الولايات المتحدة تُحذّر العدو من فتح حرب في الشمال
قالت صحيفة “هآرتس” “الإسرائيلية” “إنّ الإدارة الأميركية أعربت في الأيام الأخيرة عن قلق متزايد من التدهور إلى حرب شاملة في لبنان، على خلفية الجمود في الاتصالات المتعلقة باتفاق إطلاق سراح الأسرى، ووقف القتال في قطاع غزة، ونقلت رسائل حازمة إلى “إسرائيل” ضد أي عمل “إسرائيلي” مبادَر سيؤدي إلى ذلك”.
وأضافت الصحيفة أنّ “إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن قلقة من احتمال أن يشجّع فشل الاتصالات مع حماس “إسرائيل” على تنفيذ خطوة حربية واسعة ضد حزب الله، والتي قد تؤدي إلى إطلاق الآلاف من الصواريخ والطائرات المسيّرة على مستوطنات الشمال بشكل يومي”.
وأوضحت أنّ “الإدارة الأميركية ملتزمة بمساعدة “إسرائيل” في حال حرب كهذه، لكن بالمقابل تواصل الإعراب عن معارضتها لإمكانية أن تكون “إسرائيل” هي التي تزيد من وتيرة وحجم هجماتها بشكل يؤدي إلى هذه النتيجة”.
وبحسب الصحيفة، فقد أعربت الإدارة الأميركية عن قلقها من أنّ جهات رفيعة المستوى في حكومة الاحتلال تدفع عمليًا نحو حرب مع لبنان، وتعتقد أنّ حجم الضرر الذي سيلحق نتيجة من ذلك سيكون كبيرًا جدًا”.
وقالت الصحيفة: “إنّ مسؤولين أميركيين أعربوا عن قلقهم في الأيام الأخيرة من أنّ الحرب الشاملة ضد حزب الله ستؤدي إلى أضرار كبيرة في الجبهة الداخلية “الإسرائيلية”، خاصة إذا انضمت إليها هجمات من جانب إيران، ومن دول أخرى في الشرق الأوسط، وأنصار الله في اليمن، فيما الخشية الأميركية هي أنه في سيناريو كهذا، ستنجر الولايات المتحدة إلى داخل المواجهة وقواتها في الشرق الأوسط ستتضرّر”.
مسؤول في الإدارة الأميركية قال في حديث مع “هآرتس” “الإسرائيلية” إن “”إسرائيل” لا تزال تقاتل في غزة، ويوجد هناك أسرى يجب إعادتهم أحياء، وبالمقابل نحن نرى تدهورًا أمنيًا خطيرًا في الضفة الغربية”. وأضاف: “نحن ندرك الإحباط الكبير في “إسرائيل” من استمرار إطلاق حزب الله الصواريخ على الشمال، ونؤيد العمليات التي تقوم بها “إسرائيل” ضد حزب الله والتي تهدف إلى إحباط هذا الإطلاق، لكن يجب الأخذ بالحسبان التداعيات الأوسع للحرب الشاملة، ويجب التفكير كيف أن هذا يؤثر على موضوع الأسرى في غزة، وكيف من المحتمل أن يؤثر على الواقع في الضفة الغربية، إذ إنه ممنوع اتخاذ قرار مهم كهذا من دون الأخذ بالحسبان كل هذه الاحتمالات”.
ووفق الصحيفة، يعتقد المعنيون في الإدارة الأميركية، أنّه “لا يمكن التوصل إلى اتفاق منفصل بين “إسرائيل” وحزب الله يمنع الحرب الشاملة، من دون إنهاء وضع الحرب في غزة عبر اتفاق لإطلاق سراح الأسرى، ووقف القتال هناك”، وفقًا للمسؤول.
وتابع: “تدرك الإدارة أن “إسرائيل” قامت في الأسابيع الأخيرة بنقل موارد عسكرية لصالح الجبهة الشمالية، وذلك على حساب القتال المتواصل في غزة أيضًا، وهي تراقب عن كثب التصريحات العلنية التي يُدلي بها سياسيون ومسؤولون عسكريون التي تُلمح إلى حرب في لبنان، وترتبط الخشية من مثل هذه الحرب أيضًا بالمعركة الانتخابية في الولايات المتحدة، والتي ستدخل قريبًا مرحلتها الأخيرة، ومثل هذه الحرب يمكن أن تُلحق الضرر السياسي بنائبة الرئيس كامالا هاريس، وتؤثر أيضًا على القضايا الاقتصادية العالمية، مثل أسعار النفط”.
وأردف المسؤول الأميركي: “لدينا أسباب كثيرة للخشية من حرب كهذه، لكن “إسرائيل” ولبنان لديهما أسباب أكثر”، وأضاف: “سنواصل محاولتنا لتحقيق اتفاق في غزة يسمح لنا جميعًا بمنع الأضرار التي قد تسببها حرب كهذه للمنطقة”.