“يديعوت أحرونوت”: خطاب نتنياهو يتضمّن الكثير من عدم الدقة
أفادت صحيفة “يديعوت أحرونوت” “الإسرائيلية” أن رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو حاول أمس الاثنين ــ على مدى أكثر من ربع ساعة متواصلة في خطابه ــ إقناع الآخرين بأهمية محور “فيلادلفيا”، وقرار البقاء فيه، بينما تضمن كلامه الكثير من عدم الدقة، والمقولات التي تثير التساؤل.
وأضافت الصحيفة أن “نتنياهو قال في خطابه: “يسألون لماذا لم تحتلوا غزة؟”، مضيفًا: “لم تكن هناك شرعية دولية أو قومية للدخول واحتلال غزة، أو لاحتلال رفح”، لكن في كتابه، الذي نشره قبل عامين، أكد أنه نفسه لا يؤيد ذلك، إذ قال حينها “إن رئيس الحكومة السابق نفتالي بينيت دعم اجتياحًا بريًا كاملًا بغية احتلال غزة، ولم يكن عندي أي نية للقيام بذلك، لا سيما عندما كان جلّ اهتمامي مصوبًا نحو الموضوع النووي الإيراني، الذي هدّد وجودنا، وأنا آمنتُ أنّ الثمن بالحياة والموارد لم يبرّر عملًا كهذا”.
وبحسب الصحيفة، فإن نتنياهو قال في خطابه إنه “لا يتكلّم الآن فقط عن أهمية محور “فيلادلفيا”، بل سبق وتكلم عن ذلك قبل 20 عامًا، عندما أعلن شارون عن الانفصال”، لكن في غالبية السنين الـ 14 تقريبًا الماضية كان نتنياهو نفسه رئيسًا للحكومة، وفي التصويت على الانفصال صوّت “مع””.
ولفتت الصحيفة إلى أن نتنياهو في المؤتمر الصحفي أكّد أنه وافق على مخطط أيار/مايو، وعلى المقترح الأميركي في آب/أغسطس، لكنه واقعًا تجاوز “وثيقة التوضيحات” في 27 تموز/يوليو، التي تضمنت التغييرات التي طالب بها هو، ونَسفت عمليًا أي إمكانية للاتفاق.
“يديعوت أحرونوت” رأت أن رئيس الحكومة يتظاهر بالغباء عمليًا، فيما البيت الأبيض محبط من سلوكه، حتى أن مصادر أميركية قالت ذلك علنًا، وأوضحت أن تقديم القرار حول محور “فيلادلفيا” إلى الكابينت، يصعّب فقط التوصل إلى صفقة.
وتابعت الصحيفة أن “مفهوم النصر المطلق بحسب نتنياهو في المؤتمر الصحفي هو أن حماس لن تحكم في غزة، ولكنه لم يذكر أن استعادة الأسرى هي “النصر المطلق””.
ووفقًا للصحيفة، فإن رئيس الحكومة يقول مرارًا وتكرارًا إنه يجب “التحقيق حتى النهاية بخصوص ما حصل في 7 تشرين الأول/أكتوبر، لكن بعد 11 شهرًا لا أحد يعرف متى، وإن حصل ذلك بالأصل، ستشكَّل لجنة تحقيق، وهكذا يمكن عمليًا القول إنه يميّع تشكيلها”.
وأضافت أن “نتنياهو هاجم في خطابه الرقابة العسكرية”، إذ قال إن “التسريبات من الكابينت فضيحة، ومن الخطأ أن يسمح المراقب بذلك، ومن الخطأ عدم وجود قانون بوليغراف”، مشيرًا إلى أن “هذا لا يحصل في أيّ دولة غربية في العالم”. وقالت الصحيفة بالمقابل: “لكن في الدول الديمقراطية يقف رئيس الحكومة أمام وسائل الإعلام ويجيب على الأسئلة ليس كل شهرين أو ثلاثة، إنما أحيانًا مرة في الأسبوع”.