نتنياهو قد يصعّد في غزة من أجل تسهيل وصول ترامب إلى الرئاسة
كتب توماس فريدمان مقالة نشرت بصحيفة نيويورك تايمز قال فيها إنّ رئيس الوزراء “الإسرائيلي” بنيامين نتنياهو لديه هم واحد وهو بقاؤه السياسي في الأمد العاجل، حتّى وإن قوّض ذلك بقاء “إسرائيل” على الأمد الطويل.
وقدم الكاتب شرحًا لعقيدتي بايدن ونتنياهو، حيث قال إنّ إدارة بايدن قامت ببناء تحالفات إقليمية مع شركاء مثل اليابان وكوريا الجنوبية والفيلبين في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، مرورًا بالهند والخليج، وصولًا إلى حلف الناتو في أوروبا، وأضاف أنها تحالفات أمنية واقتصادية مصممة من أجل التصدي لروسيا في أوروبا واحتواء الصين في المحيط الهادئ وعزل إيران في الشرق الأوسط.
كذلك أردف أنّ التحالف الدفاعي مع السعودية الذي طرحه بايدن هو حجر أساس في هذه التحالفات حيث إن الهدف هو الربط ما بين آسيا والشرق الأوسط وأوروبا، مشيرًا إلى أنّ المطلوب من أجل تمرير مثل هذه الصفقة في الكونغرس هو موافقة السعودية على تطبيع العلاقات مع “إسرائيل”.
وتابع أنّ المطلوب من أجل قيام السعودية بذلك هو موافقة نتنياهو على مجرد الحديث كلاميًا عن إمكانية التوصل إلى حل الدولتين “في يوم ما”.
وأضاف الكاتب أنّ فريق بايدن يحاول منذ بدء الحرب في غزّة دمج عقيدة بايدن باتفاق وقف إطلاق النار وتبادل “الرهائن” في غزّة، وذلك من خلال التأكّيد على المكاسب الحقيقية لكل من “إسرائيل” وأميركا، إذ إنّ ذلك قد يؤدي إلى وقف إطلاق نار دائم في غزّة وعودة “الرهائن” وإعطاء فرصة للقوات “الإسرائيلية” للاستراحة.
وقال فريدمان، إنّه وفي ما لو وافقت “إسرائيل” حينها على بدء المحادثات مع السلطة الفلسطينية حول حل الدولتين، فإن ذلك سيمهد لتطبيع العلاقات بين “إسرائيل” والسعودية، الأمر الذي سيكون مكسباً إستراتيجياً كبيراً لـ”إسرائيل” (وفق تعبير الكاتب). كذلك أردف أنّ هذا سيهيئ الظروف كي ترسل الإمارات والمغرب ومصر قوات حفظ سلام إلى غزّة بالشراكة مع نسخة متطورة من السلطة الفلسطينية، وذلك كي لا تضطر “إسرائيل” إلى أن تحتلّ بشكل دائم، وكي يجري استبدال حماس بحكومة فلسطينية “معتدلة”.
غير أنّ الكاتب قال، إنّ عقيدة بايدن اصطدمت بعقيدة نتنياهو، وإن الأخيرة تتمحور حول القيام بكلّ ما هو ممكن من أجل تجنب أية عملية سياسية مع الفلسطينيين قد تتطلب مساومة على الأراضي في الضفّة الغربية والتي ستكسر تحالف نتنياهو السياسي مع معسكر أقصى اليمين “الإسرائيلي”.
كما أردف، أنّ نتنياهو حرص في هذا الإطار على مدار الأعوام الماضية على بقاء الفلسطينيين منقسمين وغير قادرين على اتّخاذ موقف موحد، وأضاف أنّ عقيدة نتنياهو “للبقاء” أصبحت أكثر أهمية حتّى بعدما اتّهم بالاحتيال والرشوة وخرق الثقة.
ولفت إلى أنّه يتوجب على نتنياهو الآن البقاء في السلطة من أجل البقاء خارج السجن إذا ما أدين، مشيرًا إلى أنّ نتنياهو وبناءً عليه كان مستعدًا للدخول في تحالف مع أسوأ الشخصيات السياسية “الإسرائيلية” من أجل تشكيل ائتلاف حكومي يبقيه في السلطة، وذلك بعدما فاز بفارق ضئيل جدًا بانتخابات عام 2022.
وتابع الكاتب أنّ “العنصريين اليهود” وافقوا على أن يكون نتنياهو رئيسًا للوزراء طالما حافظ على سيطرة عسكرية “إسرائيلية” دائمة على الضفّة الغربية وأيضًا على غزّة بعد السابع من أكتوبر. لافتًا إلى أنّ هؤلاء قالوا لنتنياهو ما معناه إنّهم سيقومون بإسقاط حكومته في حال وافق على صفقة بايدن التي تشمل الولايات المتحدة والسعودية و”إسرائيل” والسلطة الفلسطينية، أو على وقف إطلاق نار فوري لعودة “الأسرى” “الإسرائيليين” وإطلاق سراح “السجناء” الفلسطينيين من السجون “الإسرائيلية”.
وتابع الكاتب، أنّ الرسالة وصلت إلى نتنياهو حيث أعلن الأخير أنّه سيوقف الحرب في غزّة بعد أن تحقق “إسرائيل” نصرًا كاملًا، لكن دون أن يحدد ما الذي يقصده تحديدًا بذلك، ومن هي الجهة التي ستحكم غزّة.
كما رأى فريدمان، أنّ نتنياهو ومن خلال تحديد هدف كهذا، غير قابل للتحقيق في غزّة، رسم مسار الأمور بحيث يستطيع هو فقط أن يقرر متى تنتهي الحرب في غزّة، كذلك أردف أنّ نتنياهو سيختار التوقيت الذي يتناسب واحتياجاته للبقاء السياسي، مؤكّدًا أنّ ذلك لا ينطبق إطلاقًا على المرحلة الراهنة.
هذا، وشدّد الكاتب على أن نتنياهو يدرك أنّ المرشحة الديمقراطية للرئاسة الأميركية كامالا هاريس في مأزق، إذ إنه وإذا ما استمرت بالحرب في غزّة حتّى “النصر الكامل” مع سقوط المزيد من الضحايا المدنيين، فإما أنّه سيجبر هاريس على أن تنتقده شخصيًا وتخسر أصوات اليهود، أو ألا تقول أي كلمة وتخسر أصوات العرب والمسلمين في ولاية ميشيغان المهمّة.