برّي: هناك من يتعاطى باستخفاف تجاه حلّ الملف الرئاسي
أكّد رئيس مجلس النواب نبيه برّي أنه: “إذا تعذّر التفاهم على هوية الرئيس المقبل، في سياق أي حوار أو تشاور مفترض، فأنا مستعد لعقد جلسة انتخابية بدورات متتالية أولى وثانية وثالثة ورابعة. ولكن في حال لم نتمكّن خلالها من انتخاب رئيس؛ فمن واجبي أن أقفل محضر الجلسة ثم أُحدّد موعدًا لجلسة أخرى في وقت قريب”.
وفي حديث لصحيفة “الجمهورية”، نبّه الرئيس برّي إلى أنّ: “الإبقاء على الجلسة مفتوحة من شأنه أن يشكّل مخاطرة كبيرة ؛لأنّه يعطّل الدور التشريعي للمجلس النيابي، في حين أنّ مجلس النواب أصبح المؤسسة الدستورية الوحيدة التي ما تزال منتظمة”، لافتًا إلى أن اللجنة الخماسية: “وافقتني على أهمية الحوار وضرورته”، ولاحظ أنّ: “هناك في لبنان من يتصرّف – مع الأسف- على أساس أنّ الكنيسة القريبة لا تشفي”.
للدلالة على ذلك، استعاد الرئيس برّي مثالًا حيًا حين سبق الوصول إلى “اتفاق الدوحة”، موضحًا أنه: “كان قد اقترح قبل الذهاب إلى قطر اعتماد سلّة متكاملة للحل، إلّا أنّ اقتراحه رُفض داخليًا من قوى عدة، قبل أن يعود ممثلو هذه القوى ويوافقوا على السلّة المتكاملة ذاتها عندما أصبحوا في الدوحة!”.
وحول مضمون مبادرة تكتل “الاعتدال الوطني”، لفت الرئيس برّي الى أنه واضح من الأساس ولا لبس فيه بتاتًا، وقال: “نحن أبدينا كل إيجابية ممكنة حيال المبادرة وتعاملنا معها بانفتاح، وقد تفاهمت مع نواب التكتل خلال لقائي بهم على أدق التفاصيل المتعلقة بهذه المبادرة، من الألف إلى الياء، وكانت لدينا مقاربة مشتركة للأمور، وبالتالي، ما سمعناه من بعضهم، بعد جولة التكتل، ليس له علاقة بجوهر المبادرة وبما اتفقنا عليه مع أصحابها”.
واستغرب الرئيس برّي الفكرة القائلة بـ”تداعي عدد من النواب الى التلاقي في المجلس”، والتي يروّج لها بعضهم، فبرأيه أن: “هذا الطرح العجيب الغريب يعكس نوعًا من الاستخفاف والخفّة على مستوى السلوك السياسي في واحدة من أدقّ المراحل التي يمّر بها لبنان، وكأنّ هؤلاء النواب المتداعين ستجمعهم المصادفة في بهو المجلس، ثم يقرّرون بعد هذا اللقاء القدري أن يتداولوا في الاستحقاق الرئاسي”.