وقفة تضامنية في بيروت مع الكادر الطبي وعمّال الإغاثة في قطاع غزة
نفَّذت الهيئات الأهلية التطوعية في لبنان ولجنة المتابعة لمنظمات المجتمع المدني اللبناني والفلسطيني، وقفةً تضامنية مع الكادر الطبي وعمّال الإغاثة الذين يتعرضون للاستهداف الممنهج في قطاع غزة، اليوم الاثنين 08 نيسان/ أبريل 2024، في المركز الرئيسي لمؤسسة عامل الدولية في بيروت.
بدوره، استنكر نائب رئيس الهيئة الصحية الإسلامية مالك حمزة الاعتداءات الصهيونية على الكوادر الطبية وعمّال الإغاثة، مشيرًا إلى أنَّ الاستنكار هو تحميل للمسؤولية وإلقاء بالحجة على جميع الجهات التي تدعي المناقبية والإنسانية والحماية للجهات الصحية العاملة في ميادين الحرب وخصوصًا في فلسطين ولبنان.
وأكَّد حمزة أنَّ “هذه الاعتداءات لن تثنينا وقدمنا العديد من الشهداء ومراكز دمرت وسيارات إسعاف قصفت بتعمد إسرائيلي”.
وأشار إلى أنَّ “كل العاملين في هذا القطاع هم استشهاديون مثلهم مثل المجاهدين في غزة، فهم يقومون بعملهم ويعرفون أن لا مظلّة تحميهم ولا شرعية دولية ولا قرارات دولية، وهم يقومون بهذا الواجب قناعة بدورهم وبما اعتادوا عليه ونحن مصرون في لبنان من خلال دعمنا لغزة أن نقوم بواجبنا بشكل كامل وفي أكثر من مجال سواء على مستوى إخلاء الجرحى أو الشهداء أو الإنقاذ أو إطفاء الحرائق وفتح الطرقات، والأخوة في الدفاع المدني في الهيئة الصحية الإسلامية يقومون بهذا الدور”، لافتًأ إلى أنه تم إعادة افتتاح مركز الهيئة الصحية الإسلامية في عيترون إصرارًا على التواجد والمتابعة والحضور في الخطوط الأمامية نصرة لغزة ولأهل غزة.
من جهته، حيّا رئيس الهيئات الأهلية التطوعية في لبنان رئيس مؤسسة عامل الدولية الدكتور كامل مهنّا كل مقاوم يذود عن أرضه ووطنه في مواجهة أسوأ حالات الإجرام التي يمارسها العدو الصهيوني، كما وجّه التحية إلى أرواح شهداء غزة وفلسطين، وكل من ارتقى من الطواقم الصحية الفلسطينية والأجنبية.
واعتبر الدكتور مهنا أنَّ الغارة الإسرائيلية على عمال الإغاثة التابعين لمنظمة المطبخ المركز العالمي فجّرت غضب العالم على ممارسات الجيش الإسرائيلي مؤكدًا على أنها “هزّت ضميرنا وضمير العالم، مثلما لاقت استنكارًا وتحذيرًا من كل المنظمات الإنسانية الكبرى”، مؤكدًا على أن “”إسرائيل” لا توفر جهدًا في ترويع العاملين في الشأن الإنساني، لأنها تحمل فكرًا عنصريًا تدميريًا لا يفهم هذه القيم، سواء في فلسطين أو في الدول التي تعتدي عليها بشكل مستمر، فحتى الآن تعرض مركزين لمؤسسة عامل الدولية في الخيام والفرديس جنوب لبنان إلى الضرر نتيجة القصف الإسرائيلي، وكذلك تم استهداف الهيئة الصحية الإسلامية وكشافة الرسالة ومستشفى ميس الجبل بشكل متعمد وفقدنا شهداء مسعفين، ولكن ذلك لم يثنينا عن القيام بواجبنا، فأصلحنا المركز وعقدنا فيه اجتماعًا تحت أصوات الغارات كي تبقى كلمة الإنسانية هي العليا وليس الترهيب الصهيوني”.
وشدّد الدكتور مهنا على أن “لا حياد أمام ما يحصل، لأن كرامة الإنسان على المحك، ليس في فلسطين وحسب، إنما في العالم كله، لذلك لا بد من أن نتكاتف ونتعاون، ونمد أيدينا إلى كل ما نستطيع من منظمات إنسانية في العالم في مواجهة أساليب التفتيت المعتمدة لإضعاف دولنا وشعوبنا”.
وختم: “نحن في تجمع الهيئات الأهلية التطوعية ولجنة المتابعة لمنظمات المجتمع المدني اللبناني والفلسطيني، نعمل في لبنان وأعيننا على فلسطين، ولا يعني عملنا الإنساني والتنموي شيئًا إن لم نكن ملتزمين بالدفاع عن فلسطين وعن كل مظلوم في العالم، وباعتبار ما يجري في جنوب لبنان لا ينفصل عما يجري في فلسطين، أطلقنا خطة طوارئ وجهزنا لها ما يلزم مع المبادرة الوطنية لكسر الحصار عن غزة – لبنان، في إرسال سفينة مساعدات إغاثية إلى غزة، وننسق مع مؤسسات دولية لنقل بعض الجرحى الأطفال من غزة إلى مصر، وسوف نقوم معكم بكل تحرك يساهم في أن تكف “إسرائيل” شرها عن الفلسطينيين”.
بدوره، استعرض منسق الجمعيات الفلسطينية ورئيس جمعية بيت أطفال الصمود الدكتور قاسم عينا الاعتداءات الإسرائيلية التي طالت القطاعات الصحية والإسعافية والطبية والإنسانية بالأرقام وقال: “نحن أمام كارثة إنسانية وهذا العدو الصهيوني لا يرحم البشر ولا الشجر ولا يرحم كل المخلوقات الموجودة على أرضنا، مؤكدًا على أن التضامن مع غزة تضامن مع الإنسانية ومع الحرية والكرامة، ومشدّدًا على أن لبنان وجنوبه الصامد وبقاعه الشامخ هم سند هذه القضية وليس من الآن بل منذ نشأة هذا العدو”.
هذا، ورأى رئيس جمعية شبيبة الهدى مأمون مكحل أن الهجمات المتعددة ضد المستشفيات وأماكن تجمع المرضى والجرحى مخالفة جسيمة لقوانين وأعراف الحرب بموجب نظام روما الأساسية، مشيرًا إلى أن “علينا رفع الصوت عاليًا والتواصل مع المؤسسات الدولية والمعنية بحقوق الإنسان والضغط عليهم لتنفيذ القوانين التي تحمي أهلنا في غزة والمنشآت الصحية، والعمل على إرسال طواقم طبية إلى غزة أسوة بالأطباء الذين ذهبوا من الكويت والعديد من الدول الإسلامية والأجنبية، وتأمين المساعدات الطبية وآلات مؤسسات الدفاع المدني والمراكز الصحية وتحضيرها، فضلاً عن تشبيك العمل ما بين مؤسسات المجتمع المدني والمؤسسات الصحية في لبنان”.