دعوات للنفير العام للتصدي لهجمات المستوطنين على بلدات في الضفة الغربية
يواصل الشبان الفلسطينيون تصدّيهم البطولي للاعتداءات المنظّمة التي تشنّها عصابات المستوطنين الصهاينة بحماية من قوات الاحتلال على قرى وبلدات الضفة الغربية المحتلة.
وهاجمت مجموعات مسلحة من المستوطنين بلدات أبو فلاح وعين سينيا وبيتين والمغير في محافظة رام الله، وبلدة دوما في محافظة نابلس، حيث استشهد مواطن فلسطيني وأصيب 16 آخرون.
الهلال الأحمر الفلسطيني أعلن عن تعامل طواقمه الطبية مع 16 إصابة في محافظتي رام الله ونابلس، منها 3 إصابات جراء اعتداءات بالضرب، وإصابة واحدة اختناقًا بالغاز، و5 إصابات بالرصاص الحي، وإصابتين متفرقتين، خلال هجوم المستوطنين على قرى محافظة رام الله، و5 إصابات بالرصاص الحي خلال هجوم المستوطنين على بلدة دوما في محافظة نابلس.
وفي ردود الأفعال الرسمية، قال محافظ نابلس غسان دغلس: “نحاول الوصول إلى قرية دوما جنوب شرق نابلس منذ ساعات بسبب الحواجز المغلقة، وقررنا تفريغ عناصر الأمن في القرى المجاورة للانضمام للجان الحماية الشعبية ضد المستوطنين”.
فصائل المقاومة الفلسطينية دعت إلى النفير العام
فصائل المقاومة الفلسطينية والحركات الطلابية والشبابية دعت إلى النفير العام وإسناد أهالي القرى الفلسطينية في تصديهم لهجمات المستوطنين.
وقالت حركة الجهاد الإسلامي في بيان أن “الاعتداءات المجرمة التي يرتكبها المستوطنون الصهاينة بتحريض حكومي وبحماية المؤسسة العسكرية ضد أهلنا في الضفة الغربية المحتلة وأراضيهم وبيوتهم تأتي في سياق المخططات التي يعد لها الكيان لتهجير شعبنا من الضفة، واستكمالًا لحرب الإبادة ضد شعبنا الأبي والمتمسك بأرضه في غزة”.
ولفتت حركة الجهاد في بيانها إلى أن “مشاهد المستوطنين المدججين بالسلاح وهم يعتدون على أبناء شعبنا ويرتكبون الجرائم تعكس عقلية العصابات التي نشأ عليها الكيان ومساعيه للزج بالضفة في أتون حرب الشوارع”.
وأكّدت حركة الجهاد على رهانها الثابت بأن “أبناء شعبنا في الضفة سيتصدون لهذه الهجمة الإرهابية الجديدة، وسيفشلونها كما أفشل شعبنا في قطاع غزة كل محاولات تركيعه وتهجيره”، مشددة على أن “قوى المقاومة ستقوم بواجبها في الدفاع عن أبناء شعبنا بكل السبل والأدوات التي تمتلكها”.
وحمّلت حركة الجهاد “السلطة الفلسطينية مسؤولية ما وصلت إليه الأوضاع بعد ما يزيد على ثلاثين سنة من سياسة التنسيق الأمني”، كما حمّلت “الأنظمة العربية المطبّعة مع الكيان الصهيوني وما يُسمّى بالمجتمع الدولي مسؤولية تفلّت عصابات المستوطنين جراء سكوتهم المستمر تجاه جرائمهم وحرمان الشعب الفلسطيني من أبسط الوسائل التي يدافع بها عن أرضه ووطنه وحياة أبنائه”.
ولفتت حركة الجهاد، في بيانها، انتباه الأمتين العربية والإسلامية إلى أن “استباحة الضفة بهذا الشكل الممنهج يهدف إلى بسط الكيان لسيطرته على المسجد الأقصى المبارك”، داعيةً “أبناء شعبنا في كل مكان إلى التصدي بكل قوة لكل الاعتداءات”.
كما دعت حركة الجهاد الإسلامي “العرب والمسلمين كافة إلى تصعيد الضغط في كل الميادين دفاعًا عن مقدساتنا وأرضنا، والتأكيد على أن الدفاع عن أولى القبلتين هو قضية المسلمين والأحرار جميعًا”.
حركة حماس بدورها أصدرت بيانًا اعتبرت فيه أن “تصاعد الهجمات المسعورة التي تنفّذها ميليشيات المستوطنين، على أبناء شعبنا المرابط في مدن وقرى وبلدات الضفة الغربية، والاعتداءات الهمجية على المواطنين وأراضيهم وبيوتهم وممتلكاتهم؛ والتي تتم بإشراف مباشر من حكومة المستوطنين الفاشية، وبحماية كاملة من جيش الاحتلال؛ هي جرائم حرب موصوفة يرتكبها العدو الصهيوني، بإطلاق قطعان مستوطنيه ليعيثوا فسادًا في الأرض الفلسطينية”، لافتةً إلى أن هذه الاعتداءات تأتي “في سياق مخطط العدو الرامي إلى الاستيلاء على أراضي الضفة الغربية وطرد وتهجير أهلها منها”.
وأهابت حماس “بجماهير شعبنا ومقاومينا الأبطال، في ضفة العياش وأبي هنود وطوالبة والكرمي، للانتفاض في وجه هذه المخططات، وتصعيد الحراك الثوري والمقاوِم، والاشتباك مع العدو الصهيوني وميليشياته الإجرامية من المستوطنين المتطرّفين، والتصدي لهذه الهجمات الهمجية، واستكمال صورة التلاحم البطولي في معركة طوفان الأقصى، مع شعبنا في قطاع غزة ومقاومته الباسلة”.
ولفتت حماس إلى أن “هذه الهجمات الخطيرة، التي تستهدف شعبنا ووجوده على أرضه، تتطلب من قيادة السلطة، والأجهزة الأمنية في الضفة الغربية الاستنفار، وممارسة دورها المنوط بها لحماية أبناء شعبنا الرازحين تحت وطأة الاقتحامات والمداهمات اليومية، وعمليات القتل والاعتقالات، وجرائم المستوطنين اليومية، فواجب كل حر وشريف من مكونات شعبنا المسارعة لردع هؤلاء المجرمين عن عدوانهم وهمجيتهم”.
الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين اعتبرت أن “الهجوم الواسع لعصابات المستوطنين على منازل المواطنين في بلدة المغير شمال رام الله المحتلة بحمايةٍ من جنود الاحتلال وإطلاقها الرصاص وقنابل الغاز السام ومداهمة منازل المواطنين وحرق العشرات منها، والذي أدى إلى استشهاد مواطن فلسطيني وإصابة العشرات هو جريمة حرب صهيونية تُرتكب بضوء أخضر من رأس المنظومة السياسية والأمنية”.
وقالت الجبهة الشعبية في بيانها أن “(المستوطنين) أداة أمنية إجرامية لحكومة الاحتلال وخاصة مجرم الحرب بن غفير، وهجومهم الواسع على المغير وتصاعد جرائمهم على مناطق واسعة في الضفة في الأشهر الأخيرة يأتي في إطار تبادل الأدوار بين حكومة الاحتلال والمستوطنين، ومحاولة فرض سيطرة أمنية وعسكرية وخلق واقع جديد في الضفة وتكريس سياسة الاستيطان والتهويد فيها، مستغلين حالة انشغال الجميع في حرب الإبادة الصهيونية المستمرة على القطاع”.
وأكدت الجبهة الشعبية أن “تشكيل لجان الحماية الشعبية في جميع المدن والقرى والبلدات الفلسطينية في عموم الضفة بات أمرًا وطنيًا ملحًا للتصدي لجرائم المستوطنين وإفشال أهدافهم الخبيثة، في ضوء هروب أجهزة أمن السلطة من مسؤولياتها في توفير الحماية لأبناء شعبنا هناك”.
بدورها، دعت كتاب شهداء الأقصى في طولكرم “كافة مقاتلينا وأحرار الضفة وكل من ملك السلاح للنفير العام في كل الضفة الغربية والاشتباك على كافة المحاور”.
حركة الشبيبة الطلابية في جامعات الضفة الغربية دعت كوادرها “للمشاركة في التصدي لاعتداءات قطعان المستوطنين والانخراط ضمن اللجان الشعبية لحماية أهلنا وأرضنا في جميع مناطق الضفة الغربية”.
كذلك دعت الكتلة الإسلامية في جامعات الضفة الغربية “أبناء الحركة الطلابية للمشاركة في التصدي لاعتداءات المستوطنين في الضفة الغربية”.