نصر الله عن عملية “يوم الأربعين”: إذا كانت نتيجة الرد مرضيةً فسنكتفي وإلا سنحتفظ بحق الرد
أطلق الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله على عملية رد المقاومة الإسلامية على العدوان الذي استهدف الضاحية الجنوبية لبيروت واغتيال القائد الجهادي الكبير الشهيد السيد فؤاد شكر ” السيد محسن” تسمية عملية “يوم الأربعين” تمنًا بذكرى أربعين الإمام الحسين (ع) التي تزامنت مع هذه العملية.
جاء ذلك في كلمة ألقاها سماحته بمناسبة ذكرى أربعين الإمام الحسين بن علي (ع) تناول فيها التطورات الأخيرة لا سيما رد المقاومة على جريمة اغتيال الشهيد “السيد محسن”، استهلها بتوجيه الشكر للحكومة العراقية والشعب العراقي المضياف على ما يُوفّر ويُنفق في سبيل خدمة الزوار.
وأوضح سماحته أن اليوم ذكرى أربعينية الإمام الحسين (ع) في الـ20 من صفر وهو رمز التضحية والإيثار ورفض الظلم والخضوع وعنوان الثورة إلى يوم القيامة، لافتًا إلى حضور فلسطين والقدس على طريق الأربعينية “ما يدل على حضور الحدث الكربلائي في قضية فلسطين”.
وتوجه السيد نصر الله إلى الشعب اللبناني العزيز وإلى كل أركان الدولة اللبنانية بالتعزية برحيل رئيس الحكومة سليم الحص الذي كان رمزًا للمقاومة والنزاهة والوطنية.
كما توجه إلى جمهور المقاومة وبيئتها على صبرهم وصمودهم مؤكدًا أن لذلك أثره في الدنيا والآخرة إن شاء الله، كذلك توجه إلى الإخوة المجاهدين في المقاومة الإسلامية “الثابتين والراسخين في الأرض رسوخ الجبال بالشكر على صبرهم وصمودهم وثباتهم وإخلاصهم”.
وأشار إلى أن العدو ذهب إلى هذه المرحلة من التصعيد مع لبنان باستهداف الضاحية الجنوبية في بيروت واستشهاد مدنيين والقائد الجهادي الكبير السيد فؤاد شكر” لافتًا إلى أن المقاومة أعلنت في حينه عزمها الرد على هذا العدوان لتثبيت المعادلات.
وقال السيد نصر الله: “كنا مستعدين للرد منذ اليوم الأول لشهادة السيد محسن ولكن كما قلنا سابقًا إن الرد هو جزء من العقاب وكنا نحتاج بعض الوقت لدراسة ما إذا كان المحور سيرد كله أو كل جبهة لوحدها وتريثنا لإعطاء الفرصة للمفاوضات لأن هدفنا هو وقف العدوان على غزة”.
أضاف: “من الواضح أن المفاوضات طويلة ونتنياهو بدأ بفرض شروط جديدة على المقاومة في غزة… وضعنا ضوابط للرد منها ألا يكون الرد “مدنيًا” علمًا أن لدينا الحق بضرب “المدنيين” وألا يكون “بنى تحتية” بل أن يكون الهدف عسكريًا على صلة بعملة الاغتيال إما قاعدة استخبارات وسلاح الجو وأن يكون الهدف قريبًا جدًا من “تل أبيب””.
وتابع سماحته: وجدنا مجموعة من الأهداف وفق مواصفاتنا قرب “تل أبيب” وحددنا قاعدة “غليلوت” وهي قاعدة مركزية للاستخبارات “الإسرائيلية” وفيها الوحدة 8200″. موضحًا أن هذه القاعدة تبعد عن حدود لبنان 110 كلم وعن حدود “تل أبيب” فقط 1500 متر ما يعني أنها من ضواحي “تل أبيب”.
وقال: “وضعنا قاعدة “عين شيما” ضمن دائرة الاستهداف وهي تبعد 75 كلم عن لبنان وعن “تل أبيب” 40 كلم، كما استهدفنا المواقع والثكنات لاستنزاف القبة الحديدة والصواريخ الاعتراضية ما يتيح أمام المسيّرات أن تعبر باتجاه هدفها”.
أضاف: “تقرر أن يكون استهداف المواقع والقواعد بصواريخ الكاتيوشا موزعة بالعشرات على مختلف المواقع والقرار هو إطلاق 300 صاروخ وثانيًا استهدفنا المسيّرات على أنواعها وأحجامها”.
وأوضح قائلًا: “اخترنا يوم أربعين الإمام الحسين (ع) لتنفيذ العملية صباح اليوم الأحد بعد صلاة الصبح وبعد أن يقوم المجاهدون بالتعقيبات اللازمة وعند الساعة 5:15 فجرًا بدأت العملية”.
وكشف أن المقاومة الإسلامية أطلقت في عملية اليوم وللمرة الأولى مُسيّرة من منطقة البقاع ورغم بعد المسافة إلا أنها تجاوزت الحدود الفلسطينية المحتلة. مؤكدًا أن أي منصى إطلاق للمقاومة الإسلامية لم تصب قبل العملية ولم تتعرض مرابض المسيّرات لأي أذى لا قبل العملية ولا بعدها.
وأعلن سماحته أن الهدف العسكري النوعي في العملية هو قاعدة الاستخبارات العسكرية “أمان” ووحدة “8200” في “غليلوت” والهدف الآخر هو قاعدة الدفاع الجوي في “عين شيميا”.
وأكد السيد نصر الله أنه و”بناءً على معطياتنا أنَّ عددًا معتدًا به من المُسيّرات وصلت إلى هذين الهدفين ولكن العدو يتكتم إلا أنَّ الأيام والليالي هي التي ستكشف حقيقة ما جرى هناك”.
وقال سماحته: “كل ما أردنا إطلاقه في هذه العملية هو 300 صاروخ وقد أطلقنا 340 صاروخًا والعدو لم يحبط شيئًا”، مؤكدًا أن السردية الصهيونية بشأن ما جرى مليئة بالأكاذيب وهو ما يعكس مستوى الوهن لدى هذا الكيان.
وشدد السيد نصر الله على أن “حديث العدو عن قصف صواريخ استراتيجية ودقيقة كانت معدة لاستهداف “تل أبيب” هو كذب في كذب ولكن في هذه العملية ولرؤية واضحة ودقيقة لم نُرد استخدام هذه الأسلحة”. معلنًا أن أيًا من الصواريخ الاستراتيجية والدقيقة لم تُصب بأذى.
ولفت إلى أن كثيرًا من الوديان يعتقد العدو أن فيها منصات للصواريخ الباليستية ومنشآت يمكن تدميرها، كاشفًا أن القائد الجهادي الشهيد السيد شكر كان اتخذ قرارًا قبل مدة بإخلاء هذه الوديان والمنشآت وبالتالي ما قُصف هي وديان خالية أو تمَ إخلاؤها.
وأوضح السيد نصر الله أن العدو “الإسرائيلي” قبل نصف ساعة من توقيت العملية بدأ بشن غارات جوية على قرى في الجنوب “ولم تكن لديه معلومات استخباراتية بل بسبب حركة المجاهدين لإتمام عملهم”.
وأكد سماحته أننا “أمام فشل استخباري “إسرائيلي” وفشل في العمل الاستباقي وعمليتنا أنجزت كما خططت بدقة”، وقال: “اليوم شهدنا مشهدًا يعبر عن شجاعة المقاومة عندما اتخذت هذا القرار.. المقاومة أخذت قرارًا وأقدمت فقام العدو باغلاق “تل أبيب” والمطارات وفتحوا الملاجئ لمجرد استخدامنا الكاتيوشا والمُسيّرات فكيف إذا استخدمنا أكثر من ذلك؟”
وأضاف: “هذه أول عملية كُبرى تخوضها المقاومة بغياب القائد الكبير السيد فؤاد ولم يحصل فيها أي خلل.. العدو في رده صباح اليوم لم يجرؤ على استهداف المدنيين لأن هناك مقاومة وبيئة مقاومة وهذه المعادلة التي عدنا لتكريسها اليوم”.
وتابع السيد نصر الله: “المرحلة الأولى كانت ضرب المواقع في الشمال بـ340 صاروخًا والمرحلة الثانية هي عبور المُسيّرات بأنواع وأحجام مختلفة نحو عمق الكيان… نحن سنتابع نتيجة تكتم العدو عمّا حصل في القاعدتين المستهدفتين وكان الرد مرضيًا وسنعتبر أن الرد كافٍ على جريمة الاغتيال وإن لم نره كافيًا سنحتفظ بحق الرد حتى إشعار آخر”.
وشدد سماحته على أننا “لن نتخلى مهما كانت الظروف والتحديات والتضحيات عن غزة وشعبها وعن فلسطين ومقدسات الأمة في فلسطين”.
وقال السيد نصر الله: “عمليتنا اليوم قد تكون مفيدة للطرف الفلسطيني أو للطرف العربي بالنسبة للمفاوضات والرسالة للعدو ومن خلفه الأميركي بأن أي آمال بإسكات جبهات الإسناد هي آمال خائبة رغم التضحيات خصوصًا في الجبهة اللبنانية”.
وأكد أننا “قوم لا يمكن أن نقبل بالذل ولا أن نحني الرقاب لأحد ونحن نقاتل بالعقل والسلاح والمُسيّرات والصواريخ البالستية المخبأة ليوم قد يأتي”.
وختم سماحته: “على العدو أن يفهم ويحذر جيدًا في طبيعة لبنان والتغيرات الاستراتيجية فلم يعد لبنان ضعيفًا تحتلونه بفرقة موسيقية بل قد يأتي اليوم الذي نجتاحكم بفرقة موسيقية”.