أخبار محليةاهم الاخبار

التربية والجهاد على طريق القدس.. تجمّع المعلمين يعرض نماذج من وحي التجربة

وسط تحديات كبيرة تواجه كل من يدعم القضية الفلسطينية، تجتاح العالم اليوم تحركات جامعية وصرخات مناهضة للإبادة الجامعية في غزّة يقابلها اعتقالات بالجملة بغية قمع المتظاهرين وإسكات صوت الحق وترهيب كل من يتعاطف مع فلسطين التي تبقى البوصلة والقضية المحورية لكل حر وشريف في هذا العالم. كيف لا وهي مهد الأديان وقدس الأقداس. تجمع المعلمين في لبنان لم يكن بمنأى عما يحدث فتخطى حدود الوطن لإيصال صوته عبر منبر اتحاد المعلمين العرب لشؤون التربية والتعليم والبحث العلمي والذي كان منصب أمينه العام المساعد من نصيب لبنان أيضًا.

رئيس تجمع المعلمين في لبنان الدكتور يوسف كنعان اختير أمينًا عامًا مساعدًا لاتحاد المعلمين العرب لشؤون التربية والتعليم والبحث العلمي، وكان لموقع العهد الإخباري حديث معه ليطلعنا على مجريات المؤتمر العام لاتحاد المعلمين العرب الذي انعقد بالمغرب في دورته الـ 21 والمساحة التي احتلتها القضية الفلسطينية في ساحته التربوية.

عن الرؤية التي يقدمها تجمع المعلمين في لبنان عبر مشاركته في الاتحاد وسط تنامي التحديات المذكورة يخبرنا الدكتور كنعان، فيقول: “جاء انعقاد المؤتمر الـ 21 لاتحاد المعلّمين العرب في لحظةٍ وظرفٍ تاريخيٍّ حسّاس في مسيرة الاتحاد ليُحَمّل الجميع مسؤولية استثمار هذا الحضور والتنوّع النقابيّ والتربويّ العربي لصالح قضايانا المشتركة وفي مقدمتها فلسطين والتربية والتعليم في بلادنا”، ويضيف “اليوم، المعلّم العربي يحمل رسالته التّعليمية ككرة نارٍ نظرًا لتحديّات كبيرة تواجهه؛ أولها في كيفية التعاطي مع حرب الإبادة التي يتعرّض لها أهلنا في غزة، وتحصين أجيال مجتمعنا العربي وتربيته وصموده والحفاظ على مناعته ومقاومته لأيّ أشكال من الاحتلال الفكري والجغرافي وليس آخرها تأمين لقمة عيشٍ وحياةٍ كريمةٍ لهذا المعلّم العربي”.

ويتابع الدكتور كنعان “هذا في الدور العام، أما في ما يخصّ اتحاد المعلمين العرب الذي هو فرصة للجميع واستثمارٌ حقيقيٌّ لهذا المحفل التربوي والنقابي العربي لتبادل الخبرات والتأهيل والتدريب ومواجهة تحدّيات وتحصين وحماية مناهجنا التربوية الأصيلة والمقاوِمَة وتمكين الأسرة والوقوف بوجه اجتياح ما يُسمّى بجمعيات NGO’s المنتجة خارجيًا، والتي تسعى لاستبدال القيم السامية لمجتمعاتنا بقيم أخرى تتضمن الرذيلة والانحطاط، ويمهّد بعضها للتطبيع مع العدوّ الصّهيوني الغاصب لفلسطين الحبيبة”.

لتربية الأجيال على مناهضة التطبيع

الدكتور كنعان يلفت إلى أنّه “انطلاقًا من الدور الطبيعي للمعلم كونه جنرال مواجهة الحرب الناعمة وترجمانَ الحقيقة لتلامذته، قمنا كتجمع بمجموعة من الأنشطة والفعاليات لمواجهة التطبيع مع المحتل الصهيوني ولتربية الأجيال على مناهضته، فقد أطلقنا في أوساط المعلمين سلسلة من الحملات التضامنية في المناسبات التي تتصل بالقضية الفلسطينية والتضامن معها، وأعددنا متونًا تربويةً وتعليميةً في مختلف المواد التعليمية ووضعناها في متناول أيدي المعلمين، ونظّمنا عشرات الندوات والمحاضرات التربوية وآخرها حول الأبعاد التربوية للتضامن مع القضية الفلسطينية”.

وأوضح كنعان أنه “بالتعاون والتنسيق مع اتحاد المعلمين العرب ومركز الأبحاث والدراسات التربوية نُظّمَ المؤتمر الإسلامي العربي لمناهضة التطبيع التربوي، كما شارك التجمّع في المؤتمر الأول للمعلم العربي لمناهضة التطبيع مع العدو الصهيوني والذي عُقد في تونس في تموز 2019، حيث قدّم ورقة عمل حول دور المعلم في ذلك، إضافة إلى الإحياء السنوي ليوم المعلم العربي لمناهضة التطبيع، والمشاركة في العشرات من الأنشطة والفعاليات المناهضة للتطبيع بكل أشكاله”.

قضية التعليم أولويّة في كلّ السياسات الحكوميّة

ولدى سؤاله عن المستجدات والتوصيات التي توصّل إليها المؤتمر، أجاب الدكتور كنعان: “إلى جانب إدانة حرب الإبادة الشاملة التي يشنّها العدو الصهيوني على شعبنا الفلسطينيّ الصّامد والمقاوم في قطاع غزّة والضفّة الغربيّة، وكذلك سياسة الإبادة والتجويع الممنهجة ضدّه، أكد المؤتمر على أنّ قضية التعليم يجب أن تكون أولويّة في كلّ السياسات الحكوميّة كونها المدخل الأساسي للتنمية، ودعا المؤتمر الحكومات العربية إلى الزيادة في تمويل التعليم، وإلى النّهوض بالأوضاع الماديّة والمعنويّة وحماية العاملين في قطاع التربية في كلّ الدّول العربيّة، وسجّل أهميّة مراجعة المناهج التربويّة وحمايتها وتجديدها، ورفض أيّ تدخّل كان في إعدادها على امتداد الوطن الواحد، مطالبًا بمحاربة خصخصة التعليم، وذلك من خلال دعم المدرسة الرسمية وتأمين مجّانيّته وإلزاميّته في كل مراحله، وطلب وقف التعسّفات التي تطال المعلّمين في عدد من الدول العربية”.

 

ما بعد عملية طوفان الأقصى، يقول الدكتور كنعان “تشرّف تجمع المعلّمين بأن ارتقى منه 6 شهداء من المعلمين المقاومين على طريق القدس إلى جانب العديد من المعلّمين الجرحى، فجمعوا بين جبهتي التربية والتعليم والمقاومة والجهاد وخُتمت بالشهادة والجراح، وكانت هذه التضحيات من أبرز أشكال التضامن مع أهلنا في غزة”.

وختم كنعان “إلى جانب ما ذكرناه أعلاه من أنشطة تضامنية، فقد ساهم التجمّع في إطلاق الحملة التضامنية التربوية الوطنية مع القضية الفلسطينية العابرة للمناطق والطوائف والأحزاب، إلى جانب إطلاق عشرات الأنشطة التربوية والتثقيفية واللاصفيّة مع التلامذة في كافة المراحل التّعليمية وتأمين المواد التربوية الدورية للاستفادة منها في القيام بهذا الدور الرسالي الملقى على عاتق المعلم المقاوم والمربّي لحفظ أمانة الأجيال التي بها نستمر ويبقى مجتمعنا حرًا عزيزًا ومقاومًا”.حسن شريم / العهد الاخباري

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى