تحليل غربي: تهديد “داعش خراسان” يتنامى
أشارت الكاتبة سارة هرموش، في مقالة نُشرت على موقع “Defense One”، إلى أنّ تنظيم “داعش خرسان” نفّذ انفجارًا انتحاريًا في مدينة قندهار الأفغانية في نفس اليوم الذي وقع فيه الهجوم على قاعة الحفلات في موسكو، ولفتت إلى أنّ تفجير قندهار أودى بحياة 21 شخصًا على الأقل، ورأت أن “هذه الأحداث تؤكد على التهديد المتنامي لـ”داعش خرسان”، سواء داخل المنطقة التي تحظى بتأييد فيها أو على مستوى دولي”.
وشددت على أنّ “داعش خرسان” يطمح إلى تنفيذ هجوم إرهابي على عاصمة غربية، بحيث يسعى من خلال ذلك إلى تعزيز مكانته جراء تنفيذ هجمات “جريئة” ومتطورة.
وتابعت الكاتبة “مثل هذه الاستراتيجية تستعرض قدرات “داعش خرسان” على تنفيذ عمليات صادمة بحيث تتميز عن جماعات منافسة، إلّا أنها أردفت بأنّ ذلك يعزز أيضًا من جاذبية “داعش خرسان” بحيث يستقطب التمويل والمقاتلين المجندين، معتبرة أنّ “داعش خرسان يسعى إلى تقويض نفوذ منافسيه وتعزيز هيمنته في منطقة خرسان التي يستهدفها، والتي تضم بلدانًا مثل أفغانستان وإيران وباكستان ودول أخرى في آسيا الوسطى”.
كما قالت إنّ طموحات “داعش خرسان” تذهب أبعد من السيطرة على الأراضي، بحيث ينخرط التنظيم بنزاع عالمي على التفوّق الأيديولوجي والحصول على الموارد، كما رأت أنّ “هذا التمدّد والطموح العالمي يتجلّى بوضوح في العمليات التي خطط لها التنظيم مؤخرًا”.
وذكرت الكاتبة في هذا السياق التفجير الانتحاري في إيران في كانون الثاني/يناير الماضي وإحباط الهجمات في مناطق مختلفة في أوروبا، خاصة الخطط التي جرى تعطيلها في ألمانيا وهولندا في تموز/يوليو عام 2023.
وحذرت الكاتبة من أنّ “تنفيذ هجوم في الولايات المتحدة يُعتبر هدفًا أساسًا لـ”داعش خرسان”، مضيفة أنّ التنظيم يعمل على الدفع باتجاه هجمات فردية ونشر التطرّف بين الأفراد. كما أردفت بأنّ “داعش خرسان” ينظر إلى الولايات المتحدة بطريقة مشابهة لتلك التي ينظر فيها إلى روسيا، أي أنها خصم عسكري وايديولوجي.
وتابعت “من بين الأسباب التي جعلت روسيا هدفًا هو دعم الأخيرة للحكومة السورية في العمليات ضد أتباع “داعش”، وواشنطن هي الأخرى عملت مع حركة طالبان في أفغانستان في مواجهة عمليات “داعش خرسان”، على حدّ تعبيرها.
ونبّهت إلى أنّه في ما يعتبر اختراق الأراضي الروسية أسهل لـ”داعش خرسان” نظرًا إلى المساحة الجغرافية القريبة من أماكن مثل طاجيكستان، إلا أنّ احتمالات وقوع هجوم داخل الولايات المتحدة تبقى مرتفعة نسبيًا.
وخلصت الى أن “السلطات الأميركية حقّقت عام 2023 مع مجموعة من المواطنين الأوزبكيين، الذين يُشتبه في أنهم قدموا إلى البلاد من المكسيك بمساعدة مهربين مرتبطين بـ”داعش”، ما يؤكد التهديد الذي تشكله الجماعة، وختمت “هجوم موسكو يؤكد تصميم “داعش خرسان” لتوسيع نفوذه، ما يثير المخاوف حيال تهديد محتمل لدول غربية، بما في ذلك الولايات المتحدة.. سيكون من السذاجة استبعاد هجوم على الأراضي الأميركية، وذلك نظرًا إلى سجل “داعش خرسان” وطموحاتها الواضحة”.