كاتب أميركي: “إسرائيل” ستدفع ثمنًا باهظًا بسبب سياسات نتنياهو الكارثية
قال الكاتب الأميركي جوناثان ستروم إن “اليوم التالي في غزة” آتٍ لا محالة، وذلك على الرغم من أن ذلك يتناقض وهدف رئيس وزراء حكومة العدو بنيامين نتنياهو الشخصي بالبقاء في السلطة.
وفي مقالة نُشرت على موقع “The Hill”، أضاف الكاتب إن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن بالإضافة إلى السعودية والإمارات ومصر ودول أخرى ترسم الخطوط العريضة ليس لمرحلة ما بعد النزاع في غزة فحسب، بل أيضًا لـ”إسرائيل” وفلسطين ومنطقة الشرق الأوسط عمومًا.
وتابع الكاتب أن هناك أربع نقاط عامة يمكن استخراجها في هذا السياق، الأولى هو تطبيع العلاقات بين “إسرائيل” وأغلب الدول العربية واندماج “إسرائيل” اقتصاديًا وأمنيًا، مردفًا أن ذلك يعني تعاون سني – “إسرائيلي” ضد إيران ومحور المقاومة، وفق تعبيره.
أما ثانيًا، فأشار الكاتب إلى إعادة إعمار قطاع غزة الذي تقدر تكلفته بعشرين مليار دولار، وذلك بمساهمات كبيرة من دول مجلس التعاون الخليجي.
وفيما يخص العامل الثالث، فقد تحدث الكاتب عن سلطة فلسطينية جرى عليها الإصلاحات وإعادة التشكيل من دون رئيسها الحالي محمود عباس.
وأفاد بأن هناك توافق بين العدو الصهيوني والسعودية والإمارات ومصر والولايات المتحدة على أن لا تكون حركة حماس ضمن هيكلية الحكم في غزة.
ولفت الكاتب إلى أن العنصر الرابع هو وضع جدول زمني ثابت لإقامة دولة فلسطينية واتخاذ خطوات ملموسة نحو تحقيق هذا الهدف، مضيفًا أن “تداعيات عدم التحرك بهذا الاتجاه قد تشمل الاعتراف الغربي والعربي بدولة فلسطينية والاعترافات ستتوالى من حول العالم إذا ما حدث ذلك”.
وقال الكاتب إن نتنياهو على كامل الاستعداد للمضي بالتطبيع مع السعودية ودول عربية أخرى وتشكيل التحالف ضد إيران، ومستعد أيضًا لأن يتحمل مجلس التعاون الخليجي والغرب تكلفة إعادة إعمار غزة.
وتابع “نتنياهو و”ائتلافه الحكومي اليميني الراديكالي” ليسا على استعداد لاتخاذ أية خطوات في سياق الشقين الثالث والرابع للإجماع حول اليوم التالي، مشيرًا إلى تبني حكومة نتنياهو مشروع قرار خلال الأيام القليلة الماضية برفض الإملاءات الدولية والاعتراف الأحادي بدولة فلسطينية”.
وأكد الكاتب أن نتنياهو و”حكومته المتطرفة” لم يستوعبا أن ديناميكيات النزاع تغيرت، وأنه لم يعد بالإمكان تجاهل القضية الفلسطينية.
كما تابع “بأنه سيتوجب على “إسرائيل” “مع رحيل نتنياهو” تقبل سلطة فلسطينية “متجددة” وفكرة الدولة الفلسطينية”.
وقال إن “”إسرائيل” ستضطر إلى التحرك من موقع أضعف بسبب تجنب نتنياهو على مدار خمسين عامًا التعامل مع الموضوع الفلسطيني”.
ورأى جوناثان ستروم أن عملية طوفان الأقصى جاءت بالمعركة إلى داخل الأراضي المحتلة، ما تسبب بتحول كبير.
ولفت إلى أن الحروب في الجنوب والشمال تسببتا بمئتي ألف “لاجئ” إسرائيلي، وإلى أن “إسرائيل” استدعت ما يصل إلى 287 ألف جندي احتياط، وهي أكبر عملية استدعاء عسكري في تاريخها، مردفًا: “ذلك كان له أثر كبير على الاقتصاد الإسرائيلي، خاصة أنه جاء في أعقاب محاولة الانقلاب القضائي والذي تسبب بتراجع الاستثمارات الأجنبية في “إسرائيل” قبل السابع من تشرين الأول/أكتوبر”.
وشدد الكاتب على أن نتنياهو وائتلافه من المتعصبين يرون أن بإمكان “إسرائيل” العودة إلى ما قبل السابع من تشرين الأول/أكتوبر، حيث كان يتم تجاهل الفلسطينيين في الضفة الغربية وغزة، ويُسمح للمستوطنين “الراديكاليين” في الضفة الغربية بممارسة التخويف وتدمير المحاصيل في القرى العربية المحيطة.
ورأى أن نتنياهو وحكومته يريان أن “إسرائيل” تستطيع السيطرة على غزة بشكل أحادي وتطبيع العلاقات مع العالم العربي، وأن تتحمل دول الخليج تكلفة إعادة إعمار غزة، دون أن تضطر إلى اتخاذ أي قرارات صعبة.
وفي الختام، خلص الكاتب إلى أن “إسرائيل” ستدفع ثمنًا باهظًا في “اليوم التالي”، وذلك نتيجة حكم نتنياهو الكارثي على مدار خمسة عشر عامًا.