“والا”: حزب الله شخّص ضعف الجيش الإسرائيلي وفعّل الطائرات المسيّرة
أشار المراسل العسكري في موقع “والا” الإسرائيلي أمير بوخبوط إلى أنه “منذ بداية المعركة، يحاول حزب الله البحث عن أسلوب العمل الأكثر فعالية ضدّ “إسرائيل”، وبسرعة كبيرة جدًا عثر عليه: تفعيل طائرات مسيّرة مسلحة بمواد ناسفة”.
وبحسب الكاتب، فإن “استخدام هذه الطائرات تم بطريقة منهجية، في البداية اختبر أساليب الرد الإسرائيلية، ومدى دقة المنظومات في التشخيص والاعتراض، وبعد ذلك، حاول فهم أوقات رد سلاح الجو أثناء الإطلاق وتفعيل الطائرات المسيّرة نحو مديات مختلفة، وبدأ في مرحلة متقدمة جدًا باستهداف تشكيلات الرصد والرقابة التابعة للجيش في المدى القريب والبعيد، وإصابة وحدة الرقابة في جبل ميرون هي جزء من معركة الحزب”.
وتابع بوخبوط “منذ بداية المعركة، استخدم حزب الله مئات الطائرات المسيّرة باتّجاه “إسرائيل”، عدد كبير جدًا منها اخترق، وانفجر وأصاب البنى التحتية، وقوات الجيش ومنازل مدنيين (مستوطنين) ، اليوم، يمكن القول إن حزب الله شخّص ضعف الجيش الإسرائيلي في الدفاع، وهجماته على تشكيلات الكشف والإنذار ليست عرضية، وبعد ذلك مباشرة، حصلت الإصابة في المنشأة العسكرية التي يتم من خلالها تفعيل بالون الرصد “طل شمايم”، يدور الحديث عن خطوة أخرى هدفها تعمية سلاح الجو في الحماية من تهديدات تصل من لبنان ومن سورية، وكذلك من مناطق أخرى أبعد”.
وذّكر بوخبوط أنه “رغم العناوين التي تصدرت إصابة الطائرة المسيّرة للمنشأة العسكرية في مكان ليس بعيد عن مفترق غولاني، يجب التشديد على أن الحادثة ليست الأولى من نوعها. قبل أربع سنوات تسللت طائرة من دون طيار بأسلوب مشابه إلى هذه المنطقة بعد خطأ مهني للجيش الإسرائيلي، حتّى أنها عادت أدراجها إلى لبنان. منذ ذلك الحين، وخلال الحرب، نجح حزب الله بإدخال طائرات مسيّرة إلى عكا، كريوت، أربل وإلى تفور”.
في سياق متّصل، اعتبر المراسل العسكري لموقع “والا” أن “هذا المسار السلبي المستمر منذ سنوات، يشير إلى العمى الذي اتسمت به المؤسسة الأمنية في كلّ ما يتعلق بفهم التهديدات من الشمال. هذا، خاصة عندما تطرح أسئلة مثل: هل أن المنظومات لم تعمل كما يجب؟ وهل حزب الله نجح في تشويشها؟ هل إصابة حزب الله المنهجية لتشكيلات الكشف، الرصد، الرقابة والإنذار أضعفت سلاح الجو؟ وماذا يعني ذلك بالنسبة لقدرات الجيش الإسرائيلي في حماية منشآت استراتيجية؟”، موضحًا أنه “من المهم الإدراك أن حزب الله يحافظ على معادلة واضحة، على الرغم من مهاجمة المنشأة العسكرية في مكان ليس بعيد عن مفترق غولاني. في اللحظة التي يدمّر له الجيش الإسرائيلي تشكيلات الدفاع الجوي فإنه يرد بهجوم مشابه له في المنطقة، في وقت وهدف واضح جدًا. هذا، لكي لا تفسّر “إسرائيل” أفعاله على أنها حرب أو كسر للأدوات” حسب تعبيره.
وقال بوخبوط “”إسرائيل” وصلت إلى مرحلة بينغ بونغ (تبادل الضربات)، وهي لا تختلف بالضرورة عما يحدث في قطاع غزّة. ولذلك، حان الوقت لاختيار أدوات جديدة. هل يعتقدون في الجيش الإسرائيلي أنهم ينهكون العدوّ مع مرور الوقت؟ أو أن الجانب الإسرائيلي أُنهك أيضًا؟ الجواب واضح”.
وختم “هناك خيارات لتغيير المعادلة وهي تشمل الهجوم، الدفاع، ودمج عمل سياسي، وهذا ينطبق أيضًا على الساحة الجنوبية، ومَن سمع وزير الحرب يوآف غالانت يتحدث أمس يدرك جيدًا أننا أقرب إلى الحرب في الشمال. المطلوب من الحكومة التوقف عن المراوحة السياسية واتّخاذ قرارات مؤلمة وشجاعة، وإضافة إلى سؤال آخر في مسألة التحقيقات في الحرب: ماذا فعل سلاح الجو بشكل خاص والجيش الإسرائيلي بشكل عام للاستعداد لتهديد الطائرات المسيّرة الموجودة لدى حزب الله؟”.