حفل تأبين ضخم لقادة المقاومة الفلسطينية على مدرج جامعة دمشق
لبّت حشود ضخمة من الطلاب والمثقفين السوريين والفلسطينيين وقادة الأحزاب الوطنية السورية دعوة حزب البعث العربي الاشتراكي والسفارة الإيرانية في دمشق والفصائل الفلسطينية لتأبين شهداء المقاومة الفلسطينية على مدرج جامعة دمشق.
الكلمات شددت على الدور القيادي الذي نهض به قادة المقاومة الفلسطينية مسنودين بجبهة المقاومة في مختلف أقطارها وخاصة في جبهة لبنان حيث قدمت المقاومة الإسلامية خيرة رجالها وعلى رأسهم سماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله رضوان الله عليه وقد لحق بركبه الطاهر بالأمس رئيس المجلس التنفيذي سماحة السيد الشهيد هاشم صفي الدين.
اللافت في مهرجان التأبين كان الحضور الكبير للطلاب الشباب لدرجة أن كثيرين منهم لم يجدوا كرسيًا يجلسون عليه في القاعة الضخمة المكونة من طابقين الأمر الذي اضطرهم للوقوف في الممرات بين الكراسي لمدة زمنية طويلة ما يعكس رسوخ القضية الفلسطينية في نفوس الأجيال حتى الشابة منها.
أكبري: المقاومة تزداد رسوخًا بعد استشهاد قادتها
السفير الإيراني في دمشق حسين أكبري أكد في حديثه لوسائل الإعلام أن المقاومة طوال ماضيها وتاريخها أثبتت أنها تزداد قوة مع استشهاد قادتها وكل هذه البطولات والعمليات والاستهدافات هي مؤشر على قوة المقاومة واقتدارها لأنها مبنية على أسس عقائدية وهي لا تعتبر أن استشهاد قادتها بمثابة الانكسار أو الفشل وهذا المؤشر هو الذي يميز محور المقاومة عن غيره.
وفي رده على سؤال لموقع العهد الإخباري حول واقع المقاومة اليوم على وقع الضربات الصهيونية الأكثر إجرامًا أشار السفير أكبري إلى أن مناسبة كهذه يحضرها الشباب بكثافة هي بمثابة ضخ دم جديد في المجتمعات البشرية والتي تبحث عن الحرية وهذا ما يجعلها تزداد قوة وإصرارًا فيما العدو “الإسرائيلي” ومعه واشنطن لم يستطيعوا أن يحققوا وطوال العقود الأربعة الماضية أي هدف من أهدافهم واكتفوا بالقيام بالمجازر البشعة ضد الإنسانية وقتل الأبرياء وحتى أنهم في ساحة الحرب لم ينجزوا أي انتصار عسكري ما خلا تشريد الأبرياء وقتل النساء والأطفال وتدمير البنى التحتية في فلسطين ولبنان.
وأضاف: “رأينا المقاومة اللبنانية خلال حرب تموز قد ازدادت قوة وإصرارًا وهي لا تزال تتابع مسيرتها بكل القوة والإخلاص”.
طلال ناجي: هؤلاء هم شهداء فلسطين
من جانبه تقدم الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القيادة العامة طلال ناجي من حزب الله وجمهور المقاومة الإسلامية بأسمى آيات التبريك والعزاء باستشهاد سماحة السيد هاشم صفي الدين. بعدما سبقه سماحة السيد حسن نصر الله إلى رحاب الشهادة ومعه كوكبة مباركة من قادة حزب الله.
وفي حديث خاص بموقع العهد الإخباري أشار ناجي إلى أن هؤلاء القادة الشهداء قد حققوا أمانيهم على قاعدة أنهم إما أن ينتصروا في الميدان أو ينتصروا بالشهادة كما قال سماحة السيد حسن نصر الله رضوان الله عليه.
أضاف ناجي أن المقاومة الإسلامية في لبنان وعلى الرغم من أنها فقدت قائدًا عزيزًا وعظيمًا هو سماحة السيد نصر الله فإنها تبلي بلاءً عظيمًا، مشيرًا إلى أن استشهاد قادة حزب الله العظماء شكل دافعًا وحافزًا كبيرًا لبقية المجاهدين من أجل أن يسيروا على الطريق عينه ويحققوا الأماني بالنصر المؤزر.
وختم ناجي حديثه لموقعنا بالتأكيد على أن الفلسطينيين يعلمون جيدًا بأن سماحة السيد حسن نصر الله وسماحة السيد هاشم صفي الدين وبفية القادة والمجاهدين الشهداء رضوان الله عليهم ارتقوا من أجل فلسطين والقدس ولذلك فإن المكانة التي تبوأوها في قلوب أبناء الشعب الفلسطيني لا تدانيها مكانة لأي أحد كان مهما علا شأنه.
المفتاح: رمزية المكان
المدير العام لمؤسسة القدس الدولية الدكتور هشام المفتاح أكد في حديثه لموقع العهد الإخباري أن هذا المهرجان يحمل رمزية كبيرة لأنه على مدرج جامعة دمشق ويتوجه للشباب وهذه مسألة على درجة كبيرة من الأهمية.
وأضاف بأن هذه الأمة تشهد صراعًا بين تيار الاستسلام وجبهة المقاومة ومن المهم أن يحمل الشباب هذه الروح لمواجهة هذا العدو الذي يحاول أن يستثمر في فائض القوة المعرفية والتكنولوجية ليحقق قوة الردع، فيما يجب على الشباب أن يخوضوا في الغمار المعرفي نفسه من أجل الوصول إلى جيل يحمل العقيدة والمعرفة كأدوات لتحقيق النصر.
العهد الاخباري