برّي: الحوار مفتاح الرئاسة
رأى رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري أن “كل مفاتيح حلول الأزمة الرئاسية بين يديه”، مشددًا على أن أي حل جدي للأزمة سيكون بالعودة إلى ما اقترحته قبل نحو عام، أي الذهاب الى عقد جلسات حوار لسبعة أيام، وادعو بعدها إلى جلسات انتخابية مفتوحة إلى حين انتخاب رئيس جديد للبلاد”، وأكد أنه “دون ذلك لا أرى إمكانية لإنهاء الفراغ الرئاسي مهما كانت الاجتهادات قائمة”.
وفي حديث صحافي، قال الرئيس بري إن “اللجنة الخماسية، التي تضم الولايات المتحدة وفرنسا والسعودية ومصر وقطر، تبذل جهودًا مشكورة عليها فيما يخص الاستحقاق الرئاسي، لافتًا إلى أن “هناك بعض الملاحظات على الأداء الذي اتسمت به في بداياتها، ما أدى الى تضارب في وجهات النظر بين أعضائها، ولكن فيما بعد جرت محاولة تصويب المواقف وتوحيدها”.
واستعاد الرئيس بري مضمون البيان الأخير الصادر عن الخماسية، معتبرًا أن فيه ثغرات أبرزها وضع مهلة نهاية الشهر لانتخاب الرئيس، علمًا أنه من غير المعروف كيف يمكن تحقيق ذلك والشهر قد انتهى، فيما لم يتواصل معه أحد طالبا منه أن يدعو الى جلسة انتخاب أو يتشاور معه حول كيفية عقد هذه الجلسة، مؤكدًا أنه “ينتظر زيارة المبعوث الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان لبيروت اليوم”.
وحمّل القوات اللبنانية مسؤولية تعطيل الحوار، معتبرًا أن “كل القوى الأخرى تبدو جاهزة للذهاب إليه بما فيها التيار الوطني الحر ورئيسه جبران باسيل، ونراهن على الخماسية في إقناع كل الكتل والقوى بالمشاركة في الحوار لأنه المدخل الوحيد للحل”.
وشدد الرئيس بري على تمسكه بمسألة أن يدعو بنفسه الى الحوار، سواء أطلق عليه اسم حوار أو تشاور أو نقاش، على قاعدة أن يترأسه هو، فهذا أمر ثابت بالنسبة اليه.
وحول الكلام الذي يتسرب عن عقد طاولة حوار خارج لبنان، وما حكي عن احتمال عقد مؤتمر من هذا النوع في باريس، ذكر بري: “لماذا لا يعقد في بيروت، وفي مجلس النواب؟”.
وعما يقال حول احتمال أن تقوم كتلة الاعتدال بالدعوة الى تشاور وطني، نفى ذلك مطلقًا، وقال: “أنا من أطلقت عمل كتلة الاعتدال ودعمتهم، وذلك في سبيل تسهيل عملهم وتسهيل آلية التواصل بين القوى السياسية والكتل النيابية، لكن مسألة الدعوة الى الحوار مختلفة”.
وحول العدوان الإسرئيلي المستمر على جنوب لبنان، أبدى الرئيس بري تخوفه من الوضع هناك، مؤكدًا أن المواجهات تتصاعد تدريجيا، ولا بد من الوصول الى وقف لإطلاق النار الشامل في غزة، لأنه بدون ذلك سيتواصل التصعيد وستتجه الأمور نحو الأخطر، لكننا لا نتخوف من احتمال شن الإسرائيليين حربا واسعة أو اجتياحًا بريًا للبنان”، واعتبر أن جيش الاحتلال “أُنهك، وغير قادر على الانتهاء من حرب غزة، لذلك لن يكون جاهزًا أو قادرًا على شن حرب في لبنان، و”الإسرائيليون” يعلمون أنهم في حال أرادوا تكرار تجارب الماضي فسيتلقون هزيمة كبرى، وعندما يفكرون في الدخول الى لبنان فإن حزب الله وحركة أمل سيعملان على التصدي لهم عسكريًا”.
ورأى أن “”إسرائيل” تريد البقاء على الوضع القائم، لأنها تعتبر نفسها متفوقة في الحرب الجوية وفي طائراتها الحربية وتقنياتها، ولذلك لن تفكر في تنفيذ عملية برية”، لافتًا إلى أنه “على الرغم من كل تفوق الإسرائيليين العسكري والجوي وفي التقنيات لكن حزب الله تمكن من توجيه ضربات قاسية جدًا لهم”.
وذكر الرئيس بري أن “تطورات الجنوب هي المدخل إلى كل الحلول في البلاد، تمامًا كما أن المدخل لوقف المواجهات العسكرية على الحدود هو وقف الحرب في غزة”.
ولدى سؤاله عن تحركات المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين، قال: “ما زلنا على الاتفاق الثابت بأن يتم التحرك في سبيل الوصول الى تفاهم على وقف إطلاق النار مع وقف النار في غزة، وعندها يتم إطلاق المسار السياسي لتطبيق القرار 1701، دون ذلك يعلم الأميركيون أن الوضع سيبقى على حاله”.
وكشف الرئيس بري أنه تلقى اتصالاً أميركيًا لسؤاله عن إمكانية عودة هوكشتاين الى بيروت، وقال “كان جوابي واضحًا: كل شيء مرتبط بوقف الحرب على غزة، وبمجرد وقف العمليات العسكرية يمكن لهوكشتاين المجيء والبحث عن حلول”.
ولفت إلى أن “المخاطر ترتفع بالتأكيد طالما الحرب مستمرة ويطول أمدها، خصوصًا أن “الإسرائيليين” يعتمدون سياسة التدمير الممنهج والأرض المحروقة على مسافة 7 كلم، ولذلك يتعمدون إلحاق خسائر تدميرية هائلة في قرى الجنوب”، وأكد: “بدأنا العمل من الآن على إعداد برنامج لإعادة الإعمار وإعادة الناس على منازلها، وقد طلبت من البنك الدولي توفير الأموال اللازمة لذلك، كما أنني أعمل مع المغتربين اللبنانيين في ضرورة أن يكون لهم دور أساسي وبارز في إعادة إعمار الجنوب، وستكون لنا مناشدات ومطالبات لكل الدول القريبة والصديقة، وخصوصًا الأشقاء العرب، السعودية وقطر والكويت، للمساهمة في إعادة الإعمار”.
الحوار مفتاح الرئاسة
وفي حديث لصحيفة الجمهورية، قال الرئيس بري: “لست متحمسًا لأي دعوة إلى حوار رئاسي في باريس، بل الأفضل أن ينعقد هذا الحوار هنا في بيروت”، وأضاف: “سبق وذهبنا مرّة إلى سان كلو، ولم نصل الى أي نتيجة، فيما لنا تجربة حوارية لبنانية منتجة في الدوحة قبل انتخابات رئاسة الجمهورية في العام 2008”.
وأكّد أنّه “لا يفهم حتى الآن موجبات رفض الحوار الذي دعا إليه، والبعض يتصرّف حيال هذا الأمر وكأنّه جريمة، فيما هو السبيل الوحيد الذي من دونه لن نتمكن من إنهاء الأزمة الرئاسية وانتخاب رئيس”، وتابع: “قلنا هذا مرارًا ونكرّر أنّ الحوار هو مفتاح الرئاسة، وهذا الحوار سيحصل في نهاية المطاف، ولو أنّهم وافقوا على المبادرات والدعوات إلى الحوار من البداية، لكنا انتخبنا رئيسًا للجمهورية قبل سنة على الأقل من الآن، ولوفرنا على بلدنا كل هذه التعقيدات وكل هذا التعطيل والشلل”.
وردًا على سؤال آخر عمّن سيرأس الحوار إن تمّ التوافق عليه في بيروت، قال الرئيس بري: “أنا بالتأكيد”.
وعن الطروحات التي تحدثت عن رئاسة الحوار وإدارته من قبل شخصية غير الرئيس بري قال: “هذا الأمر ليس واردًا على الإطلاق”.