بالصور.. دماء أبناء عكار عانقت دماء أبناء جنوب لبنان وغزة
ليس غريباً على المناطق العكارية أن يسقط منها شهداء في الجنوب اللبناني في المعركة المفتوحة مع العدو منذ انطلاقة معركة طوفان الأقصى، حيث لبى لبنان نداء الدفاع عن أهل غزة و كل الشعب الفلسطيني في معركة الإسناد من الجبهة الحنوبية عند الحدود مع فلسطين المحتلة.
عكار التي ناصرت تاريخيًا القضية الفلسطينية، قدّمت اليوم شابين من خيرة أبنائها شهيدين في جنوب لبنان، مصعب وبلال خلف من قوات الفجر – الجناح العسكري للجماعة الإسلامية في لبنان، ليلتحقا بركب شهداء المقاومة منذ بداية ملحمة 7 أكتوبر.
ما إن تم الإعلان عن خبر استشهاد بلال ومصعب، حتى بدأت بيانات التبريكات من العديد من القوى السياسية والفعاليات الشمالية، إضافة الى التحضيرات اللوجستية من خلال صور الشهداء واللافتات التي عمت مختلف المدن الشمالية، والتي أكدت أن دماء أبناء عكار عانقت دماء أبناء الجنوب وأبناء غزة، كما أطلقت الأناشيد الثورية تحضيراً للتشييع المهيب الذي شاركت فيه كل المناطق الشمالية من طرابلس مروراً بمدينة المنية حتى أقصى عكار، حيث بدا واضحاً تعطش أبناء هذه المناطق للمشاركة بأي عمل جهادي مقاوم في مواجهة العدو الصهيوني، إستكمالاً لمسيرة مقاومي الشمال الذين كانوا من أوائل المناصرين لخيار المقاومة ونصرة الشعب الفلسطيني، كعميد الأسرى في السجون الإسرائلية ابن المنية المناضل يحيى سكاف، الذي بات نصبه التذكاري عند مدخل مدينة المنية رمزاً للنضال والمقاومة في مواجهة المشروع الصهيوني، إضافة إلى ابن عكار الشهيد القومي علي غازي طالب، وابن المنية الشهيد عامر عامرية وعبد الحميد عقل.
وكان التشييع مناسبة لتجلّي مشهد الوحدة الإسلامية بأبهى حلته بانتظار وصول الجثامين داخل مسجد الحبيب المصطفى في وسط بلدة ببنين والذي إحتشد داخله رجال الدين من السنة والشيعة تأكيداً على وحدة الصف والكلمة في هذه المعركة، حيث تقدم الحضور وفد من حزب الله، ضم عضو المجلس السياسي الحاج محمد صالح ومسؤول قطاع الشمال الشيخ رضا أحمد ومسؤول منطقة عكار الشيخ علي إسماعيل ومسؤول العلاقات العامة في الشمال حسن المقداد، الذين وقفوا كتفاً لكتف إلى جانب أهالي الشهداء ومفتي عكار الحالي الشيخ زيد زكريا، والمفتي السابق الشيخ أسامة الرفاعي، وأمين عام الجماعة الإسلامية الشيخ محمد طقوش، وممثل دار الفتوى، إلى العديد من القوى الإسلامية و الوطنية وممثلي فصائل المقاومة الفلسطينية.
كما كان لافتًا مشاركة الآلاف من الشباب في تشييع الشهداء، الذي أكد أن هذا الشباب لا زالت بوصلته الأساسية هي فلسطين.