ترحيب عراقي بقرار محكمة العدل الدولية إدانة العدوان الصهيوني على غزة
رحبت الحكومة العراقية بقرار محكمة العدل الدولية الأخير، القاضي بإدانة الكيان الصهيوني وإلزامه بوقف حربه العدوانية على الشعب الفلسطيني.
وفي تدوينة له على منصة “أكس”، قال رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني إنَّ “هذا القرار يعبِّر عن الضمير الحي للعالم مع أهمية أن يتسع ليشمل كل حرب الإبادة التي يواجهها الفلسطينيون في غزّة”.
في السياق نفسه، أعربت وزارة الخارجية العراقية في بيان لها “عن ترحيبِ جمهوريَّةِ العراقِ بقرارِ محكمةِ العدلِ الدوليَّةِ الذي فرضَ تدابيرَ إضافيَّةً على سلطة الاحتلال “الإسرائيلي”، وأمرها بموجبهِ بالوقفِ الفوريِّ للاعتداءاتِ على محافظةِ رفحَ استنادًا إلى اتفاقيَّةِ منعِ جريمةِ الإبادةِ الجماعيَّة”.
وأشارت إلى أنَّ “الوزارة تُجددُ تأكيدَها على الوقفِ الفوريِّ لإطلاقِ النارِ وحمايةِ المدنيِّينَ وضرورةِ إيصالِ المساعداتِ الإنسانيَّةِ للشعبِ الفلسطينيِّ”، داعيةً المجتمعَ الدوليَّ إلى “تكثيفِ الجهودِ وتحمُّلِ المسؤوليَّةِ الكاملةِ في صونِ حقوقِ الشعبِ الفلسطينيِّ”.
وعلى صعيد متصل، شدَّدت قوى وشخصيات سياسية عراقية مختلفة على “أهمية تعزيز هذا القرار الهام بخطوات عملية عاجلة لإغاثة السكان المحاصرين والنازحين، وإطلاق حملة واسعة مدعومة دوليًا لإعادة إعمار القطاع المنكوب الذي ابتُلي خلال شهور طوال بإبادة جماعية، وتجويع متعمد، وحصار مطبق على مرأى ومسمع العالم، مع نقض مستمر للقرارات الدولية التي كانت منذ البداية تصب باتجاه إيقاف الحرب التي أهلكت النسل والحرث”.
وكانت محكمة العدل الدولية قد أصدرت قبل يومين، قرارًا يُلزم الكيان الصهيوني بوقف هجومه على مدينة رفح جنوب قطاع غزة، في إطار قضية أوسع تتهمه بارتكاب جرائم إبادة جماعية، كما أمرت المحكمة الكيان الصهيوني بفتح معبر رفح أمام المساعدات الإنسانية، وألزمته بتقديم تقرير بالإجراءات المُتخذة في غضون شهر.
وصدر هذا القرار بموافقة ثلاثة عشر عضوًا من مجموعة أعضاء المحكمة البالغ عددهم خمسة عشر عضوًا، وبناء على دعوى قضائية رفعتها دولة جنوب إفريقيا أمام المحكمة التي تتخِّذ من مدينة لاهاي الهولندية مقرًا لها، في التاسع والعشرين من شهر كانون الأول/ديسمبر من العام الماضي.
وفي وقت سابق، رحَّبت الخارجية العراقية بالقرار الذي اتخذته كلٌّ من النرويج وإسبانيا وأيرلندا بالاعتراف بدولة فلسطين المستقلة، معتبرة أنَّ “هذا القرار خطوة أولى مهمة نحو استعادة وتثبيت كامل الحق الفلسطيني المغتصب”، ودعت دول العالم إلى “المضي قدمًا نحو الاعتراف بدولة فلسطين وبالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، ودعم نضاله الوطني في سبيل تحقيق الاستقلال”، والتأكيد على أنَّ “الاستقرار في المنطقة لن يتحقَّق إلا بإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشريف”.
وكان قد وصل عدد من الجرحى الفلسطينيين من الرجال والنساء والأطفال جراء العدوان الصهيوني المتواصل على قطاع غزة منذ نحو ثمانية شهور، إلى العراق يوم الجمعة الماضي، في إطار مبادرة الحكومة العراقية بتوفير العلاج اللازم لهم في المستشفيات العراقية، وبالفعل تم نقلهم مباشرة بعد وصولهم مطار بغداد الدولي إلى مدينة الطب التي تعدُّ أكبرَ مجمعٍ طبيٍّ في العراق.
وكتعبير عن مدى اهتمامه ومتابعته الحثيثة، قام رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني يوم أمس، بتفقد الجرحى الفلسطينيين، والاطمئنان على أوضاعهم الصحية، والتوجيه بتأمين احتياجاتهم العلاجية كافة حتى يتماثلوا للشفاء بصورة تامة، في نفس الوقت الذي أشاد السوداني خلال أحاديثه مع الجرحى الفلسطينيين وذويهم، ببطولات الشعب الفلسطيني وصموده في وجه العدوان الصهيوني الغاشم، مجددًا موقف العراق الثابت من فلسطين وقضيتها العادلة، ومؤكدًا على أنَّ “مستشفيات العراق وكل منشآته الطبية في خدمة أهلنا الفلسطينيين، وأن هذا أقل ما يقدم لهم من واجب”.