السيد الحوثي يشيد بالصمود الفلسطيني ويؤكد تصاعد العمليات المشتركة لمساندة غزّة
أكد قائد حركة أنصار الله في اليمن السيد عبد الملك الحوثي أن العدوّ الصهيوني يستمر في عدوانه الهمجي الوحشي وحرب الإبادة في غزّة للأسبوع الثاني والأربعين.
وأشار إلى أن من أبرز جرائم العدوّ هذا الأسبوع هو العدوان المتكرّر على الأحياء الشرقية لخان يونس بعد العودة البسيطة لمظاهر الحياة.
حجم الإجرام في غزّة فظيع جدً ا
وأضاف أن “العدوّ في اعتداءاته يركز على مراكز إيواء النازحين والمناطق التي يعلنها مناطق آمنة بعد نزوح الناس إليها، مما يزيد من معاناة المدنيين العزل”. وأكد أن حجم الإجرام في غزّة فظيع جدًا، وشدد على أن الشهادات والمشاهد التي ينقلها الأطباء والفيديوهات التي تخرج من غزّة تدل على ذلك، بما في ذلك شهادات أطباء من البلدان الغربية.
وخلال كلمته الأسبوعية المتلفزة حول آخر التطورات والمستجدات المحلية والإقليمية الخميس 25/7/2024، استشهد السيد الحوثي بكلام لطبيب أميركي كان يعمل في غزّة، أكد فيه أن الحرب تستهدف الأطفال بشكل كبير، حيث يجعل العدوّ “الإسرائيلي” من الأطفال أهدافًا متعمّدة بالقصف والقناصة وكلّ وسائل القتل. وأفاد الطبيب الأميركي بأن ما شاهده من كوارث طيلة 30 عامًا لا يعادل الدمار الذي شاهده ضدّ المدنيين في غزّة خلال أسبوع واحد. كما قدّم أطباء آخرون شهادات تؤكد تعمّد جيش العدوّ قنص الأطفال في غزّة بأكثر من طلقة وفي مناطق قاتلة.
وشدد السيد الحوثي على أن “ما يفعله كيان العدوّ هو إجرام وطغيان وهمجية ووحشية، وأن كلّ الأوصاف المعبّرة عن السوء والجريمة تنطبق على جريمة الإبادة في غزّة”. وأشار إلى أن “كلّ المنتسبين إلى كيان العدوّ “الإسرائيلي” تجرّدوا من أي ذرة من المشاعر الإنسانية”. ولفت إلى أن “الأمم المتحدة أكدت أن 96% من الفلسطينيين يعانون من انعدام الأمن الغذائي”.
وأكد السيد الحوثي أن “العدوّ يواصل اعتداءاته وهجماته على المدن والبلدات والقرى”، وأشار إلى التصعيد الملحوظ في طولكرم، وأضاف أن “العدوّ كثف من اقتحامات الأقصى والتدنيس لباحاته، وتقدم المقتحمين بعض القادة الصهاينة للتباهي بجرائمهم”.
المجاهدون في غزّة يستهدفون آليات العدوّ بشكل فعال ومتزايد
وأشاد قائد حركة أنصار الله بالصمود الفلسطيني العظيم رغم حجم التدمير والاستهداف المستمر في غزّة، حيث تقاتل الفصائل ببسالة وثبات، وتمكّن المجاهدون في غزّة من استهداف آليات العدوّ بشكل فعال ومتزايد، فتم تدمير 500 دبابة “إسرائيلية” وعدد كبير من الآليات الأخرى. وأشار إلى أن العدوّ في إحصائية رسمية أعلن عن إصابة 9250 “إسرائيليًا”، ولفت إلى أن العدد الواقعي قد يكون أكبر.
واعتبر السيد الحوثي أن توقيع الفصائل الفلسطينية لاتفاق في الصين مهم جدًا لتعزيز حالة التعاون ومواجهة العدو، وقال “هذه خطوة متقدمة لإنهاء الانقسامات”.
مسار العمليات اليمنية المشتركة مع المقاومة العراق ية سيشهد تطوّرًا مهمًا
كما تحدّث عن عمليات حزب الله المكثفة هذا ا لأسبوع في شمال فلسطين والجولان، والتي استهدفت مغتصبات جديدة لتوسيع دائرة العمليات، وقال: “نشر حزب الله تسجيلًا جديدًا يظهر استطلاع طائرة “هدهد” على قاعدة “رامات الجوية” دون تمكّن العدوّ من اكتشاف الطائرة أو استهدافها، مما يبرز عجزًا وضعفًا كبيرًا للعدو”.
وأشار إلى أن المقاومة الإسلامية في العراق أعلنت عن تنفيذ عدة عمليات في حيفا وأم الرشراش (إيلات) بصاروخ الأرقب الجديد والمتطور، وأكد أن مسار العمليات اليمنية المشتركة مع المقاومة العراقية سيشهد تطوّرًا مهمًا في المرحلة القادمة.
عملية يافا ص دمت العدوّ لأهمية الهدف المستهدف
وأضاف السيد الحوثي “في جبهة الإسناد من اليمن، تم تدشين المرحلة الخامسة من التصعيد بعملية يافا إلى يافا المحتلة نهاية الأسبوع الماضي”، وأكد أن “عملية يافا صدمت العدوّ لأهمية الهدف المستهدف وهو “تل أبيب” مركز القرار، وأن الطائرة قطعت مسافة أكثر من 2200 كم مخترقة كلّ الأسوار والأطواق التي يحتمي بها العدو، مما يظهر عجزًا واضحًا للعدو في حماية منشآته الحيوية”.
وتابع إن “عملية يافا كانت لاستهداف هدف محدّد ومقصود، وتمت إصابته بدقة، مما أرعب “الإسرائيليين” والأميركيين”، وأشار إلى أن الإعلام الصهيوني اعترف بأهمية عملية يافا، معتبرًا إياها “مرحلة جديدة في الحرب، تجعلها صراعًا إقليميًا متعدد الجبهات”. وأكد أن الشعب اليمني وقواته مصممون على إسناد غزّة ومواصلة الكفاح ضدّ الاحتلال “الإسرائيلي”.
وبيّن السيد الحوثي أن “نجاح اليمن في إطلاق الطائرة المسيّرة المتفجرة إلى وسط “تل أبيب” اعتبره إعلام العدوّ فشلًا مدويًا لنظام الدفاع الجوي ونهاية عصر “السماء النظيفة””. وأوضح أن الصهاينة يعرفون بالتجربة تصميم الجيش اليمني وثباته، ولذلك يعتبرونه “عدوًا غريبًا لا تنطبق عليه قواعد الردع المعتادة”.
وأشار السيد الحوثي إلى أن ردود فعل العدوّ “الإسرائيلي” على عملية يافا أكدت شعوره بفقدان الأمن في كلّ المدن المحتلة. وأوضح أن “الشعب اليمني لا يزال في تطوير مستمر بالاستعانة بالله سبحانه وتعالى لتكون القدرات أكثر فاعلية، وأكثر تدميرًا وضررًا وتنكيلًا بالعدو”.
العدوان “الإسرائيلي” على الحديدة لن يحقق الردع لمنع العمليات
وأكد السيد الحوثي أن العدوان “الإسرائيلي” على الحديدة لن يحقق الردع لمنع العمليات المساندة لغزّة، و”هذا ما يقر به الصهاينة أنفسهم”. وأوضح أنّ “الهدف من الاعتداء على الحديدة كان استعراضيًا وفي سياق الاستهداف الاقتصادي لشعبنا ومحاولة لردع بلدنا عن مناصرة وإسناد فلسطين”. وأضاف “اعترف العدوّ بأن اليمن يصنع أسلحة متقدمة لضرب “إسرائيل”، وكذلك اعترف بتأثير العملية على وضعهم الاقتصادي، وتراجع البورصة نتيجة لذلك”.
الرد آتٍ لا بد منه ع لى العدوان على الحديدة
وأضاف: “الرد آتٍ لا بد منه على ما قام به العدوّ “الإسرائيلي” من عدوان على الحديدة، وإن العمليات المساندة متواصلة في المرحلة الخامسة”. وأكد أن “اليمن لن يتردّد في إسناد الشعب الفلسطيني المظلوم المعتدى عليه ضدّ العدوّ “الإسرائيلي” حتّى يوقف إبادته الجماعية في غزّة ويوقف حصاره”.
وأشار إلى أن “التضامن كان كبيرًا مع اليمن بعد العدوان “الإسرائيلي”، من إيران وحزب الله وفصائل المقاومة في فلسطين والعراق وسورية”. وأضاف “ومن خارج المحور، كان هناك تضامن على المستوى الرسمي وبعض الأنظمة العربية والإسلامية التي عبّرت عن تضامنها وإدانتها الصريحة”.
ولفت إلى أن إعلام العدوّ يعترف أن “الحرب في غزّة هي المحرك الرئيسي لجبهات الإسناد لمناصرة الشعب الفلسطيني”، معتبرًا أنه “من الجيد أن تكون نظرة العدوّ إلى الشعب اليمني وقواته بوصفهم “عدواً خطيراً للغاية ومجهزاً بأسلحة حديثة”، مما يدل على فاعلية ما يقوم به اليمنيون”.
وأكد الحوثي أن “نتنياهو هو من أبشع المجرمين وأكبرهم في هذا العصر، ويداه ملطخة بدماء الأطفال والنساء”. وأوضح أنه “كان من الملفت حجم الاحتفاء بنتنياهو داخل الكونغرس وهو يلقي خطابه، وهو احتفاء لم يحظ به حتّى الرئيس الأميركي، مما يعكس الاحتفاء بالإجرام والطغيان والإبادة الجماعية”.
كذلك أشار السيد الحوثي إلى أن “خطاب نتنياهو كان مشحونًا بالأكاذيب ومتنكرًا للحقائق الكبرى المعلومة قطعًا والتي ملأت سمع الدنيا وبصرها”. وأكد أن “نتنياهو أنكر القتل للمدنيين رغم المشاهد والحقائق الواضحة في قطاع غزّة، وعمد إلى التزييف والافتراء”.