عاموس يدلن عن خطاب نتنياهو: لا يمنع تصعيدًا متعدّد الساحات
رأى الرئيس السابق لشعبة الإستخبارات “الاسرائيلية” اللواء احتياط عاموس يدلن تعليقًا على خطاب رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو في الكونغرس الأميركي أن الفصاحة الكاملة أظهرت ما لم يكن موجودًا في الخطاب، وقال إن “نتنياهو ليس وزير الإعلام ولا وزير الخارجية، هو رئيس حكومة سقطت “إسرائيل” في نوبة حراسته في الحفرة الإستراتيجية الأعمق في تاريخها، والكلمات ليست كافية لإخراجها من هناك، بل مطلوب أيضًا قرارات عملية من الضروري المضيّ بها”.
وفي مقالة نشرها على موقع القناة 12 “الاسرائيلية” ضمّنها قراءة مفصّلة للخطاب، عدّد يدلن مجالات رئيسية أظهرت الفارق بين أقوال نتنياهو وأفعاله، فكتب: “بالنسبة لشعارات “سنعيد الجميع”، تفادى نتنياهو التطرّق الى صفقة الأسرى الموجودة على جدول الأعمال والإعراب عن استعداد حقيقي للمضيّ بها. وخلافًا لموقف كل رؤساء المؤسسة الأمنية، يعقّد القدرة على التوصل الى اتفاق حيال الصفقة. وذلك، بواسطة وضع شروط جديدة لم تكن موجودة في الصفقة الأصلية، تلك التي صادق عليها الكابينت برئاسته وتمّ تبنيها من قبل إدارة بايدن ومجلس الأمن”.
وتابع “تطرّق نتنياهو إلى مسألة التصعيد في الشمال بشكل موجز، ولم يقدّم أيّة خطة أو إستراتيجية عملية لعودة سكان الشمال الى منازلهم. استراتيجية كهذه تمرّ عبر صفقة أسرى وهدنة من الحرب في غزّة، تتيحان للجيش “الإسرائيلي” التحقيق، الانتعاش والاستعداد للمعركة الرئيسية ضد حزب الله. وذلك، في حال فشلت المساعي الدبلوماسية في التوصل الى تسوية سياسية تعيد الحياة في الشمال الى حالة الروتين”.
وبحسب يدلن، تفادى نتنياهو أن “يذكر في خطابه أنّ البرنامج النووي الإيراني هو الآن في أكثر وضع متقدم في تاريخه، وبشكل مفاجئ لم يدعُ العالم الى إيقافه”.
وعلى خلفية تبادل الضربات مع القوات المسلحة اليمنية، هدّد نتنياهو، يكمل يدلن، بأنّ كل “أعدائنا سيدفعون ثمنًا باهظًا في حال قاموا بمهاجمتنا، لكنه لم يقدّم طريقة لمنع عملية ترابط الساحات وأعدائنا الذين يعملون ضدنا”.
وفي موضوع التطبيع، لاحظ يدلن أن “نتنياهو أطلق شعارات لكنه نسي أن يقول ما هو المطلوب بغية أن يحصّل التطبيع، أي الموافقة على السعي الى أفق سياسي مستقبلي لفضّ النزاع مع الفلسطينيين”.
وختم يدلين “يبدو أنّ نتنياهو لا يوجّه البوصلة “الأخلاقية”، ولا البوصلة الإستراتيجية التي يمكن أن تقود “إسرائيل” الى التطبيع، ويمنع تصعيد متعدّد الساحات والمضيّ بإعادة انتظام إقليمي ودولي إزاء إيران التي تزحف باتجاه قنبلة نووية. من سوء الحظ، واضح جدًا أنّ البوصلة الوحيدة التي توجّه تصرفاته هي البوصلة السياسية لبقائه الشخصي”.