الإعلام الحكومي في غزة: الرَّصيف الأميركي العائم أكذوبة واستُخدم لتنفيذ مهامَّ أمنية وعسكرية
أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزّة أنَّ الرَّصيف الأميركي المائي العائم قبالة غزّة كان وبالًا على الشعب الفلسطيني، مؤكداً أنَّه ليس سوى أكذوبة وبيع للأوهام سعت أميركا من خلاله لتضليل الرأي العام وتحسين صورتها القبيحة، في ظل مشاركتها في جريمة الإبادة الجماعية ودعمها المستمر للاحتلال.
ومع استمرار الجرائم الصهيونية بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، أشار المكتب الإعلامي في بيانٍ إلى أنَّ واحدة من أبرز هذه الجرائم هي جريمة مخيم النصيرات التي أسفرت عن استشهاد 280 شخصًا وإصابة 698 آخرين، أظهرت مقاطع الفيديو والتقارير الإعلامية أن الرصيف العائم كان له دور رئيسي في التحضير لهذه الجريمة، حيث تم استخدامه لتنفيذ مهامَّ أمنية وعسكرية بموافقة الإدارة الأميركية وإطلاعها.
المكتب الإعلامي الحكومي في غزّة أكد أنَّ قرارات متعددة تشير إلى هذا الدور، منها قرار برنامج الغذاء العالمي الذي أعلن إيقاف إدخال مساعداته لغزّة عبر الرصيف الأميركي العائم بسبب مخاوف أمنية، عندما تحدث الرئيس الأميركي جو بايدن عن الرصيف العائم، وزعم أن تكلفته فاقت 320 مليون دولار، استبشر بعض المهتمين بأن هذا الرصيف سيساهم في إنهاء سياسة الجوع وتقديم المساعدات للفلسطينيين، غير أن الواقع يؤكد أن هذا الرصيف كان وبالًا على الشعب الفلسطيني، إذ لم يقدم سوى 1% من حاجة السكان للغذاء، سائلًا عن الدور الحقيقي للرصيف العائم في تقديم المساعدات لأهالي قطاع غزّة في ظل المجاعة المستمرة.
وأضاف: إنَّ الرَّصيف الأميركي المائي العائم قبالة غزّة ليس سوى أكذوبة وبيع للأوهام. تناول الإدارة الأميركية لدور هذا الرصيف عبر وسائل الإعلام لم يكن سوى محاولة لتضليل الرأي العام وتحسين صورتها القبيحة، في ظل مشاركتها في جريمة الإبادة الجماعية ودعمها المستمر للاحتلال، مشددًا على أنَّ “هذه الجرائم تُرتكب في ظل صمت عربي وإسلامي وعالمي مخيف على ما يحدث لشعبنا الفلسطيني في قطاع غزّة”.
إزاء هذه الجرائم المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني، أدان المكتب الإعلامي الحكومي بأشد العبارات استمرار جريمة الإبادة الجماعية بحق شعبنا الفلسطيني في قطاع غزّة التي أودت حتّى الآن بحياة 47,600 شهيدٍ ومفقودٍ، بينهم أكثر من 15,830 طفلًا و10,500 امرأة و500 من الكوادر الطبية. ندعو جميع دول العالم والمنظمات الدولية إلى إدانة هذه الجريمة التاريخية، والضغط على الاحتلال لوقفها وملاحقته في المحاكم الدولية.
كما حمل الاحتلال “الإسرائيلي” والإدارة الأميركية المسؤولية الكاملة عن استمرار جريمة الإبادة الجماعية، وعن استمرار انتهاكات حقوق الإنسان في قطاع غزّة، مؤكدًا أنَّه يجب أن تتوقف الحرب والعدوان على غزّة، وأن يتوقف توريد الأسلحة القاتلة من حلفاء الاحتلال.
وطالب المكتب الإعلامي الحكومي في بيانه المجتمع الدولي ودول العالم والمنظمات الدولية بالضغط على الاحتلال لفتح المعابر البرية بشكل فوري وعاجل، وإدخال آلاف الشاحنات من المساعدات إلى غزّة والشمال، حيث تتفاقم المجاعة، مما ينذر بوفاة أعداد كبيرة من المرضى والأطفال، مستنكرًا استخفاف الإدارة الأميركية بالشعب الفلسطيني من خلال ممارسة الدعاية والتضليل الإعلامي بخصوص الرصيف المائي العائم، وزعمها تقديم المساعدات من خلاله، في حين لم تقدم شيئًا واضحًا على مدار أكثر من ثلاثة شهور، مما يعكس حالة الاستهتار بحياة المدنيين وتجويعهم.
كذلك أدان البيان إحراق الاحتلال لمعبر رفح الحدودي وإخراجه عن الخدمة، وحرمان أكثر من 25,000 مريض وجريح من السفر لتلقي العلاج خارج غزّة. كما أدان إغلاق معبر كرم أبو سالم ومنع إدخال المستلزمات الطبية والأدوية والمساعدات، مما ينذر بكارثة إنسانية حقيقية.
واعتبر المكتب الإعلامي الحكومي في ختام بيانه أن العالم اليوم أمام محطة تاريخية فارقة، فهو مُخيّر بين الاصطفاف إلى جانب الجريمة التاريخية والإبادة الجماعية مع الاحتلال “الإسرائيلي” والإدارة الأميركية، أو الاصطفاف إلى جانب الأخلاق والإنسانية مع الشعب الفلسطيني والدعوة إلى وقف حرب الإبادة الجماعية ووقف المجاعة وإنهاء سياسة التجويع التي تهدّد حياة قرابة 2.4 مليون إنسان في قطاع غزّة.