ضئيل للغاية، في ضوء استعدادات حماس البالغة للتعامل مع أي محاولة إنقاذ”، لافتًا إلى أن مسألة الأسرى: “لم تكن في رأس الأولوية عند القيادة، كما أنه لم تُكتب كهدف من أهداف الحرب، وفقط في 16 تشرين الأول/أكتوبر، بعد ضغط جماهيري شديد وبعد أن نظمت عائلات المختطفين نفسها، أضاف كابينيت الحرب سرًا موضوع الأسرى هدفًأ ثانيًا للحرب”.
وشدد الكاتب على أن: “هدفي العملية لا يمكن تحققهما معًا، وهما يناقضان بعضهما البعض. ولم يكن في المؤسسة الأمنية أحد ليوقف هذا السباق ويقول إن هذا لن ينجح، وفي العديد من الحالات على الأقل، فإنّ التوغل البري لم يحسّن وضع الأسرى، وإنما قتلهم”.
وخلص برغمان إلى أن: “المشكلة هي أنه إذا لم تتوقف الحرب، واستمر غالانت في قيادة عملية عسكرية تشمل احتلال أجزاء من قطاع غزة على الأقل، فإنّ أحدًا لا يمكنه ضمان أنها ستنتهي بإنجاز الأهداف. وعمليًا، يقول الجيش الإسرائيلي إن العملية ستستغرق سنتين لإنجازها، وذلك من دون أن يفسر أبدًا ماذا سيحدث للمختطفين (الأسرى) خلال هذه المدة… الهدفان متناقضان”.