جيش العدو يتهم المستوى السياسي بالتسبب بتصعيد كبير بالضفة الغربية
يتهم جيش العدو الصهيوني المستوى السياسي، وبشكل خاص وزير المالية بتسلئيل سموتريتش ووزير ما يسمى بـ”الأمن القومي” إيتمار بن غفير وبدعم من رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، بأنهم يتسببون بتصعيد الوضع الأمني في الضفة الغربية كلها، وأن هذا التصعيد من شأنه أن يفجر الأوضاع لدرجة اندلاع انتفاضة جديدة في الضفة، بحلول الأعياد اليهودية، الشهر المقبل، واتساع اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى وأداء صلوات يهودية فيه.
وأفادت القناة الـ12 العبرية بأن قيادة الجيش وجهت “انتقادات شديدة” اللهجة إلى الشرطة بأنها لا تمنع اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى المبارك وخرق ما يوصف بـ”الستاتيكو”، أي الوضع الراهن الذي يمنع الطقوس التلمودية داخل المسجد الأقصى وباحاته، علمًا أن هذه الطقوس تجري بتشجيع علني من جانب الوزير بن غفير، الذي أعلن الشهر الماضي أن الستاتيكو تغيّر وأن سياسته تقضي بالسماح للمستوطنين الصهاينة بأداء طقوسهم في المسجد الأقصى، وأنه يريد بناء كنيس يهودي في فناء المسجد.
وكرر نتنياهو الإعلان عن أن لا تغيير في الستاتيكو في المسجد الأقصى، لكنه لا يلزم بن غفير بالتوقف عن قيادة الاقتحامات الاستفزازية والطقوس التلمودية للمستوطنين في المسجد الأقصى.
وأشارت صحيفة “يديعوت أحرونوت”، اليوم، إلى أن الهجمات الإرهابية التي ينفذها المستوطنون ضد الفلسطينيين إلى جانب اقتحامات المسجد الأقصى تدفع الشبان الفلسطينيين إلى الانضمام إلى دائرة مقاومة الاحتلال ومستوطنيه، ونقلت عن ضابط كبير في قوات الاحتياط قوله إن “هذا الوضع لا يمكن أن يستمر، ونحن على شفا انفجار كبير” في الضفة الغربية.
وأضاف الضابط نفسه أن “المستوى السياسي يحاول أيضًا إشعال حرب يأجوج ومأجوج، وخاصة سموتريتش وبن غفير، والتي في أعقابها يُطرد جميع الفلسطينيين، بحسبهما، من يهودا والسامرة (الضفة الغربية) وقطاع غزة، وعندها يكون بالإمكان تحقيق حلم أرض “إسرائيل الكاملة” بسيطرة يهودية حصرية، وهكذا هما يعتقدان بجدية وهذه وصفة لكارثة”.
وحسب الصحيفة، فإن الرأي السائد في أوساط قيادة الجيش يرى أن “النجاحات في المستوى الحربي (في غزة والضفة) لا يترجمها المستوى السياسي إلى إنجازات إستراتيجية، لأنه بكل بساطة لا تُتخذ قرارات ضرورية. لا يوجد قرار بشأن حكم مدني بديل لحكم حماس في غزة، ولا قرار بشأن متى وكيف في الشمال وحتى أننا لا نفكر حتى الآن كيف سنواجه، سوية مع الأميركيين، إسراع إيران نحو النووي”.
وادعت الصحيفة أن “إحباط الضباط الكبار من غياب قرارات في جميع المجالات من جانب المستوى السياسي، يدفع ضباطًا كبارًا كثيرين في هذه الأيام إلى دراسة ما إذا كانوا سيستقيلون واتهام نتنياهو ووزراءه بالتوحل المستمر المتوقع منذ الآن فصاعدا”.