“الخيط القصير”.. أفلام الـ 100 ثانية تشجيعًا لصناعة السينما
تحت عنوان “كل خيط إلو قصة.. وإنت شو قصتك؟”، افتتح اليوم الخميس، في قاعة رسالات في الغبيري، مهرجان “الخيط القصير” (أفلام الـ 100 ثانية) والذي يهدف إلى دعم وتشجيع صناعة السينما والفنون وإبراز المواهب والإمكانات السينمائية.
“الخيط القصير” يمثّل بداية جديّة لصناعة القصة الكاملة، فمثل ما تتقاطع الخيوط القصيرة كي تشكّل نسيجًا، تحتاج البدايات إلى التطور لتصبحَ أفكارًا وأعمالًا واضحة ومُعبِّرَة.
المدير الفني للمهرجان كامل حرب يشرح، في حديث لموقع “العهد” الإخباري، تفاصيل المهرجان، فيقول: “في ظل سيطرة وسائل التواصل الاجتماعي على الحياة خلقت القدرة عند كل فرد بأن يكون مؤثرًا في المجتمع، فكان الاتجاه إلى فكرة “الفيلم القصير” وسيلةً يمكن استخدامها للتأثير على الرأي العام، ويُفتح باب المشاركة في المهرجان ابتداءً من منتصف ليل 30 كانون الثاني/يناير وحتى منتصف ليل 15 نيسان/أبريل 2024″.
ويتابع: “اليوم يمكن مقاربة الأمر، مثلًا بما يحصل في غزة حيث كان لوسائل التواصل الاجتماعي القوة في التأثير على نشر القضية وتبيان الحق. فمن خلال هذا المهرجان أحببنا أن نفتح المجال أمام كل فرد، سواء أكان محترفًا أم هاويًا وأيضًا فئة الأطفال بأن يكونوا مؤثرين. فهو مهرجان يهدف لإحداث تغيير إيجابي في مجتمعاتنا عبر منح الموهوبين الفرصة للتّعبير عن أفكارهم ونظرتهم للقضايا الهامّة من خلال الأفلام. كما يهدف إلى البحث عن المواهب النادرة في لبنان ودول العالم العربي التي لا تملك الإمكانات. فضلًا عن تحفيز صناعة المحتوى القصير الذي يحكي عن صناعة الإنسان الحقيقي وإعادة إحياء منظومة الأخلاق والقيم الإلهية، مثل العدالة ورفض الظلم والمشاعر الانسانية النبيلة والمشاركة، والعائلة ودور الاطفال والشباب في نهضة المجتمعات، في مواجهة منظومة مستحدثة ومشوهة من القيم؛ مثل الشذوذ الجنسي ونهب الثروات واستخدام القوة لسلب الحرّيات”.
بدوره، أكد عميد كلية الإعلام والفنون في جامعة المعارف والعضو في اللجنة التحكيمية علي الطقش لـ”العهد” أنّه: “من المُبكّر الحديث عن نوعية المحتوى الذي سيُتنج”، مشيرًا الى أنّ هذه الخطوة هي مساحة إبداع أمام الشباب؛ ولا بدّ من اغتنامها وأن نكون فاعلين فيها.
يفتح “الخيط القصير” أفقًا جديدًا في عالم الفنّ والسينما الهادفة، بالإضافة إلى قدرته على تسليط الضوء من خلال الإنتاج الفنّي على القضايا الحيويّة في العالم اليوم؛ وكذلك تعزيز الإمكانات وبناء القدرات التّحفيزيّة والدّاعمة للفنّ والابتكار.
آلية عمل المهرجان
تتألّف لجنة التحكيم للمهرجان من أفراد متخصّصين في المجال الثقافي والسينمائي. تخضع جميع الأعمال المُشاركَة للمُطابقة مع الشـروط وتنتقل إلى التصفيات. بعدها تخضع الأعمال المقبولة في التصفيات لتقييم لجنة التحكيم ويتمّ اختيار 36 عملًا من كل فئة للنهائيات والعرض ضمن فعاليات اختتام المهرجان من أصل الأعمال الـ 36 في كل فئة، ثم يُعلن عن الفائزين الأوائل ضمن حفل ختامي.
غاية المهرجان
هذا؛ ويهدف المهرجان إلى تفعيل حسّ المبادرة بمعنى أن نخفّف من عملية الاستهلاك الإعلامي؛ ونتجه أكثر نحو الإنتاج والمضيّ قدُمًا بتقديم ما نمتلكه من أفكار، ولا بدّ من أن ندرك أهمية الربط المجتمعي وربط قضايا الفنون بقضايا الناس وأن يقدّمها من زاوية العلاج ومقاربة الحل، وبالتالي ندعو الجميع للمشاركة لأنّ هناك مساحات للهواة وأيضًا مساحات للمحترفين، ونأمل أن تكون مساحة فاعلة وأن تحصد نتائج مبهرة عند عرض الأفلام أمام الجمهور.
أما الحفل الختامي للمهرجان؛ فسيعرض ساعة كاملة من الأفلام القصيرة جدًا التي جرى اختيارها من بين المئات من الأفلام، والتي قام الأطفال والشباب بترشيحها، وسيقدّم تمويلًا لأفلام قصيرة، فضلًا عن جوائز مالية وفرص نادرة لدخول عالم صناعة الأفلام السينمائية من الباب الكبير. كما يمنح المهرجان فرصة عرض جميع الأعمال المتقدمة قبل انطلاق فعاليات الاختتام.
المنار