كاتب “إسرائيلي”: على بايدن السعي وراء اتفاق منفصل مع حماس يستعيد الأسرى الأميركيين
كتب ميكي بيرغمان وهو جندي “إسرائيلي” سابق والمدير التنفيذي لمنظمة “Global Outreach” المعنية بقضايا الأميركيين المخطوفين أو المحتجزين في الخارج واستعادتهم، مقالة نشرت في مجلة “فورين بوليسي” قال فيها: “يتوجب على الرئيس الأميركي جو بايدن الآن وضع المساعي الهادفة للتوصل إلى صفقة تبادل شاملة للرهائن (الأسرى) جانبًا، والتركيز على استعادة الأميركيين الأربعة المحتجزين في غزة (تم أسر أربعة أميركيين في السابع من تشرين الأول/أكتوبر لكن تم تأكيد قتلهم)”.
وتابع بيرغمان “عليه (بايدن) أن يقوم بذلك سريعًا قبل أن يقتلوا هم أيضًا نتيجة سياسات بنيامين نتنياهو الأنانية. وتعتبر حماية سلامة مواطنين أميركيين من أهم مسؤوليات أي رئيس أميركي. كما أنّه إذا ما سعى إلى التوصل لصفقة محدودة أكثر ، فإن بايدن سيكون قد التزم بتفويضه، لكنه أيضًا قد يحقّق اختراقًا ويُقرّب الأطراف نحو اتفاق أوسع”.
وأردف بيرغمان “سيكون وضع “الرهائن” “الإسرائيليين” (الأسرى) جانبًا في الوقت الراهن والعمل على اتفاق أصغر نطاقًا بكثير معقدًا، حيث تصنف الولايات المتحدة حماس منظمةً إرهابية وتتبع سياسة عدم تقديم تنازلات عندما يتعلق الأمر برهائن أميركيين. يجب أن تكون أية عملية تفاوضية غير مباشرة، لكن المحادثات التي تجري الآن هي أصلًا غير مباشرة بوساطة قطرية ومصرية. عادة ما يكون إنشاء قناة التواصل الجزء الأصعب من المفاوضات، وفي هذه الحالة هي موجودة أصلًا”.
ووفق بيرغمان فإن البيت الأبيض، قد يتساءل بخصوص شروط الاتفاق “ما الذي يمكن أن يقدمه لحماس في مقابل عودة (الأسرى) الأميركيين، فالولايات المتحدة لا تستطيع أن توقف الحرب، وليس لديها أسير لحماس يمكن أن تطلق سراحه”، ويتابع: “لن يتمحور مثل هكذا اتفاق حول ما يمكن أن تعرضه الولايات المتحدة على حماس، بل سيتمحور حول المكاسب الإستراتيجية التي قد تحقّقها حماس من خلال التوصل إلى اتفاق مع الولايات المتحدة”.
وتابع “من وجهة نظر حماس قد يؤجّج الاتفاق التوتر بين “إسرائيل” والولايات المتحدة، وبالتالي يخدم مصلحة الجماعة (حماس). كما سيكشف نتنياهو كمعرقل، فجميع الأميركيين الأربعة المحتجزين في غزة هم أيضًا مواطنون “إسرائيليون”، وإطلاق سراحهم سينعكس سلبًا على نتنياهو ويؤكد أن بايدن مستعد للعمل من أجل “الإسرائيليين” أكثر من زعيمهم.
وأردف “قد يُجبر الاتفاق – أو حتى احتمال حقيقي بإبرامه— قد يُجبر نتنياهو على القبول بإطار اتفاق أوسع نطاقًا لتبادل الرهائن. ببساطة، وقوف نتنياهو متفرجًا بينما يتخطاه بايدن ويؤمن إطلاق سراح الرهائن قد يكون غير قابل للتحقيق سياسيًا، وستكون الضغوط من الشارع “الإسرائيلي” هائلة”.
ولفت الكاتب إلى أنّ بايدن كان صديقاً لـ”إسرائيل” طوال حياته السياسية، والتوتر والخلاف العلني يخالف أسلوبه، غير أن الاتفاق المنفصل الذي يستعيد الرهائن الأميركيين لن يؤدي إلى قطع العلاقات مع “إسرائيل”، بل سيؤكد مجددًا على أنه لا يمكن أن تكون المصالح الأميركية تابعة لقوة خارجية، حتى وإن كانت حليفًا مقربًا.