نوّه بجبهة إسناد حزب الله.. السيد الحوثي: عملية يافا مرحلة جديدة من التصعيد
أعلن قائد حركة أنصار الله اليمنية السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، أن استهداف القوات المسلحة اليمنية لمدينة يافا الساحلية في فلسطين المحتلة تشكل بداية لمرحلة جديدة من تصعيد عمليات إسناد الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة، وإطلاق “معادلة جديدة ستستمر وتتثبت بإذن الله وتأييده”، موهًا بجبهة الإسناد اللبنانية التي يضغط فيها حزب الله بشكل مستمر باستهداف مواقع وقواعد العدو والمستوطنات الصهيونية والتي ساهمت في التخفيف عن الشعب الفلسطيني.
جاء ذلك في كلمة متلفزة له اليوم الأحد 21/07/2024، تناول فيها العدوان الصهيوني على اليمن، حيث أوضح أن العدوّ “الإسرائيلي” شنّ عدوانًا مباشرًا على خزانات شركة النفط وخزانات مؤسسة الكهرباء في الحديدة، معتبرًا أن اختيار العدوّ لهذه الأهداف يأتي في سياق الاستهداف للاقتصاد اليمني بهدف الإضرار بشعبه ومعيشته، كما فعل الأميركي قبله بشن الحرب اقتصادية والعسكرية على الشعب اليمني وحرك أيضًا أدواته وعملاءه لزيادة مستوى الحصار.
وقال: “إن العدوّ “الإسرائيلي” استهداف المازوت والديزل الذي يجلبه التجار لبيعه للمواطنين هو من أجل الاستعراض مع مشاهد النيران المشتعلة فالعدو “الإسرائيلي” يريد أن يصور لجمهوره الغاضب والخائف من مشاهد النيران أنه حقق إنجازا كبيرًا ووجه ضربة موجعة لليمن”.
ورأى السيد الحوثي أن استراتيجية العدوّ الصهيوني من بعد عملية طوفان الأقصى أن يلقي بكلّ ثقله وإمكاناته العسكرية ضدّ الشعب الفلسطيني ومجاهديه في غزّة، فيما يتكفل الأميركي بمواجهة أي مخاطر تهدّد العدوّ أو تحرك جبهات لإسناد الشعب الفلسطيني من أي بلد عربي ومسلم، وسخّر إمكاناته الضخمة لحماية كيان العدوّ وجلب حاملة الطائرات والبوارج الحربية لتمكينه من التفرد بغزّة.
وأكد “أن أول ما أثر على الاستراتيجية الصهيونية هو جبهة الإسناد في لبنان التي ضغط فيها حزب الله بشكل مستمر فجبهة حزب الله ساخنة ومؤثرة، في استهداف المواقع والقواعد والمغتصبات الصهيونية وساهمت في التخفيف عن الشعب الفلسطيني”.
وأوضح أن جبهة الإسناد اليمنية فاعلة ومؤثرة على العدوّ الصهيوني وقال: “عندما بدأت عملياتنا البحرية لمنع الحركة الملاحية للعدو كانت فاعلة ومؤثرة وقوية منذ السيطرة على سفينة “إسرائيلية” وتوالت العمليات اليمنية الفاعلة على العدوّ بشكل واضح وكبدته خسائر كبيرة وصولًا إلى إعلانه الرسمي إفلاس ميناء أم الرشراش”.
وأشار إلى أن عمليات الإسناد من اليمن، التي تلاهاه المسار المشترك مع المقاومة العراقية “مثلت إسنادًا مهمًا للشعب الفلسطيني ومؤثرًا في المعركة”.
التصعيد وتدشين المرحلة الخامسة
وأكد أن العدوان الأميركي البريطاني على اليمن منذ أول يوم له لم يتمكّن من إيقاف عمليات بلدنا ولا الحد منها ولا إضعافها وقد اعترف العدوّ بتطوير قدراتنا وبالتكتيكات والتقنيات والوسائل الجديدة التي أثرت بشكل كبير وعجز العدوّ عن إيقافها
وأوضح أنه “مع استمرار الإبادة الجماعية في غزّة والتجويع بالحصار فقد اتجه بلدنا إلى التصعيد، وتوسيع نطاق العمليات إلى المحيط الهندي والبحر الأبيض المتوسط ومسارنا العملياتي منذ بدايته كان يتّجه إلى مراحل في كلّ مرحلة، إضافة نطاق عملياتي جديد وأسلحة طُورت لأداء المهام القتالية، لافتا إلى أن العدوّ “الإسرائيلي” مع الوصول إلى الشهر العاشر، يحتاج إلى المزيد من الضغط والردع من أجل إجباره على إيقاف عدوانه”.
وقال السيد الحوثي: “اتجهنا في المرحلة الخامسة من خلال عملية يافا المباركة إلى استخدام سلاح جديد وطائرة “يافا” هي مسيرة متطورة ذات قدرة واضحة على المستوى التكتيكي والتقني، وذات مدى بعيد وقوة تدميرية جيدة تفوق أي طائرة أخرى، وأضاف: “الله سبحانه وتعالى منّ علينا بالتسديد، والعملية نجحت ووصلت الطائرة إلى مدينة يافا.. وتركنا للأخوة في المقاومة الفلسطينية اختيار الاسم للطائرة التي استهدفت عمق العدوّ الإداري وأطلقوا عليها اسم “يافا”.
معادلة جديدة
وأكد السيد أن وصول الطائرة “يافا” إلى مركز إداري أساسي لكيان العدوّ كان مزعجًا له ويعتبر معادلة جديدة ومرحلة جديدة، وقال: “نعلن أن استهداف يافا بداية للمرحلة الخامسة من التصعيد ونعتبرها معادلة جديدة ستستمر وتتثبت بإذن الله وتأييده”.
وأكد أن “الاختراق كان مؤثرًا على العدوّ “الإسرائيلي” ووصل الخطر والقلق والتهديد إلى عمق الكيان”، لافتا إلى أن التهديد لم يكن متوقعًا ولا مألوفًا في الواقع “الإسرائيلي” من خارج فلسطين، موضحًا أن مقاومة غزّة وجهت الكثير من الرشقات الصاروخية إلى يافا لكن من خارج فلسطين فعملية اليمن سابقة لمثل هذه العمليات.
ولفت إلى أن “عملية يافا شكلت ضربة معنوية كبيرة للعدو، وحالة الهلع والقلق عمّت أوساط كيان العدوّ في المدينة والحي المستهدف والقنصلية الأميركية، مضيفًا أن حجم الضربة وتأثيرها وصداها كان واضحًا ويفوق أي محاولات للتقليل من أهميتها وشأنها”.
وشدّد على أن طائرة “يافا” هي تصنيع يمني وأطلقتها قوة يمنية، وليست كما يسميها البعض بأنها صنعت في بلدان أخرى، أو أُطلقت من بلدان أخرى، لافتًا إلى أن البعض لا يطيق الاعتراف بدور اليمن وفاعليته، وقدرة الشعب اليمني وتأثير جيشه وقواته المسلحة لأسباب مرضية.
الكيان الصهيوني يفقد أمنه
وأوضح السيد الحوثي أن “المركز الأساس الذي يعتمد عليه العدوّ بمستوى عاصمة تحول إلى منطقة خوف وقلق، والأمن مفقود حتّى في “تل أبيب” ووصل الخطر والتهديد سيستمر بإذن الله في “تل أبيب” والمعادلة الجديدة تدل بكلّ وضوح على فشل تام لكل حماة العدوّ “الإسرائيلي” وعملائه، مؤكدًا أن الأميركي والبريطاني وحلفاء الأميركي من الأوروبيين وعملائهم العرب فشلوا في منع وصول التهديد إلى كيان العدو”.
ولفت إلى أن العدوّ “الإسرائيلي” وجد نفسه في مأزق حقيقي ومشكلة خطيرة، وأمام معادلة جديدة ذات تأثير كبير عليه، مؤكدًا أن استمرار العدوان على غزّة وإبادته الجماعية للشعب الفلسطيني ترتد عليه بمخاطر إضافية ومشاكل غير مسبوقة.
تآكل الردع الصهيوني
ورأى السيد الحوثي أن العدوان الصهيوني على اليمن لا ينطلق من “واقع مريح للعدو”، وأكد أن قوة الردع الصهيونية تآكلت وفشلت كلّ التشكيلات التي كان الأميركي يحيط الكيان بها لحمايته، مشددًا على أن “العدوان على اليمن لن يفيد العدوّ شيئًا أو يوفر له الردع ولن يمنعنا من الاستمرار في المرحلة الخامسة من التصعيد لمساندة غزّة”.
وقال: “لو كانت الغارات والاعتداءات واستهداف المنشآت المدنية في بلدنا تؤثر على شعبنا العزيز لكانت أثرت عليه غارات عملاء أميركا على مدى 8 سنوات مستمرة فالغارات على بلدنا نُفذت بقنابل أميركية كما هو الحال في فلسطين لاستهداف منشآت مدنية ومدنيين”، مؤكدًا أن “استهداف بلدنا من السعودي بإشراف أميركي وإسهام أميركي لم يتوقف، وشعبنا لم يغير خياره ولا قراره ولا تمسكه بالقضية الفلسطينية”.
وأكد السيد الحوثي أن الشعب اليمني “لن يتأثر أبدًا، ولن يتراجع عن موقفه وقراره وخياره وقد رفع راية الجهاد لمناصرة الشعب الفلسطيني”، معتبرًا أن “العدوّ “الإسرائيلي” لن يمتلك الردع، ولن يستعيده تجاه عمليات الإسناد من جانب بلدنا والنتائج ستكون المزيد من التصعيد والاستهداف”.
وأعلن أن تطوير الإمكانات والقدرات والتكيف مع مستوى التحدّي سيستمر مثلما كان الحال مع بدء العدوان الأميركي البريطاني على اليمن.
وأكد أن قدرات قواتنا المسلحة تطوّرت أكثر فأكثر وعملياتنا تزداد قوة وفاعلية والنتيجة كانت تورط الأميركي والبريطاني دون تحقيق هدفهما المعلن، مضيفًا أن العدوان “الإسرائيلي” على اليمن “سيساهم في تصعيد عملياتنا ضدّه أكبر وفي تطوير قدراتنا كذلك والعدو سيخسر ويجر على نفسه المزيد من المخاطر”.
وقال: “على “الإسرائيليين” المغتصبين لفلسطين أن يخافوا ويقلقوا أكثر من أي وقت مضى وأن يدركوا أن قادتهم الحمقى يجرون عليهم المخاطر أكثر وأكثر”.
مستبشرون بالمواجهة المباشرة مع العدوّ “الإسرائيلي”
وأعلن السيد الحوثي “أننا سعداء جدًّا بالمعركة المباشرة بيننا وبين العدوّ “الإسرائيلي” وكذلك الأميركي لأن سياستهما كانت مقاتلتنا عبر العملاء، فالأميركي و”الإسرائيلي” كانوا يقومون بدور الإشراف والتوجيه وتقديم العمليات وجني المال والأرباح مقابل مواقفهم العدوانية والإجرامية، فأن تكون المعركة مباشرة مع الأميركي و”الإسرائيلي” هو فشل كبير جدًّا للعملاء ويتضح في بياناتهم مدى حمقهم وغضبهم”.
ولفت السيد إلى “أن البعض عبر في بياناته عن إصراره على الاستمرار في القتال ضدّ الشعب اليمني ليظهر مدى المرارة والشعور بالفشل، مؤكدًا أن العملاء مفضوحين في هذه المرحلة أكثر من أي وقت مضى بمواقف الانحياز لـ”الإسرائيلي” والتعبير عن العداء الشديد لشعبنا”، مؤكدًا أن من أهم فوائد الأحداث ونتائجها هي التجليات التي تفرز وتكشف الناس على حقيقتهم.
وقال: “نحن نخوض معركة مقدسة وليست عبثية ومن يشكك في موقفنا فليقف بمثل ذلك أو بأكثر..، وإن ترديد منطق العدوّ “الإسرائيلي” في توصيف موقف شعبنا العزيز يكشف مدى العمالة والخيانة والتبعية لهذا العدو”.
وشدد على “أن الحديث عن أي موقف مساند للشعب الفلسطيني بأنه من أجل إيران هو منطق “الإسرائيلي”، ومن يقول ذلك فهو عميل لـ”الإسرائيلي” ويسيء للشعب الفلسطيني”، موضحًا أن قضية الشعب الفلسطيني واقعية وصداها ملأ كلّ أرجاء الأرض ولا يمكن لأحد تحول إلى ببغاء للعدو أن يغطي على هذه الحقيقة.
تعاون وثيق مع بقية جبهات الإسناد
وكشف السيد الحوثي “أن التعاون بيننا وبين بقية جبهات الإسناد وثيق وقوي وهناك تنسيق يتطور أكثر فأكثر، وله ثمرته وأهميته في إفشال العدوّ الضغط عليه وهذا المحور هو محور الأقصى والقدس، ويتمحور حول مظلومية الشعب الفلسطيني والمقدسات”، موضحًا “أن جبهة محور الأقصى هي لنصرة الشعب الفلسطيني ومساندته وهو الموقف الصحيح الذي ينبغي أن تكون عليه كلّ الأمة”.
ولفت إلى أن الأميركي و”الإسرائيلي” يحاولان صرف العرب والمسلمين عن الاهتمام بالقضية الفلسطينية وإغراق الجميع في مشاكل وصراعات أخرى، ولكن بفضل الله ورغم كلّ المؤامرات أصبح هناك جبهة حاضرة وقوية لمناصرة الشعب الفلسطيني بالقتال والمال والإعلام وبكل شيء والتنسيق مع محور الجهاد مفيد في خدمة القضية الفلسطينية، وفي تعزيز الموقف العام ضدّ العدوّ “الإسرائيلي”.
وتوجه السيد الحوثي بـ”الشكر والتقدير للمواقف المشرفة التي صدرت من عدة جهات رسمية وشعبية في العالم العربي والإسلامي”، موضحًا أن موقف مفتي سلطنة عمان، المتضامن مع اليمن مميز، ويمثل نموذجًا يمكن للآخرين الاستفادة منه لا سيما في أوساط العلماء، مؤكدًا أن الموقف الصحيح والطبيعي لكل أبناء الأمة في إدانة العدوان “الإسرائيلي” والوقوف الصادق مع غزّة ومساندة أي موقف مساند لها، موضحًا أن أي موقف مساند لغزّة هو موقف مشرف ينبغي أن يحظى بالتقدير والمساندة لأنه يستهدف أعداء هذه الأمة.
بشائر كبيرة للنصر
وأكد السيد الحوثي أن الشعب اليمني “سعيد بأنه في مواجهة مباشرة ضدّ العدوّ “الإسرائيلي” وهو شعب ثابت وشجاع”، وقال: “إننا في هذه المعركة أقوى من أي مرحلة مضت والقدرات تتطور باستمرار لمواجهة التحديات بأي مستوى كانت والعدو “الإسرائيلي” هو الفاشل والخاسر ولن يستعيد الردع أبدًا وعملياتنا مستمرة بما يرضي الله وشعبنا ويدخل الفرح إلى قلوب الشعب الفلسطيني المظلوم”.
ودعا السيد الحوثي أبناء الأمة الإسلامية “أن يدركوا أن هذه المرحلة مهمّة جدًّا والمواجهة ساخنة مع العدوّ “الإسرائيلي”، وفيها بشائر كبيرة للنصر والفتح الموعود ومؤشرات واضحة على أن العدوّ “الإسرائيلي” يتّجه نحو الانهيار والزوال والتراجع ونحو تآكل الردع وحالة الهجرة المعاكسة”.