السيد نصر الله: الكيان الصهيوني في أسوأ أيامه… يتحدثون عن خراب “الهيكل الثالث”
أكد الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله أن المقاومة الإسلامية فتحت جبهة الإسناد لمعركة طوفان الأقصى، انتصارًا للشعب الفلسطيني المظلوم في قطاع غزّة والضفّة الغربية، لافتًا إلى أن الكيان الصهيوني يعيش أسوأ أيامه منذ تأسيسه، ولأول مرة يتحدث الصهاينة عن خراب “الهيكل الثالث” بعد خراب “الهيكلين” السابقين عبر التاريخ.
وفي الكلمة التي ألقاها في ختام المسيرة المركزية التي نظمها حزب الله قبل ظهر اليوم الأربعاء 17/07/2024، في ختام المجلس العاشورائي في الضاحية الجنوبية لبيروت، توجه السيد نصر الله بالتحية إلى شهداء وجرحى المقاومة وعوائلهم والصامدين في بلدات الجنوب والنازحين من بيوتهم والمجاهدين المقاتلين المرابطين وعائلاتهم المنتظرة وبالتحية لغزّة وأهلها وشهدائها وجرحاها ونسائها ورجالها وأطفالها.
وقال: “للذين يريدون منا الاعتراف بهذا الكيان الغاصب وأن نعترف به ونطبّع معه نقول ما قاله أبو عبد الله الحسين (ع) وسط الحصار: لا أعطيكم بيدي إعطاء الذليل ولا أقرّ لكم إقرار العبيد”.
وأضاف: “للذين يطلبون منا أن نتوقف عن إسناد المظلومين والمُعتدى عليهم في غزّة ويهوّلون علينا بالحرب نقول لهم ما قاله الإمام الحسين (ع): ألا إنّ الدعي ابن الدعي قد ركز بين اثنتين بين السلّة والذلة، وهيهات منا الذلّة”.
وأوضح قائلًا: “نحن هنا لننتصر لفلسطين ولقطاع غزّة المظلوم وللضفة الغربية ولشعب لبنان، ومنذ 8 تشرين الأول دخلنا معركة مختلفة وفتحنا جبهة الإسناد لمعركة طوفان الأقصى لأنها معركة الأمة كلها إضافة إلى جبهات الإسناد في اليمن والعراق ومعنا سورية وإيران الداعمتان”.
وأكد السيد نصر الله أن الكيان الصهيوني ولأول مرة يعيش أسوأ أيامه منذ تأسيسه، والمسؤولون الصهاينة يتحدثون لأول مرة عن خراب “الهيكل الثالث” بعد خراب “الهيكلين” السابقين عبر التاريخ.
وشدد على أن الكيان الصهيوني وللمرة الأولى يجد نفسه عاجزًا عن تحقيق أهدافه ويعاني في جيشه وأجهزته الأمنية وحكومته وأحزابه وهجرته المعاكسة وثقته بنفسه وثقة شعبه بالبقاء فيه ونظرة العالم كله له، معتبرًا أن كلّ ذلك هو حصيلة المقاومة والقتال والصمود.
وقال: “أمام معاناة آلاف الأسرى الفلسطينيين وأمام حصار أكثر من مليوني إنسان في غزّة والتهديدات التي يتعرّض لها المسجد الأقصى وأمام سكوت العالم وتجاهله لقضية فلسطين.. نحن نجد أنفسنا منسجمين تمامًا مع هذه المعركة.. مع الإمام الحسين (ع)”.
ولفت سماحته إلى أن القوات المسلحة اليمنية استطاعت أن تفرض الحصار على ميناء “إيلات” بحيث تمّ الاعتراف بأنّه أفلس وارتفعت أسعار الشحن إلى نسبة 200% و300% وهذا له انعكاسات خطيرة على الكيان الصهيوني.
وأشار إلى أن كلّ محاولات الكيان الصهيوني لإخفاء خسائره البشرية والمادية سواء في قطاع غزّة أو الضفّة أو جنوب لبنان بدأت تظهر.. 9254 فردًا بين ضابط وجنديّ بينهم 3 آلاف بُترت أطرافهم و650 شلل و185 أصيبوا بالعمى الكامل وعدة آلاف صدمات نفسية حادّة.
وخاطب سماحته العدوّ الصهيوني قائلًا: “إذا جاءت دباباتكم إلى لبنان وجنوبه لن تعانوا نقصًا في الدبابات لأنه لن تبقى لكم دبابات”.
ودعا السيد نصر الله إلى تضامن الأمة والأحرار والشرفاء في العالم مع غزّة وأهلها ومقاومتها كما دعا الشعب الفلسطيني إلى التوحّد اليوم في معركة المقاومة التي تصنع مصير فلسطين والمنطقة والأمة.
وأكد السيد نصر الله أن جبهة المقاومة الإسلامية في لبنان لن تتوقف ما دام العدوان الصهيوني مستمرًا على غزّة وأهلها ومقاومتها بأشكاله المختلفة.
واعتبر أن الولايات المتحدة الأميركية تتحمل المسؤولية الكاملة عن المجازر التي يرتكبها العدوّ الصهيوني بسبب تزويده بالأسلحة الأميركية.
وحذّر السيد نصر الله العدوّ الصهيوني من أن التمادي في استهداف المدنيين في لبنان سيدفع المقاومة إلى إطلاق الصواريخ واستهداف مستعمرات جديدة لم يتم استهدافها في السابق.
وأكد السيد نصر الله: “سنشيّد قرانا الأمامية كما كانت وأجمل مما كانت”، معتبرًا أن هذه البلدات والقرى “هي رمز لصمودنا ومقاومتنا”، مكرّرًا توجيه التحيّة للبيئة الصامدة الواعية التي تستند إليها المقاومة.
وقال: “كلّ ما يشاع عن اتفاق جاهز حول الوضع على الجبهة اللبنانية غير صحيح ومستقبل الأوضاع في الجنوب سيتقرر على ضوء نتائج المعركة التي ستنتصر فيها المقاومة وجبهات الإسناد”. مشيرًا إلى أنه في حال توقف إطلاق النار فإن الجهة المعنية بالتفاوض وإعطاء الأجوبة هي الدولة اللبنانية.
وختم السيد نصر الله كلمته مردّدًا شعار “ما تركناك يا حسين”، وخاطب الإمام الحسين عليه السلام: “أنت تعلم وكلّ العالم يعلم ودليلنا هو شهداؤنا وجراح جرحانا وبيوتنا المهدّمة.. دائمًا وأبدًا لبيك يا حسين”.