محلّلان سوريان: عقيدة بايدن الجديدة مُجحفة تمامًا بحقّ الفلسطينيين
في الوقت الذي تشهد فيه المنطقة تصعيدًا خطيرًا مع استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة وحرب الإبادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني وما نتج عن ذلك من اشتعال الجبهات في كلّ من لبنان والعراق واليمن ضدّ الكيان الصهيوني وداعمه الأكبر الولايات المتحدة الأميركية، تجد الإدارة الأميركية نفسها في موقف محرج فرض عليها طرح مبادرات وأفكار سياسية جديدة في محاولة منها للالتفاف على المأزق السياسي والعسكري الذي وقعت فيه.
محاولة الالتفاف هذه تجلّت في ما يسمّى عقيدة بايدن الجديدة التي تحدث عنها توماس فريدمان الكاتب الأميركي الشهير في صحيفة “نيويورك تايمز” في عددها الأخير.
ثلاثة محاور رئيسية لعقيدة بايدن الجديدة
وفي تعليقه على الحدث، قال الكاتب والصحفي خالد عامر لموقع “العهد” الإخباري إن عقيدة بايدن الجديدة وبحسب ما أورد فريدمان، تتركز على ثلاثة محاور رئيسية للتعامل مع الأزمة الحالية في المنطقة وتجنب الانزلاق في حرب مفتوحة لا يمكن التنبؤ بتداعياتها ونتائجها. أبرز تلك المحاور هو ما وصفته الصحيفة باتّخاذ موقف حازم ضدّ الجمهورية الإسلاميّة الإيرانية والانتقام العسكري ممن وصفتهم بوكلائها في المنطقة في حين تسعى الولايات المتحدة في نفس الوقت إلى الاعتراف “بأقرب وقت ممكن” بالدولة الفلسطينية في الضفّة وغزة مع الحرص على أن تكون هذه الدولة منزوعة السلاح ثمّ إتباع ذلك بإقامة تحالف يضمّ الولايات المتحدة ومن ستعيّنهم في حكم القطاع والضفّة من الفلسطينيين مع كيان الاحتلال ويضاف إليها دول التطبيع العربي التي تندرج ضمن ما يسمى دول الاعتدال.
وأوضح الكاتب والصحفي أنه وبالنظر إلى تلك الخطة ومحاورها فإننا نجد أنها بعيدة تمامًا عن الواقع وتتناقض مع ذاتها في نفس الوقت.
وتساءل عامر: “كيف يستقيم السعي إلى تجنّب وقوع حرب في المنطقة بالردّ الحازم والانتقام العسكري من الجمهورية الإسلاميّة وفصائل المقاومة المنضوية تحت لواء محور المقاومة؟”.
وأكد الكاتب أن النار ستجلب النار والهجمات تستوجب هجمات مضادّة خاصة من قبل محور المقاومة الذي أثبت أنه يملك العزيمة الصلبة والوسائل التي تجعله قادرًا على رد أي عدوان أميركي.
أمّا بخصوص إقامة دولة فلسطينية منزوعة السلاح، فرأى عامر أن هذا العرض اجترار لعروض سابقة تمّ طرحها منذ بداية مفاوضات السلام عام 1991 وبقيت حبرًا على ورق وبالتالي لا يمكن أن ينجح بايدن بتحقيقها قبل فترة قصيرة من الانتخابات الأميركية. كما أن اشتراط إقامة دولة منزوعة السلاح هو أمر لا يمكن أن تقبل به فصائل المقاومة الفلسطينية صاحبة الكلمة العليا في الميدا. أما بخصوص التعاون الأمني بين “إسرائيل” والسلطة المعينة من قبلها في حال نجح العدوان على القطاع مع كلّ من الولايات المتحدة ودول التطبيع العربي، فهو مشروع سابق لأوانه وسيضع تلك الدول في موقف محرج في ظلّ استمرار المجازر الإسرائيلية على سكان غزّة وإن كانت تلك الدول تتعاون مع كيان الاحتلال بشكل سري ضدّ محور المقاومة والقضية الفلسطينية بشكل خاص. وختم الكاتب والصحفي كلامه بالتأكيد على أن العقيدة الجديدة لبايدن التي أوكلت إلى وزارة الخارجية الأميركية لإيجاد آلية من أجل تنفيذها ولدت ميتة ولا تملك أي فرصة بالنجاح على الأقل في صيغتها الحالية.
عقيدة بايدن تصطدم برفض إسرائيلي
من جهته، قال المحلّل السياسي محمد علي لموقع “العهد” الإخباري أنه وبالرغم من أن الخطة الأميركية مجحفة تمامًا بحقّ الفلسطينيين، إلا أنها تصطدم برفض إسرائيلي قوي من قبل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وعلّل المحلّل السياسي هذا الرفض بإدراك نتنياهو أن أي اتفاق سياسي في حال وقع سوف يقوده إلى الإقالة أو الاستجواب نتيجة الفشل الأمني والعسكري الكبير لحكومته في كشف عملية طوفان الأقصى قبل حدوثها والتخبط الكبير الذي رافقها.
لذلك وبحسب المحلّل، فإنه لم يعد أمام نتنياهو إلّا سياسة المكابرة والهروب إلى الأمام، غير أن هذا لن يخدمه لأن جل ما يستطيع فعله هو كسب بعض الوقت لا أكثر كحال كيانه المتداعي الذي يتّجه بخطى واضحة المعالم نحو الهزيمة والانهيار.دمشق – علي حسن / المنار