خطط صهيونية في غزّة: جدار تحت الأرض ومنطقة عازلة
ذكرت وكالة “أسوشيتد برس” أن تحليلها لصور الأقمار الصناعية كشف عن عمليات تدمير جديدة نفذتها القوات الإسرائيلية بعمق كيلومتر واحد على تخوم قطاع غزّة، وذلك ضمن محاولة لإنشاء “منطقة أمنية عازلة”.
وذكرت الوكالة أن صورًا من شركة “بلانت لابس بي بي سي” – هي شركة أميركية عامة لتصوير الأرض ومقرّها في سان فرانسيسكو، كاليفورنيا – أظهرت تدميرًا واسعًا للمباني وتجريفًا للأراضي في مساحة 6 كيلومترات مربعة بمنطقة خربة خزاعة شرق خان يونس جنوبي قطاع غزّة.
وبحسب التقرير، فإن إنشاء المنطقة العازلة سيلتهم قرابة 60 كيلومترًا مربعًا من إجمالي مساحة قطاع غزّة التي تبلغ نحو 360 كيلومترًا مربعًا.
وقالت الوكالة إن “الجيش الإسرائيلي” رفض الإجابة عن سؤالها عما إذا كان يقوم حاليًّا بإنشاء منطقة عازلة على حدود غزّة، لكنّه أقر بهدم مبانٍ على طول الحدود، ونقلت عن محلّلين أميركيين قولهم إن المنطقة المستهدفة بعمق كيلومتر واحد شهدت هدم أو تدمير ما لا يقل عن 1329 مبنى منذ بداية الحرب.
وشددت الوكالة على أن هذا الدمار ليس إلا جزءًا يسيرًا ممّا لحق بالقطاع كلّه جراء الحرب.
كما نقلت “أسوشيتد برس” عن مسؤول في حكومة الاحتلال قوله إن هناك “منطقة أمنية عازلة مؤقتة” قيد الإنشاء.
وكانت وسائل إعلام العدوّ قد قالت إن الجيش بدأ بهدم مبانٍ في بعض الأماكن لإنشاء “منطقة عازلة” على امتداد حدود غزّة، بينما رفضت دول المنطقة الفكرة، كما أعربت الإدارة الأميركية عن معارضتها لأي خطة محتملة تؤدي لتقليص أراضي غزّة.
وقالت الإدارة الأميركية إنها لا تؤيد فكرة “إسرائيل” إنشاء “منطقة عازلة” في غزّة، وإنه ينبغي الحفاظ على حدود غزّة، وذلك على لسان منسق الاتّصالات الاستراتيجية لمجلس الأمن القوميّ بالبيت الأبيض جون كيربي.
خطة إسرائيلية بشأن محور فيلادلفيا
وتأتي هذه التطوّرات في وقت تدهورت العلاقات بين مصر و”إسرائيل”، بشكل لافت في الفترة الأخيرة، بسبب رفض القاهرة بشكل حاسم مقترحًا إسرائيليًا بنقل الفلسطينيين مؤقتًا من غزّة إلى صحراء سيناء، واتهام العدوّ مصر بالتسبّب في عدم دخول المساعدات إلى المدنيين في غزّة.
وأفادت إذاعة جيش الاحتلال بأن “تل أبيب” والقاهرة تقتربان من التوصّل لتفاهمات بشأن مدينة رفح ومحور “فيلادلفيا” على الحدود بين مصر وقطاع غزّة، فيما لم تعلّق القاهرة على ذلك، بعد أن أكدت في أكثر من مناسبة أن المحور خط أحمر وأنها لن تسمح بهذه الخطوة.
من جهة ثانية، أشارت إذاعة الجيش إلى أن “الاستنتاج الذي يبرز حول محور فيلادلفيا هو أنه سيكون لـ “إسرائيل” تأثير معيّن على ما يجري على طول المحور، ولكن من دون وجود مادي دائم للقوات الإسرائيلية”.
وقالت: “مثل هذا النفوذ الإسرائيلي يمكن أن يكون من خلال الوسائل التكنولوجية التي سيتم تركيبها على طول فيلادلفيا”.
وأضافت الإذاعة: “يبدو أن دولة عربية خليجية هي التي ستموّل بناء الجدار تحت الأرض بزعم وجود أنفاق تهريب تعبر من غزّة إلى مصر، فقد أبدت الدولة التي لم يُنشر اسمها، أبدت استعدادها لتمويل بناء الجدار، لكن بشرط موافقة مصر على الخطوة برمتها”.
يذكر أن محور “فيلادلفيا” هو شريط حدودي عازل يبلغ طوله 14 كيلومترًا، يفصل بين الأراضي الفلسطينية بقطاع غزّة وشبه جزيرة سيناء، ويمثل منطقة استراتيجية أمنية خاضعة لاتفاقية ثنائية مصرية – إسرائيلية.