أخبار محلية

ميقاتي: نؤكّد حقنا في الدفاع عن أرضنا بكلّ الوسائل المتاحة

أكّد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، الجمعة 2 آب/أغسطس 2024، “أننا في مواجهة التصعيد “الإسرائيلي” الممنهج والخطير الذي شهدنا فصولًا دامية منه خلال الساعات القليلة الماضية، لا يسعنا سوى تأكيد حقنا في الدفاع عن أرضنا وسيادتنا وكرامتنا بكل الوسائل المتاحة، ولا تردد في هذا الخيار مهما غلت التضحيات”.

كلام ميقاتي جاء في كلمة لمناسبة عيد الجيش من مقر قيادة الجيش في اليرزة، حيث قال: “في الوقت الذي نلتقي فيه اليوم، لا يزال أهلنا في الجنوب والبقاع وبالامس في الضاحية الجنوبية لبيروت، يواجهون اعتداءات “إسرائيلية” أوقعت مئات الشهداء والجرحى مواطنين وعسكريين ومقاومين، وهجرت عائلات خسرت منازلها وأحرقت ممتلكاتها، ولا شيء يدل على ان الغطرسة “الإسرائيلية” ستقف عند حد”.

وأضاف “أبلغنا الدول الشقيقة والصديقة أننا دعاة سلام ولسنا دعاة حرب، لأننا نسعى إلى استقرار دائم من خلال استرجاع الأجزاء المحتلة من جنوبنا الغالي، والتزام العدو “الإسرائيلي” تطبيق قرار مجلس الامن الدولي الرقم 1701 بكل بنوده، ولن تنفع كل الاعتداءات “الإسرائيلية” في ثنينا عن ذلك. لقد رحبنا، وما زلنا نرحب، بأي مبادرة تحقق ما نريده من استعادة لما تبقى من أرضنا المحتلة، وتعزيز انتشار الجيش عليها بالتعاون مع القوات الدولية، لمنع أي انتهاك لحدودنا المعترف بها دوليا، كي ينعم أهلنا في الجنوب بالاستقرار والأمان، ولا سيما أنهم قدموا التضحيات من اجل تحرير الأرض. كذلك، فإن استثمار ثرواتنا في مياهنا، حق لا جدال فيه ولا مساومة عليه”.

وأشار ميقاتي في كلام وجهه لقائد الجيش العماد جوزاف عون والضباط، إلى أنّه “للسنة الثانية على التوالي، يغيب الاحتفال التقليدي في الأول من آب، ويفتقد الملعب الأخضر في ثكنة شكري غانم في الفياضية، رئيس البلاد محاطًا بأركان الدولة، وهو يسلم السيوف للضباط المتخرجين الذين تصدح أصواتهم وهم يقسمون يمين الذود عن الوطن. إن هذا الشغور الرئاسي لا ينغص وحده فرحة هذه المناسبة الوطنية، بل كذلك الظروف الأمنية التي يعيشها لبنان، من جنوبه إلى بقاعه، وصولًا بالأمس إلى الضاحية الجنوبية للعاصمة، وذلك نتيجة العدوان “الإسرائيلي” المستمر على سيادة لبنان وسلامة أراضيه، فضلًا عن الضائقة الاقتصادية والاجتماعية التي يعانيها اللبنانيون عمومًا، والعسكريون خصوصًا. تضاف إلى كل ذلك، تطورات اقليمية مقلقة تنذر بارتفاع منسوب الخطر واتساعه من منطقة إلى أخرى”.

وأوضح أنّه “رغم كل ذلك، أردت أن أكون معكم اليوم، ليس لاهنئكم بالعيد وأحيي تضحياتكم وبسالتكم فحسب، بل لاؤكد لكم، ومن خلالكم لجميع اللبنانيين، أن الرهان عليكم، ضباطًا ورتباء وأفرادًا، يبقى الضمانة الأكيدة لوحدة لبنان، أرضًا وشعبًا ومؤسسات، ما يجعل الالتفاف حول مؤسستكم واجبًا وطنيًا جامعًا تسقط أمامه كل الرهانات والمصالح، سياسية كانت أم شخصية، لأن الشهادات التي قدمتموها على مذبح الوطن، لم تكن يومًا إلا في سبيل رفعته وسيادته وسلامته”.

وقال ميقاتي: “العماد قائد الجيش، أيها الضباط، إذا كانت مساهمتكم في النهوض بلبنان من جديد كبيرة واساسية، إلا أنها تحتاج إلى مواكبة مباشرة وفاعلة من المؤسسات الدستورية. من هنا أجدد التأكيد، اليوم بالذات، على ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية، داعيًا النواب إلى تحمل مسؤولياتهم وتجاوز التباينات في مواقفهم، والتشاور في ما بينهم من خلال حوار صادق وصريح ومتكافىء، يؤدي حتمًا إلى اختيار من يرونه مناسبًا لقيادة مسيرة إعادة الحياة إلى الوطن، فالرئيس هو رمز وحدته والساهر على احترام دستوره والمحافظة على استقلاله”.

ولفت إلى أنّه من الصحيح أنّ “الحكومة التي أرأسها عملت ولا تزال تعمل استنادًا إلى الصلاحيات التي منحها إياها الدستور، لإيجاد حلول آنية للمشاكل المطروحة، بالتعاون مع مجلس النواب، رئيسًا وأعضاء، إلا أنّ الحاجة ملحة إلى إصلاحات جذرية وإلى حلول مستدامة لا يمكن أن تتوافر إلا مع رئيس للدولة يسهر على حماية النظام الذي ارتضاه اللبنانيون والقائم على مبدأ الفصل بين السلطات وتوازنها وتعاونها، والمرتكز إلى ثوابت حددتها وثيقة الوفاق الوطني اللبناني التي أُقرّت في اتفاق الطائف”.

وختم رئيس حكومة تصريف الأعمال بالقول: “العماد قائد الجيش، أيها الضباط، عيد الجيش ليس عيدكم وحدكم، بل هو عيد جميع اللبنانيين الذين يرون فيكم الأمل والمرتجى. استمروا في تحمل الصعاب على تنوعها، والتزموا بالقوانين، وتجاوزوا كل ما يسيء اليكم، وضعوا نصب اعينكم شعاركم المثلث: شرف تضحية وفاء، وجسدوه بالفعل لا بالقول فقط، والسلطة السياسية ملتزمة تأمين حقوقكم كاملة لتطمئنوا مع عائلاتكم إلى حاضركم ومستقبلكم. وفي هذه المناسبة، أحيي العماد قائد الجيش ورعايته الأبوية لشؤون المؤسسة العسكرية ومطالبها واندفاعه في حمايتها والذود عن كرامة عسكرييها. عشتم، عاش الجيش، عاش لبنان”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى