“نيويورك تايمز”: هجوم رفح يخدم مصالح نتنياهو الشخصية
رأى الكاتب الأميركي نيكولاس كريستوف “Nicholas Kristof” أن “تدمير مدينة رفح قد يخدم مصالح رئيس الوزراء “الإسرائيلي” بنيامين نتنياهو”، ولفت إلى أن “مسألة إطالة أمد الحرب من شأنها أن تبقيه في السلطة، لكنها لا تخدم مصلحة “إسرائيل””.
وفي مقال له في صحيفة “نيويورك تايمز”، أشار كريستوف إلى أن الفرضية التي يروّج لها مؤيدو اجتياح رفح تقول أن “الهجوم قد يكون دمويًّا، لكنه سيمكّن من تدمير حركة حماس بالكامل”، وفق زعمهم، موضحًا أن رئيس هيئة الأركان السابق غادي أيزنكوت كان حذّر من أن القضاء الكامل على حماس “صعب المنال”.
ولفت إلى أن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن اعتبر أن “اجتياح رفح لن يقضي على مقاتلي حماس”. وعليه خلص إلى أن “تدمير رفح سيؤدي بشكل أساس إلى مجرد قتل المزيد من الفلسطينيين ويضع حياة الأسرى “الإسرائيليين” في خطر، ويشعل أكثر غضب سكان غزة ورغبتهم بالانتقام”. كما نبّه من أن الهجوم على رفح سيعزز من عزلة “إسرائيل” بشكل يقوّض “أمنها” على الأمد الطويل.
وأضاف الكاتب أن “من الأسباب التي تثير الشك حول خطة “إسرائيل” لرفح هي أنه لا وجود لخطة أصلًا”، مردفاً أن القوات “الإسرائيلية” شنّت الحرب في شمال غزة وبدا أنها هزمت حماس هناك، لكن دون وجود استراتيجية لـ “الإمساك بالأراضي”، وفق تعبيره.
وتابع “حماس عادت من جديد إلى هناك (شمال غزة)”، وأشار إلى أن “فقدان “إسرائيل” لخطة محكمة في غزّة يفيد بأن الوضع قد يستمر إلى ما لا نهاية”.
كذلك تطرّق الكاتب إلى سبب أساسي وراء شكوكه بأن اجتياح رفح ليس في مصلحة “إسرائيل” أمنيًا، والذي يكمن في درس تعلّمته القوات الأميركية في العراق، وهو عن ضرورة الانتباه ليس فقط إلى عدد المحاربين الذين يتم قتلهم، وإنما عدد المحاربين الذين يولدون نتيجة الأحداث.
واعتبر الكاتب أن “هذه التقييمات تبدو في محلها”، ذاكرًا أنه أجرى مقابلات مع سكان غزة عقب حرب عام 2014، وأن هناك من قال له خلال هذه المقابلات إنه يريد قتل “إسرائيليين”، معربًا عن مخاوفه من أن الأطفال الذين يتعرضون اليوم للقصف والتجويع قد يشاركون في هجمات على “إسرائيل” بعد عقد من الزمن.