قضية تبادل الأسرى تُشعل الخلافات في الكيان المحتل
كشفت “القناة 13” الإسرائيلية عن الخلاف، داخل القيادة السياسية والأمنية، حول السفر إلى القاهرة والمشاركة في الاجتماع الأمني المتعلّق بما أسمته صفقة محتملة لإعادة الأسرى، والذي أدى إلى بقاء منسق هذا الملف اللواء نيتسان ألون في الأراضي المحتلة وعدم مشاركته في الاجتماع.
كما أُفيد أنه: “جرت مشاورات بين المسؤولين في القيادة السياسية والمستوى السياسي بخصوص إرسال ممثل إلى القاهرة”. وذكرت القناة أن: “رئيس الموساد دافيد برنياع وألون اعتقدا أنه يجب على “إسرائيل” أن تقدم عروضًا جديدة، وقالا في النقاش: “يجب النظر إلى الواقع الذي لا يوجد فيه أدوات ضغط إضافية باستثناء الإنجاز العسكري، ولذلك يجب أن نرى ما يمكننا القيام به للتوصل إلى “صفقة””. وفي المقابل، فكّر كل من رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو وزير الحرب يوآف غالانت ورئيس هيئة الأركان هرتسي هاليفي بصورة مغايرة، بحسب ما أوردته القناة.
ونقلت القناة عن المستوى السياسي قوله في النقاشات: “نحن لا يمكننا أن نأتي بمبادرة رابعة في غضون مدة زمنية قصيرة، في الحين الذي تتجاوز فيه حماس كل مرة التفاهمات التي نتوصل إليها مع الوسطاء”، وفقًا لتعبيرهم، بينما وصف مسؤول صهيوني وصول الوفد إلى القاهرة بـ”محادثات المجاملة بسبب طلب الرئيس الأميركي جو بايدن”.
وذكرت القناة: “أنه عندما قرّر ألون عدم المشاركة في المباحثات، أرسل نتنياهو مستشاره السياسي أوفير فيلك، حتى يتأكد من عدم حدوث تجاوز للصلاحيات الإسرائيلية”.
المتحدث باسم جيش الاحتلال عقّب على ما ورد، وقال: “ممثل كبير عن القيادة الاستخبارتية لإعادة الأسرى، تحت رئاسة اللواء نيتسان ألون، يشارك في المحادثات مع الوسطاء في القاهرة، فمهمة إعادة الأسرى إلى بيوتهم هي مهمة قومية، بينما يواصل الجيش الإسرائيلي استثمار كل جهوده العملياتية والاستخباراتية لتنفيذ هذه المهمة، ولن يتوقف حتى ينتهي منها”؛ وفقًا لقوله.
في هذا السياق، أفاد المحلّل السياسي في موقع “والا” الإسرائيلي باراك رافيد، نقلًا عن مصدر صهيوني، أنّ: “المحادثات في القاهرة بين “إسرائيل” والولايات المتحدة وقطر ومصر حول قضية الأسرى انتهت من دون تحقيق اختراق، لكن أُحرز تقدم في فهم الفجوات التي يجب سدّها من أجل الدخول في مفاوضات يمكن أن تؤدي إلى صفقة”.
وبحسب رافيد، فقد قالت مصادر “إسرائيلية” وأميركية :”إن الفجوة الرئيسة في المحادثات التي تحول دون الانتقال إلى مفاوضات أكثر تقدمًا كانت- وما تزال- هي العدد الكبير من الأسرى الذين تُطالب حماس بالإفراج عنهم مقابل كل “أسير إسرائيلي”، وخاصة الجنود”.
وقال المصدر الإسرائيلي: “من المفترض أن يجري الوسيطان المصري والقطري محادثات مع حماس، في الأيام المقبلة، في محاولة لفهم ما إذا كانت مطالب حماس بشأن الأسرى مجرد مواقف افتتاحية، ستكون الحركة على استعداد للمرونة فيها، من أجل الدخول في مفاوضات أكثر جدية”، مضيفًا: “ومن دون تخفيض كبير في عدد الأسرى الذين تطالب بهم حماس لن يكون هناك تقدم”.