متجاهلين الحرب.. فلسطينيون يعودون لغزّة لمشاركة عائلاتهم حياة النزوح
يتجاهل هؤلاء العائدون لقطاع غزّة حالة الحرب المستمرة، وحياة البؤس التي تنتظرهم نتيجة عدم توفّر الطعام والشراب الجيد، أو وجود منزل لاستقبالهم والعيش به.
بعد محاولات عديدة، نجح الشاب محمد أبو عودة في السفر من تركيا إلى مطار القاهرة الدولي، ثمّ الوصول إلى معبر رفح البري والدخول إلى قطاع غزّة، متجاهلًا الحرب الإسرائيلية المدمّرة والمستمرة على قطاع غزّة.
وأراد أبو عودة من العودة إلى قطاع غزّة العيش بجانب زوجته وأطفاله الخمسة، وتحمّل أعباء الحياة الحالية في القطاع، ومساعدتهم في الحصول على الطعام والشراب، وإيجاد مكان آمن للنوم.
ويُعدّ أبو عودة واحدًا من مئات الغزيين الذين عادوا إلى قطاع غزّة عبر رفح البري، رغم الحرب الإسرائيلية وتسبّبها بمقتل عشرات الآلاف من الغزيين وتدمير بيوتهم، ونزوح غالبية العائلات إلى مدينة رفح والعيش في الخيام.
ويتجاهل هؤلاء العائدون إلى قطاع غزّة حالة الحرب المستمرة، وحياة البؤس التي تنتظرهم نتيجة عدم توفّر الطعام والشراب الجيد، أو وجود منزل لاستقبالهم والعيش به.
وتشكّل عودة الغزيين إلى القطاع عبر معبر رفح البري، خلافًا لكثير من سكان القطاع الذين يدفعون مبالغ طائلة من أجل الخروج إلى مصر، ثمّ إلى إحدى دول العالم هربًا من ويلات الحرب المستمرة.
رحلة السفر
يقول أبو عودة: “سافرت قبل الحرب بعشرة أيام إلى تركيا بهدف إتمام صفقة تجارية وتحويل بضائع إلى غزّة، ولكن حصلت الحرب وأنا هناك، وهنا أصبت بحالة خوف شديدة على عائلتي، خاصة أطفالي، فعشت الحرب هناك رغم عدم وجودي بغزّة”.
ويضيف: “طوال فترة وجودي بتركيا لم أكن أنام أو آكل جيدًا، وكانت كلّ حياتي أمام التلفاز لمشاهدة الأخبار أولًا بأول، ومتابعة ما يجري في غزّة، ومع كلّ خبر حول عملية قصف في مدينة خان يونس، حيث توجد عائلتي، كنت أشعر بالخوف وأذهب مسرعًا إلى الهاتف للتواصل والاطمئنان”.
خلال فترة وجود أبو عودة في تركيا حاول أكثر من مرة التسجيل للسفر إلى مصر، ولكن كانت محاولاته تفشل بسبب منع السلطات المصرية أي فلسطيني من قطاع غزّة ركوب أي طائرة متجهة إلى القاهرة في بداية الحرب، ولكن بعد عدّة محاولات نجح في السفر.
لمّ الشمل
وإلى جانب أبو عودة، حرص الخمسيني رزق العايدي على العودة إلى قطاع غزّة قادمًا من مصر رغم هدم الاحتلال الإسرائيلي لبيته في مدينة غزّة، ونزوح جميع أفراد عائلته إلى مدينة رفح جنوبي القطاع.
ويقول العايدي: “بدون أي تردّد قررت العودة إلى قطاع غزّة عبر معبر رفح، والعيش بجانب أطفالي، رغم معرفتي بصعوبة الوضع داخل القطاع، وتدمير الاحتلال الإسرائيلي لكل شيء”.
كما يوضح أنّه “وصل إلى غزّة يوم السابع من شباط/فبراير الجاري، بعد محاولات عديدة كانت تفشل بسبب العدوان المستمر على القطاع”.
قديح
كما نجح الأربعيني أحمد قديح في الدخول إلى قطاع غزّة عبر معبر رفح، والالتقاء بوالديه في خيمة نزوح بمدينة رفح.
ويقول قديح: “لم أستطع العيش خارج قطاع غزّة طوال فترة وجودي بسبب خوفي على والدي، وكنت على تواصل دائم معهم”.
ويوضح أنّه “خاطر بحياته وعاد إلى قطاع غزّة رغم الحرب وصعوبتها؛ من أجل العيش بجانب والديه ومساعدتهم في هذه الظروف الصعبة”.
وتسبّبت الحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزّة باستشهاد 29092 فلسطينيًا، وإصابة 69028 آخرين، منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، وفقًا لآخر إحصائية صادرة عن وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزّة.
الخليج أونلاين