مدير مجمع الشفاء خارج سجون الاحتلال: ما يتعرض له الأسرى لم يمر على شعبنا منذ النكبة
قال مدير مجمع الشفاء الطبي الفلسطيني محمد أبو سلمية، إن الأسرى في سجون الاحتلال “الإسرائيلي” يمرّون بأوضاع مأساوية وصعبة جدًا، نتيجة نقص الطعام والشراب والإهانات الجسدية، مؤكدًا أن ما يمر على الأسرى لم يمر على الشعب الفلسطيني منذ النكبة حتّى اليوم.
وفي مؤتمر صحفي عقده اليوم الاثنين 1 تموز/يوليو عقب الإفراج عنه من سجون الاحتلال، قال إن مئات من الكوادر الطبية تعرضوا للاستهداف من الاحتلال، وأن عددًا من الأسرى استشهدوا تحت التعذيب، مضيفًا أنَّ “الكثير من الأسرى توفوا وهم في مراكز التحقيق ويمنع عنهم الطعام والدواء”.
وشدد أبو سلمية على أنَّ الاحتلال أثبت مدى إجرامه في التعامل مع الأسرى والطواقم الطبية، وأنه يدمر كلّ شيء ويستهدف الجميع في قطاع غزّة، مشيرًا إلى أن الاحتلال أطلق سراح نحو 50 أسيرًا بينهم عدد من الكوادر الطبية.
ولفت مدير مجمع الشفاء الطبي إلى أنَّ الأسرى يتعرضون لكل أنواع العذاب حتّى الأسرى القدامى محرومون من جميع حقوقهم، منوهًا إلى أنَّه تعرض لتعذيب شديد وكسر في إصبع الإبهام داخل سجون الاحتلال، كما أنَّ الاحتلال لم يوجه له أي تهمة وتعرض لثلاث محاكمات، وقال: “تركنا وراءنا عشرات آلاف الأسرى يعيشوا الأمرّين، يذوقون من العذاب الجسدي والنفسي ما لم يذقه أي أسير فلسطيني منذ عام النكبة”.
وأشار إلى استشهاد اثنين من الطواقم الطبية كانا يعملان في وزارة الصحة وهما: عدنان البرش وإياد الرنتيسي، مطالبًا بضرورة أن يكون هناك كلمة حاسمة من المقاومة والشعوب العربية والإسلامية؛ لإطلاق سراح جميع الأسرى وتبييض السجون بشكل سريع.
وختم أبو سليمة قائلًا: “سنبني قطاع غزّة من الصفر وسنعيد مجمع الشفاء الطبي الذي اعتقلنا منه كما كان وأفضل”.
وتعليقًا على مؤتمره الصحافي وخروجه من المعتقل ساد الغضب والتخبط والاتهامات المتبادلة داخل كيان الاحتلال الصهيوني، فمن جهته رئيس وزراء حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، أمر بفتح تحقيق بشأن ذلك، وأفادت القناة “14” “الإسرائيلية”، بأن حالة من الغضب تسود مكتب نتنياهو لأنه علم بالإفراج عن أبو سلمية من الإعلام، كما علم وزير الحرب الصهيوني يوآف غالانت بالأمر بنفس الطريقة.
من جهته، قال “الشاباك” إن قرار الإفراج عن مدير مستشفى الشفاء جاء مستوفيًا الشروط ومع ذلك سيتم التحقيق في الأمر بشكل خاص.
أما وزير “الأمن القومي” إيتمار بن غفير، قال: “لقد حان وقت إقالة رئيس “الشاباك” الذي وافق على القرار الفاشل، كما أن وزير “الأمن” متواطئ معه ويديران سياسة تتعارض مع قرارات الكابينت”.
وأوضح زعيم حزب “معسكر الدولة” بيني غانتس، أن من اتّخذ قرار الإفراج عن مدير المستشفى فاقد للأهلية والمسؤولية الأمنية والمهنية، ويجب إقالته اليوم.
هذا، وأوضح مكتب وزير الحرب يوآف غالانت، أن مسؤولية الإفراج عن المعتقلين الأمنيين خاضعة للشاباك ومصلحة السجون وليس لنا علاقة بالقرار.
واتهمت إدارة السجون، “الشاباك” بالمسؤولية عن القرار، وقالت: “لا توجد مشكلة لدينا في أماكن الاعتقال لو رغب الجيش و”الشاباك” بإبقائه في السجن”.
وكانت قوات الاحتلال “الإسرائيلي” قد أفرجت صباح اليوم، عن عدد من الأسرى من قطاع غزّة عبر بوابة موقع “كيسوفيم” العسكري شمال شرق مدينة خان يونس جنوب القطاع، بينهم الطبيب محمد أبو سلمية مدير مجمع الشفاء الطبي الذي اعتقل في 23 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي خلال العملية العسكرية الأولى في مجمع الشفاء الطبي.