قضايا وآراء

مسؤول سابق في “السي آي إيه: على واشنطن أن تتعلم من تجارب سابقة مريرة في لبنان

 

كتب المسؤول السابق في “السي آي إيه” بول بيلر مقالة نشرت على موقع “Responsible Statecraft” قال فيها :”إن على الأميركيين أن يتأملوا بالتورط الأميركي في لبنان بعد الاجتياح “الإسرائيلي” عام 1982، والنتيجة المأساوية التي وقعت قبل 41 عامًا”، وذلك في إشارة إلى عملية استهداف قوات المارينز.

وأضاف الكاتب أن “هدف “إسرائيل” الأساس عام 1982 كان القضاء على قدرات منظمة التحرير الفلسطينية وطردها من بلاد الشام” وفق قوله، كما أردف “أن “إسرائيل” سعت إلى تغيير ميزان القوة في لبنان لصالح الأطراف المؤيدة لـ”إسرائيل”، وأنّ الاجتياح والاحتلال “الإسرائيلي” زاد بشكل كبير من معاناة اللبنانيين بالإضافة إلى اللاجئين الفلسطينيين”.

وحول قوات “حفظ السلام” التي كانت قوات “المارينز” تشارك فيها، قال الكاتب ” للوهلة الإولى فإن مهمة هذه القوات بدت نزيهة تتمثل في إخماد العنف في لبنان”، غير أنه أضاف “أنه كان لدى اللبنانيين وغيرهم من المراقبين أسباب وجيهة لاعتبار أي فعل أميركي يصب في صالح “إسرائيل” والقوى السياسية في الداخل التي كانت تدعمها واشنطن”.

كما أردف الكاتب أنه “وإلى جانب الخلفية العامة للعلاقات الأميركية الإسرائيلية، فإن الإنجاز الأساس للقوات المتعددة الجنسيات كان تسهيل خروج منظمة التحرير من لبنان، والذي كان من ضمن أهداف الاجتياح “الإسرائيلي” من الأساس” وفق زعمه.

كذلك تابع الكاتب أنه” وعلى غرار نشر القوات العسكرية الأميركية في أماكن أخرى خطرة، جرى اعتماد منطق استخدام القوة بحيث أصبح حفظ السلام يأخذ طابع الفعل الهجومي”، وذكر أنّ “الرئيس رونالد ريغن وقتها أعطى التفويض “بالدفاع عن النفس العنيف” ضد قوى عدائية شكلت تهديدًا للمارينز، وبأن نفس تلك القوى العدائية كانت خصوم “إسرائيل” وحلفائها من الميليشيات اللبنانية” على حد تعبيره، كما أردف أن “الدور الأميركي على الأرض تلقى مساندة من القوات البحرية التي انضمت إليها فيما بعد السفينة الحربية New Jersey والتي قصفت مناطق جبلية قرب بيروت”.

هذا وتحدث الكاتب عن الثمن الباهظ المتمثّل بتفجير ثكنات “المارينز”، معتبرًا أنه يمكن القول إنه جرى دفع هذا الثمن عبثًا، وأشار إلى أن الولايات المتحدة قامت بسحب قواتها بينما جرى حل القوات المتعددة الجنسيات بعد بضعة أشهر، الا أن الحرب الأهلية في لبنان استمرت حتى عام 1990.

كما تابع الكاتب أن” نشوء حزب الله في الثمانينيات يعود إلى رفضه القاطع للاجتياح والاحتلال “الإسرائيلي”، وأن الحزب لم يبحث يومًا عن مواجهة مع الولايات المتحدة استنادًا على أيديولوجيا عابرة للحدود على غرار تلك التي يتبعها تنظيم “القاعدة”، مضيفًا أنّ “حزب الله يركز على هدف الحصول على سلطة سياسية في لبنان والحفاظ عليها (وفق زعمه)، والدفاع عن مصالح اللبنانيين الشيعة، والدفاع عن لبنان ككل ضد الأعمال التخريبية “الإسرائيلية””.

وقال الكاتب :” إن تفجير ثكنات “المارينز” عام 1983 كان نتيجة مباشرة لسماح الولايات المتحدة لنفسها بأن تنجر إلى التورط في إحدى حروب “إسرائيل” الهجومية”، معتبرًا أن التفجيرات لما كانت حصلت لو لا هذا التورط.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى