مسؤول العلاقات الإعلامية في حزب الله: خطوط الدعم العسكري واللوجستي للحزب عادت إلى ما كانت عليه
شدّد مسؤول العلاقات الإعلامية في حزب الله الحاج محمد عفيف على أن ما يُقاتل فينا هي الروح بل حلاوة الروح.
وخلال مؤتمر صحافي أقامه في روضة الحوارء زينب (ع) – الغبيري في الضاحية الجنوبية لبيروت، قال عفيف: “أقف بينكم في روضة الحوراء زينب (ع) ومن خلفي تسمو أرواح الشهداء وعطر فواح من هذه الجنة القدسية وحبل ممتد من الأرض إلى السماء، وأضرحة الشهداء لا سيما القادة منهم: أسد المقاومة والرجل ذو البأس الشديد الحاج محسن، وصخرة الجنوب الشامخة الحاج أبو الفضل، والقيادي اللامع والعقل الاستثنائي الحاج عبد القادر، والعالم الرباني سماحة الشيخ نبيل قاووق، وأخوي اللذين ترافقنا طويلًا في خدمة السيد رضوان الله تعالى عليه حارس السيد والذي لم يُرَ قط إلا مبتسمًا الحاج نبيل وظل السيد وكاتم أسراره الحاج جهاد رحمة الله تعالى عليهم أجمعين”.
وتوجه للشهيد يحيى السنوار بالقول: “يا يحيى خذ الكتاب بقوة واضرب بعصاك المسيّرات تتهاوى، سلام عليك وعلى اسماعيل وعلى شقيقيك فتحي الشقاقي ويحيى عياش، سلام عليك ما أجمل صورتك ميتًا وما أعظم بندقيتك حيًا، عاش بطلًا وصار أسطورة”.
مسؤول العلاقات الإعلامية في حزب الله: خطوط الدعم العسكري واللوجستي للحزب عادت إلى ما كانت عليه
وأدان بشدة الانحياز إلى جانب المجرمين القتلة وإلى جانب بنيامين نتنياهو وجيش الاحتلال من قبل “MBC” وشريكاتها وأخواتها وبنات جلدها، مردفًا: “لو أرادت “القناة الثانية عشر “الإسرائيلية” إعداد تقرير عن الشهيد يحيى السنوار لكان أكثر إنصافًا”.
وتابع: “أن تصف الشهداء بالإرهابيين فأنت الإرهابي، أن تمجد القاتل وتدين المقتول وتصفهم بالأشرار أنت ومحطتك وقناتك التلفزيونية هم الأشرار”.
ورأى أنّ ما أقدم عليه النشامى في العراق من المثقفين والإعلاميين والفنانين بفضح هذا السلوك الشائن والكريه والمرفوض هو خطوة تستحق المديح والثناء لا سيما ما أقدمت عليه هيئة الإعلام العراقي والهيئات الحكومية العراقية عسى أن تنتقل العدوى المفيدة إلى بلدنا فتتخذ إجراءات بحق القناة الخبيثة إياها.
وتوجه مسؤول العلاقات الإعلامية في حزب الله لوسائل الإعلام المّحرضة على المقاومة بالقول: “إنّ حرية الإعلام لا تمنحكم الحصانة بالتحريض ولا الشراكة بالقتل، توغلون في الدم الحرام وتسمون ذلك حرية إعلام! تنفخون في الفتنة من كل أبوابها وتسمون ذلك حرية إعلام! تعطون إحداثيات للعدو عند كل مفترق وفي كل اتجاه وتسمون ذلك حرية إعلام! إنّ أنموذج تقاريركم عن القرض الحسن يا أبواق المصارف والمال الحرام أسوأ نماذجكم، لو تبقى بكم قليل من الخجل ولكن هيهات هيهات”.
مسؤول العلاقات الإعلامية في حزب الله: خطوط الدعم العسكري واللوجستي للحزب عادت إلى ما كانت عليه
وأضاف: “أعرف ما يغضبكم، أن تسطر المقاومة الإسلامية أروع ملاحم البطولة في رامية والقوزح وعيتا الشعب وتلحق الهزيمة المذلة بالعدو وتحرق دباباته وتقتل جنوده فتغمضون أعينكم بأيديكم وتقولون لم نر. وأن تشاهدوا الصواريخ تسقط في “حيفا” وما بعد “حيفا” وفي “تل أبيب” وضواحيها ويعترف بها العدو فتضعون أصابعكم في أذانكم، وتقولوا لم نسمع، وأن تنظروا وتستمعوا إلى النازحين، أهل الوفاء والشرف وأهل المقاومة والإيمان الحق والمشردين من بيوتهم المهدّمة بفعل العدوان وهم يقولون: فداء المقاومة، هون عليّ ما نزل بي أنه في عين الله، ثم لا تصدقون. وأن تعلموا وبشهادة العدو أن حزب الله استعاد عافيته وجزءًا كبيرًا من قدراته وسيطرته الميدانية في الجبهة ولا تصدقون. هذا هو الواقع الذي لم ولن تخفيه الإضاءة في الاستوديوهات والوجوه الكالحة والكومبارس التلفزيوني المدفوع الأجر، وتصريحاتكم المملة والمكررة التي لا يصدقها أحد حتى جمهوركم وأنصاركم”.
الحاج عفيف شدد على أن الولايات المتحدة شريك كامل الشراكة في العدوان على لبنان وشعبه وهي من تمده بالسلاح والذخائر بما فيها الفوسفورية والعنقودية وربما الإشعاعية، وهي من تمد في عمر العدوان وهي المسؤولة الأولى عن المجازر البشعة التي تطال شعبنا ولن يغير وصول موفدها إلى بيروت من القول أنّ أميركا هي أم الإرهاب، وإنّ الأفكار التي طرحها لم تكن سوى استطلاع أولي بالنار لموقف المقاومة على وقع المجازر والدماء، قائلًا إنّ “ثقتنا بدولة الرئيس نبيه بري تامة وكاملة ونؤكد على موقفه القاطع لا مفاوضات تحت النار وما لا يؤخذ بالنار لا يعطى بالسياسة”.
ولفت إلى أن العدو يواصل قصفه المجنون والقتل العبثي والاجرامي ضد المدن والقرى والبلدات في الجنوب والبقاع ولا سيما في الضاحية الجنوبية وهو قتل للإنسان والعمران وقد سقطت ذرائعه بشكل متوال وحكاية المخازن ومراكز تطوير الأسلحة ما هي إلا مبررات واهية لا أساس لها من الصحة.
وأكد أن قصف العدو الجنوني مساء الأحد في الضاحية الجنوبية وعلى امتداد الوطن والذي طال خاصة مراكز القرض الحسن لا مبرر له على الإطلاق، إلا رغبة في المزيد من القتل والتدمير، والهدف واضح كما قال مسؤول “إسرائيلي” هو التأثير في الثقة المتبادلة بين حزب الله ومجتمعه، مردفًا: “يهمنا أن نؤكد أولًا أنّ مؤسسة القرض الحسن هي مؤسسة مدنية بحتة مرخصة بحكم القانون، وخدماتها تطال جميع اللبنانيين ولها فروع في أغلب المناطق اللبنانية”.
وتابع: “أقول باسم إدارة مؤسسة القرض الحسن أنها قد تحسبت لمثل هذا العدوان واتخذت احتياطاتها كافة وأنها ستقوم بكل ما هو واجب وضروري للإيفاء بالتزاماتها تجاه المودعين والمستفيدين”.
مسؤول العلاقات الإعلامية في حزب الله: خطوط الدعم العسكري واللوجستي للحزب عادت إلى ما كانت عليه
وقال: “يقول وزير الحرب الصهيوني غالانت أن لا مفاوضات الا تحت النار، هذا مفهوم، فهل أجريتم يومًا مفاوضات في غزة وفي سواها إلا تحت القتل والتدمير والمجازر؟ هل كنت تعتقد أننا سنضع أيدينا خلف رقابنا ونوقع لك وثيقة استسلام؟ هل كنت تعتقد أننا سنرفع الأعلام البيضاء المذلة؟ هل بلغ بك الخيال والجموح حدًا أن تحلم بمستوطنات صهيونية على أرض الجنوب أو دويلة عميلة على غرار ما مضى من زمن؟ جوابنا لك أن النار بالنار والدم بالدم والحديد بالحديد”.
وفي ما يتعلق بقضية الأسرى الذين يحتجزهم العدو حاليًا، قال: “أعلم أن العدو ليس لديه التزام بأخلاقيات الحروب والمواثيق الدولية ولكنه يتحمل مسؤولية الحفاظ على حياة الأسرى وصحتهم، ونطالب الصليب الأحمر الدولي بالتأكد من ذلك”، مضيفًا أن “مقاتلينا الأسرى شديدوا الإيمان وأهل عقيدة وإخلاص، وهم انخرطوا في صفوف المقاومة بهذا الوعي واليقين، وبالتالي فما ينتزع من الأسرى من تصريحات وأقوال تحت الضغط لا قيمة له على الإطلاق وهو يخالف القوانين الدولية، ولا ينبغي أن يؤثر في معنويات أهلهم الشرفاء وإخوانهم المجاهدين، ونطالب وسائل الإعلام ولا سيما وسائل التواصل الاجتماعي بعدم الخوض في هذا المجال والحفاظ على خصوصيات عائلاتهم”.
وشدّد على أنه لن يطول الوقت بإذن الله حتى يكون لدينا أسرى من جنود العدو وقد كنا في مرحلة ما خلال الأيام الماضية قريبين من ذلك، وعندها وبعد الحرب سيكون هناك مفاوضات غير مباشرة لإستعادة أسرانا، ذلك أننا قوم لا نترك أسرانا في السجون.
وأردف: “ارتكب العدو سلسلة متواصلة من المجازر خلال الأيام الماضية ولكن أفظعها وكلها فظيعة ومجرمة تدمير قرية بكاملها هي قرية محيبيب، القرية الصغيرة الوادعة على كتف فلسطين، الملاصقة تمامًا بمرقدها الديني الشريف على الخط الفاصل تمامًا، وهي ليست ذات قيمة استراتيجية عسكرية للمقاتلين غير أن شهوة القتل والتدمير لدى العدو فاقت كل تصور، لقد قصفنا بالمسيّرات قاعدة بنيامينا فردّوا بتدمير مقام نبي الله بنيامين في محيبيب، يا لها من مفارقة”.
وقال “إن المجزرة المروعة في النبطية أي تدمير مركز بلدية النبطية وهي مركز حكومي تابع لوزارة الداخلية والبلديات، أدت إلى استشهاد الطبيب السامي الأخلاق أحد الكوادر الطبيّة العاملة في المجال الإنساني ورئيس بلدية النبطية الدكتور أحمد كحيل ومعه ثلة من رفاقه، الشهيد صادق إسماعيل وآخرين، فضلًا عن تدمير قلب النبطية النابض وسوقها الأثري التاريخي، إنها النبطية بنت كربلاء ومدينة الإمام الحسين (ع)، غير أن المجزرة التي أدمت قلوبنا ولولا التجلد لكان حريًا بنا أن نحرق المآقي والعيون هي مجزرة أيطو في الشمال مثلها مثل مجزرة الجناح المفجعة بالأمس، والتي لم تكن سوى شاهد جديد على رغبة القتل والتدمير وخلق الفتن وإرهاب النازحين، الأمر الذي حدا بالأمم المتحدة الصامتة عن المجازر أن تطلب من العدو سببًا يفسر هذه الجريمة المروّعة، إلا أن نائبًا سياسيًا شماليًا يا للأسف أعطى العدو الذريعة والتبرير وقدّم للأمم المتحدة السبب والتفسير، ولولا أننا لا نرغب في السجال في هذا الوقت الحساس والذي نحن أحوج فيه ما نكون إلى التضامن الوطني وتضميد الجروح لكان لنا كلام آخر”.
وأدان بكل شدة تصريحات وزيرة الخارجية الألمانية التي تبرر للعدو الصهيوني قتل المدنيين، والعدوان الأميركي البريطاني على اليمن الشريف، مؤكدًا أن تضحيات إخواننا اليمنيين ستبقى خالدة في التاريخ وفي ذاكرة الأحرار الشرفاء في العالم.
وشدد على أن منظومة الإمرة والسيطرة تعمل على أكفأ وجه في المقاومة، والسيطرة بالأسلحة والمديات والأنواع والتنسيق المتزامن للعمليات، وخطوط الدعم العسكري واللوجستي عادت إلى ما كانت عليه، ويوجد من المقاتلين الأكفاء أعداد تفوق حاجة الجبهة وطبيعة المناورة القتالية في الميدان.
وأوضح أنّ المعدل اليومي للعمليات الهجومية والدفاعية في تصاعد مستمر ما معدله 25 عملية يوميًا، ولكن نحن نعتبر قصف “كريات شمونة” على سبيل المثال بعشرات الصواريخ هو عملية واحدة في ميزان الحسابات الرقمية، وقصف “تل أبيب” وضواحيها بالمسيّرات أو الصواريخ النوعية هو عملية واحدة في ميزان الحسابات الرقمية.
واشار إلى أنه “لحق بالعدو خسائر جسيمة في الأرواح والدبابات لا سيما في المواجهات في رامية والقوزح وعيتا الشعب واليوم صباحًا في الطيبة، وإن اعترافات العدو ببعضها رغم الرقابة العسكرية المشددة ليس إلا اليسير من إنجازات الميدان”.
وأكد أنه “لا نزال نقصف حتى الآن قواعد العدو العسكرية وثكناته ومعسكراته وتجمعات جنوده وهو يرد بقتل المدنيين”، مشيرًا إلى أن “قصف الشمال والعمق الصهيوني سوف يتواصل وتزداد قوته نوعًا وكمّا مع الوقت”.
وقال: “تعلن المقاومة الإسلامية عن مسؤوليتها الكاملة والتامة والحصرية عن عملية قيسارية واستهداف منزل مجرم الحرب وزعيم الفاشية الصهيونية”، مشددًا على أنّ عيون مجاهدي المقاومة ترى وأذانهم تسمع، فإن لم تصل إليك أيدينا في هذه المرة فإنّ بيننا وبينك الأيام والليالي والميدان.
وشدّد على أنّ معركتنا طويلة وطريقنا طريق ذات الشوكة والمصاعب، فقد برز الإيمان كله إلى الشرك كله”.
وختم: “منازلنا وبيوتنا في البقاع الأشم والضاحية العظيمة والجنوب المقاوم ليست من حجارة وطين، بل هي الأمن والروح والكرامة، ستعودون، فالجنوب هو الحياة ولا حياة من دون الجنوب قطعًا سننتصر”.