مجلة أميركية: الولايات المتحدة تنزع القفازات مع “إسرائيل”
ذكرت مجلة “بوليتيكو”، في تقرير لها، أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن وحلفاءها لم تعد تنتقذ “إسرائيل” كما كانت تفعل سابقًا خلف الأبواب المغلقة، مشيرة إلى كلمة زعيم الغالبية في مجلس الشيوخ الأميركي السيناتور تشاك شومر يوم أمس الخميس، والتي انتقد فيها “إسرائيل” بسبب عدم قيامها بمعالجة الأزمة الإنسانية في غزّة ودعوته لانتخابات إسرائيلية مبكرة.
وبحسب المجلة، كلمة شومر جاءت لتتوّج حملة ضغوط أميركية استمرت أشهرًا، والتي انتقلت إلى العلن، وهذا الكلام بمثابة ضوء أخضر لأيّ منتقد لـ”إسرائيل” كي يعبّر عن رأيه، وذلك كون زعيم الغالبية في مجلس الشيوخ الأميركي في العادة هو من الأصوات المؤيدة لـ”إسرائيل” والمسؤول اليهودي الأعلى مستوى في تاريخ الولايات المتحدة.
ولفتت المجلة إلى أنّ ما قاله السيناتور الديمقراطي جرى مشاركته مسبقًا مع البيت الأبيض، وإلى أنه جاء بينما تكثّف إدارة بايدن انتقاداتها العلنية ضدّ “انتقام “إسرائيل” من حركة حماس”.
ونقلت، عن مسؤول رفيع في إدارة بايدن، أن تغير النبرة متعمّد، والمبادئ العامة للإدارة تبقى في الوقت نفسه كما هي، والتي تتمثّل بالعمل على إعادة الأسرى وهزيمة حماس و”حماية المدنيين” والعمل في النهاية على “حلّ الدولتين”؛ وبينما قالت المجلة إنّ كلام زعيم الغالبية في مجلس الشيوخ الأميركي يعبّر عن مواقفه الشخصية، رأت أنه يُشير الى أنه جرى “نزع القفازات” أخيرًا في موضوع انتقاد “إسرائيل”.
وسلّطت المجلّة الضوء على ما قاله السيناتور الديمقراطي عن أن الائتلاف الحاكم الذي يقوده نتنياهو لم يعد يلبي حاجات “إسرائيل”، بعد السابع من تشرين الأول/أكتوبر، وعن أنّ العالم تغيّر بشكل كبير منذ ذلك الحين. كذلك أشارت إلى كلام شومر عن ضرورة تكثيف الدور الأميركي في رسم السياسة الإسرائيلية من خلال الإفادة من الأوراق الأميركية لتغيير المسار الحالي.
ووفقًا للمجلة، كلمة السيناتور الديمقراطي، والتي ألقاها في الكونغرس, ما كانت ممكنة لولا التحوّلات التي حصلت في إدارة بايدن نفسها خلال الأسابيع القليلة الماضية، والتي جاءت بعد تكثيف الضغوط السياسية من ديمقراطيين وأصوات مؤيدة للفلسطينيين داخل واشنطن وخارجها.
وتابعت المجلة: “خطاب إدارة بايدن تغيّر بشكل ملحوظ بعدما صوّت أكثر من 100000 ناخب”بغير الملتزم”- أي عدم تسمية مرشح- بالانتخابات التمهيدية لولاية ميشيغان؛ حيث توجد جالية كبيرة من العرب والمسلمين الأميركيين.
ولفتت في هذا السياق إلى خطاب نائبة الرئيس كاملا هاريس، بتاريخ الثالث من آذار /مارس الجاري، والتي استخدمت نبرة قوية في دعوتها إلى وقف لإطلاق النار لمدة ستة أسابيع، يجري خلالها الإفراج عن الأسرى.
وخلصت المجلة الى أنّ كلّ ذلك يشير إلى تحوّل كبير بالطريقة التي تحاول فيها إدارة بايدن التأثير على “إسرائيل”، مشيرة إلى اعتماد بايدن مقاربة تقوم على دعم “إسرائيل” في العلن والضغط عليها خلف الكواليس من أجل إنهاء الحرب بين “إسرائيل” وحماس، في العام 2021، والتي انتهت بعد أحد عشر يومًا.