لقاء الأحزاب في البقاع: صمود الشعب الفلسطيني وبسالة مقاومته أفشلا أهداف العدوان
عقد لقاء الأحزاب والقوى الوطنية والقومية والفصائل الفلسطينية في البقاع اجتماعا تنسيقيا بدعوة من حزب الاتحاد، في مقره في الخيارة بالبقاع الغربي، وكان اتفاق على “سلسلة انشطة وتحركات استنهاضية توعوية مشتركة في سياق العدوان الأميركي الصهيوني وملحقاته من دول الغرب الجماعي على الشعب الفلسطيني وأمتنا”، كما جرى التداول بما آلت إليه الأوضاع في مسرح العمليات ونقاط الاشتباك في الجنوب.
وخلص المجتمعون في بيان إلى التلاقي على أن “الكيان الصهيوني الغاصب بعد السابع من تشرين كإنجاز إعجازي وفرط استراتيجي بدأ يعيش سكرات القلق الوجودي وعدم الثقة بالهوية، فاقدا دوره الوظائفي الذي أنشئ من أجله في ردع وترهيب محيطه بالقوة العسكرية الغاشمة المتفوقة وتوفير الأمن والأمان لقطعان المستوطنين في الأرض الموعودة ليصاب المشروع الاحتلالي الاستيطاني بانتكاسة حادة ترجمت هجرة معاكسة ستقوض مع الوقت مرتكزات المشروع الصهيوني في السيطرة والتوسع”.
ورأوا أن “صمود الشعب الفلسطيني الأسطوري وتحمله فظاعات وارتكابات حرب الإبادة الجماعية قتلا وتجويعا على يد نتنياهو وحكومته العنصرية الفاشية وبسالة المقاومة الفلسطينية بكل أطيافها وإبداعاتها في سوح القتال من خلال نماذج خارقة الأداء تجلت في الاشتباك الصفري مع العدو وآلته العسكرية ما أدهش العالم، أفشلا أهداف العدوان الصهيوني على غزة بحيث تقاس الحروب بنتائجها ومدى تحقق أهدافها، في حين لم يحصد نتنياهو سوى الخيبة وسقوط هيبة الدولة العبرية والتخبط والارتباك والمكابرة الفارغة وفقدان الثقة بالجيش المهزوم والكيان المأزوم في أهم عناصر استمراره وديمومته”.
ولفتوا إلى “ضرورة التركيز على الدور الأميركي كراع وداعم وشريك أساسي في العدوان على غزة وشعبها، وما التباكي الإنساني على الشعب الفلسطيني سوى نفاق موصوف يحاول صرفه ذاك الخرف القابع في البيت الأسود في صندوق الاقتراع في محاولة لرأب الصدع داخل الحزب الديمقراطي واستمالة أصوات العرب والمسلمين، سواء عبر رصيف الميناء الموقت والمشبوه بدوره ووظيفته أو إسقاط المساعدات من الجو متناسيا 90 شحنة من الذخائر الأميركية حولت غزة إلى حطام وأبادت الآلاف من الأطفال والنساء والشيوخ في أفظع جريمة حرب عرفها التاريخ الحديث، وتعرى معها الغرب الجماعي وقيمه البراقة الخادعة، فالأفضل لأميركا ونخبها رفع تمثال للضابط الأميركي الذي أحرق نفسه أمام السفارة الصهيونية كرمز للحرية والإنسانية بدلا من تمثال الحرية الزائف”.
ودعوا إلى “تحفيز الجمهور الغربي المتعاطف مع الشعب الفلسطيني خاصة في أوروبا التي تخشى سقوط صدقيتها الحضارية المهزوزة أصلا لا سيما وأن العقل الغربي بدأ يطرح الأسئلة الإحراجية التي أملت عليه التطلع إلى المشهد الفلسطيني من منظور أخلاقي قيمي ويتحرر تدريجيا من طغيان اللوبيات اليهودية ويطرح الأسئلة حيال ممارسات إسرائيل وسرديتها الكاذبة حيال مظلومية خادعة لطالما ابتزت من خلالها الغرب وشكلت لها عنصر رعاية وحماية”.
وأعرب المجتمعون عن توقهم وشوقهم لأن يقتدي الشارع العربي بالحراك الجماهيري في الغرب الذي بدأ يؤثر في سياسات ونهج الدول الداعمة للكيان الصهيوني.
كما حيّوا “قوى محور المقاومة في ساحات الاشتباك لا سيما في الجنوب اللبناني واليمن وسوريا والعراق والذي زنَر الكيان الغاصب بالنار وأنهك قواه العسكرية واقتصاده وساند غزة ومقاومتها مجسدا وحدة المصير القومي من خلال وحدة الساحات”.
وشددوا على “ضرورة وحدة البندقية الفلسطينية في وجه العدو الصهيوني والتشبث بأهداب الوحدة الفصائلية سواء في ميدان القتال أو العناوين السياسية التفاوضية لإحقاق الحق الفلسطيني لأن في ذلك إجهاض لمحاولات العدو الصهيوني الحصول على مكسب يحفظ ماء وجهه بالمخاتلة والمكائد، بعدما عجز عن تحقيقه بالآلة العسكرية مع التأكيد على الشروط التي وضعتها المقاومة الفلسطينية أي وقف الحرب على الشعب الفلسطيني والانسحاب من غزة وإدخال المساعدات والإيواء وإعادة الإعمار، وفي هذا الخضم التفاوض على الأسرى وتبييض السجون من المعتقلين الفلسطينيين ودون ذلك الكلام للطلقة والجهد النضالي”.
وحذروا من “إجراءات العدو الصهيوني لجهة تقييد حركة المصلين في شهر رمضان المبارك وما يتعرض له المسجد الاقصى من تهديد سيشعل ليس المنطقة وحسب، بل العالم إذا ما تمادى اليمين الصهيوني في ترجمة خرافاته التلمودية الغيبية”.
ونبّه المجتمعون من “مخاطر إيقاف الدعم عن الأونروا وارتباط هذا القرار بخطة تصفية القضية الفلسطينية وحق العودة وضرورة تضافر الجهود في الدول المعنية للضغط باتجاه إعادة تمويلها وعدم المس بجهدها الإنساني ووقف استباحة وتخريب القرارات الدولية من قبل الكيان الصهيوني وعصيانه على المؤسسات الدولية، ومنها محكمة العدل الدولية التي أدانت جرائم حربه وممارساته العدوانية”.
وأبقى المجتمعون “لقاءاتهم مفتوحة للتداول والتشاور في الهم المشترك”، ووجهوا الدعوة للمشاركة في مسيرة تضامنية مع غزة من تعلبايا باتجاه شتورا، وتتخللها كلمات للأحزاب اللبنانية والفصائل الفلسطينية.