“هزّة” سياسية في المنظومة الحزبية الإسرائيلية
ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أنّ جدعون ساعر رئيس حزب ما يُسمى “أمل جديد”، والمنضوي تحت خيمة “المعسكر الوطني” برئاسة الوزير في حكومة الحرب بيني غانتس، أعلن عن انسحابه من الكتلة. وقد قدّم بالفعل طلبًا ليكون حزبًا مستقلًا في “الكنيست”، وأُطلق اسم جديد على حزب “الأمل” الخاص بساعر ليصبح “اليمين الوطني”.
وأكّد ساعر أن لا خطط لديه للانضمام إلى “الليكود”، ومن المرجح أن يستعد لصيد أعضاء “الليكود” السابقين وأولئك المستعدّين للقفز من السفينة. وكان ردّ “الليكود” هو نفي أي تنسيق مع ساعر، في حين قالت مصادر غير رسمية في الليكود: “إنّ هناك تنسيقًا كاملًا”.
وبحسب وسائل إعلام إسرائيلية، طلب ساعر قبوله في “كابينت” الحرب، وعرض على نتنياهو صوتًا موازنًا لأيزنكوت وغانتس. وفيما يرجو الأخير النجاح لساعر يُعارض حتّى الآن توسيع “كابينت” الحرب.
تعدّ هذه الخطوة هزّة سياسية في المنظومة الحزبية الإسرائيلية، وستكون لها آثار في الجولة المقبلة من الانتخابات، لكنّها قد تؤثر في المدى القريب على سير الحرب. في هذا السياق، قالت وسائل إعلام إسرائيلية: “إنّ مصادر في محيط وزير “الأمن القوميّ” إيتمار بن غفير قالت إنه إذا استجاب رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو لطلب ساعر بالانضمام إلى كابينت الحرب، سيطالب بن غفير بالانضمام إليه لتغيير مفهوم كابينت الحرب وقيادة الحسم”.
وأظهرت استطلاعات أن: “غانتس فقد مقعدين مع إعلان ساعر انسحابه من المعسكر الوطني؛ فيما ما يزال نتنياهو ممسكًا بـ 19 مقعدًا مع عدم تجاوز وزير المالية بتسلئيل سموتريتش نسبة الحسم، على الرغم من أنه مع ظهور ساعر الآن وكيلًا حرصا، لكنه سيذهب ظاهريًا إلى ائتلافه”.
من جهته، المحلل السياسي في صحيفة “معاريف” بن كسبيت قال إنّ: “ساعر يحاول الالتفاف وتجاوز نفتالي بينيت ويوسي كوهين تمهيدًا لتشكيل أحزاب يمينية وطنية أخرى”، مشيرًا الى أنّ: “ساعر لا يريد انتظار بينيت، هو يريد أن يسبقه، وأن يغرز العلم على التل ويبدأ بالصعود”.
بدورها، المحللة السياسية في صحيفة “يديعوت أحرونوت” موران أزولاي قالت إنّ: “عودة ساعر إلى كتلة اليمين وابتعاده عن غانتس يتيحان لنتنياهو مجالًا أكبر من المناورة. والتقدير هو أنه حتّى ولو انسحب غانتس من الحكومة، فساعر سيبقى. وفي كلّ فرصة، يكرّرون في حزب “أمل جديد” الرسالة: ما دامت الحرب مستمرة، فلا فائدة من الخروج من الحكومة أو إجراء انتخابات. إذا قام نتنياهو بإدخال ساعر إلى كابينت الحرب الآن، قوة غانتس وتأثيره هناك ستضعف تدريجيًا، والسؤال هو ماذا سيؤثر ذلك على مكانته الشعبية؟”.