كاتب أميركي: الحرب مع إيران ستُدخل الولايات المتحدة في أزمة
حذّر الكاتب الأميركي جون هوفمان من أن الحرب بين “إسرائيل” وإيران ستكون كارثية للمصالح الأميركية وللشرق الأوسط، مؤكدًا أن أميركا ستتورط بشكل مباشر في حال اندلاع هذه الحرب.
ففي مقالة، نشرت على موقع “National Interest”، شدد الكاتب على ضرورة أن توضح واشنطن أن مصلحة أميركا الأساس هي في تجنّب الانجرار إلى حملة عسكرية مدمرة أخرى في المنطقة. إذ لطالما رأى رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو أن إيران هي التهديد الأساس لـ”إسرائيل”، وقد سعى على مدار عقود إلى جعل الولايات المتحدة تهاجم إيران، وهو أيّد بقوة غزو العراق. هذا بحسب رأي الكاتب؛ والذي شدّد على ضرورة أخذ هذه الحقائق بالحسبان، وعلى أنها تثير القلق عند النظر في حوافز نتنياهو.
وأضاف الكاتب أن نتنياهو كان من كبار المروّجين للغزو الأميركي للعراق، مذكرًا بما قاله أمام الكونغرس، في العام 2002، عن أن التخلّص من الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين سيكون له تداعيات إيجابية هائلة في المنطقة. وشدد الكاتب، في هذا السياق، على أن الغزو الأميركي للعراق كان مدمرًا، سواء للولايات المتحدة أو الشرق الأوسط، وأن الدخول في حرب مع إيران ستكون أسوأ. كما قال إن “الجائزة” بالنسبة إلى “إسرائيل” لطالما كانت المواجهة المباشرة بين الولايات المتحدة وايران، ونتنياهو يركز بشكل يشبه الهوس بهذا الموضوع.
كما لفت الكاتب إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود أولمرت طلب من الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش (الابن) الضوء الأخضر لضرب مواقع نووية إيرانية في العام 2008، وهو ما رفضه بوش. كما لفت إلى ما كتبه نتنياهو، في كتابه “بيبي قصتي”، عن طلبه من الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما ضرب منشآت إيران النووية خلال زيارته الرئاسية الأولى إلى “إسرائيل”، وهذا رفضه أيضًا أوباما.
كذلك ذكّر الكاتب بخطاب نتنياهو أمام الكونغرس، في العام 2015، حين حثّ المشرعين الأميركيين على تعطيل التوصل إلى اتفاق نووي مع إيران، وقال: “إن طهران تشكّل تهديدًا خطيرًا ليس لإسرائيل فحسب، بل للسلم العالمي عمومًا”، وفقًا لمزاعمه.
وذكّر الكاتب بما قاله الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، بعد ولايته الرئاسية، حول موضوع اغتيال قائد قوات فيلق القدس اللواء قاسم سليماني، مشيرًا إلى أن ترامب قد قال خلف الأبواب المغلقة إن نتنياهو كان مستعدًا لمحاربة إيران “حتى آخر جندي أميركي”.
كذلك تابع الكاتب أن هناك ما يدعو إلى القلق من أن نتنياهو يريد استغلال المرحلة الراهنة من أجل تحقيق حلمه بهجوم أميركي على إيران، مضيفًا أن نتنياهو على الأرجح يرى في التصعيد مع إيران وسيلة ليس من أجل حشد المزيد من الدعم الغربي فحسب، بل آلية من أجل إبعاد أنظار العالم عن غزة. وأردف أنه إلى جانب اعتقاد نتنياهو الراسخ بأن الهجوم الأميركي على إيران سيكون “ضربة معلم”، فهناك أيضًا حوافز شخصية كي يدفع النزاع باتجاه إطار إقليمي.
الكاتب أكد ضرورة أن لا تقع واشنطن بالفخ، وبينما أشار إلى ما نُشر عن أن بايدن أبلغ نتنياهو خلف الكواليس أنه لن يدعم “هجومًا إسرائيليًا مضادًا” ضد إيران، لفت إلى أن الأشهر الست الماضية توصل إلى استنتاج أن هذا الكلام فارغ.
هعذا؛ وحذر الكاتب من أن الحرب الكبرى في الشرق الأوسط ستضر ليس المنطقة فحسب؛ بل أيضًا المصالح الأميركية. كما حذر من أن مثل هذه الحرب ستوسّع، بشكل دراماتيكي، الالتزامات الأميركية في المنطقة في الوقت الذي لم يعد فيه الشرق الأوسط يمثل مسرحًا أساسيًا للمصالح الأميركية. وأشار إلى أن الولايات المتحدة هي أصلًا متورطة بعمق في مساعدة أوكرانيا ضد روسيا، ومحاولة “ردع” الصين في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، بينما نسبة الدين العام لديها تفوق 34 تريليون دولار، وتصل نسبة العجز في ميزانيتها إلى 1.5 تريليون دولار سنويًا.
ورأى الكاتب أن الانجرار إلى الحرب مع إيران، والبقاء على أهداف واشنطن المعلنة في أوروبا ومنطقة المحيطين الهندي والهادئ يحمل معه خطر إدخال الولايات المتحدة في أزمة، مشددًا على ضرورة أن ترسم إدارة بايدن خطًا أحمرَ واضحًا، وأن توجّه رسالة واضحة مفادها أن أميركا لن تنجرّ إلى أي حرب مع إيران.