أخبار دولية

ترامب وهاريس.. سباق البيت الأبيض وسط أجواء مشحونة

 

يتوجه الناخبون الأميركيون إلى مراكز الاقتراع، اليوم الثلاثاء 5 تشرين الثاني/نوفمبر 2024، للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية لعام 2024، حيث تتنافس المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس ومنافسها الجمهوري دونالد ترامب في سباق متقارب.

ويبلغ عدد من يحق لهم التصويت 230 مليون ناخب، ولكن نحو 160 مليونًا منهم فقط مسجلون، ومع ذلك، تسمح نصف الولايات الـ50 تقريبًا في الولايات المتحدة بالتسجيل في يوم الانتخابات، في حين يستطيع المواطنون التصويت دون تسجيل في ولاية داكوتا الشمالية.

يتم إعلان نتائج الانتخابات الأميركية في بعض الأحيان في غضون ساعات من إغلاق مراكز الاقتراع، لكن المنافسة المتقاربة هذا العام قد تعني انتظارًا أطول.

وقد صوّت أكثر من 70 مليون شخص بالفعل من خلال صناديق الاقتراع البريدية أو في مراكز الاقتراع المبكرة.

وإضافة للانتخابات الرئاسية، يصوّت الناخبون أيضًا لاختيار 34 عضوًا بمجلس الشيوخ الأميركي (من أصل 100) وجميع أعضاء مجلس النواب الأميركي البالغ عددهم 435 عضوًا. وبالإضافة إلى ذلك، ستُجرى انتخابات حاكم الولاية في 11 ولاية ومنطقتين (بورتوريكو وساموا الأميركية).

وحاول المرشحان الديمقراطية كامالا هاريس والجمهوري دونالد ترامب الوصول إلى أكبر قدر ممكن من أصوات الناخبين المتردّدين.

وتبارت حملتا المتنافسَين في الانتخابات الرئاسية الأميركية، في إطلاق الوعود بشأن إنهاء الحرب وإعادة إعمار قطاع غزة، في محاولة منهما لاستقطاب الناخبين المسلمين والعرب عشية التصويت الذي سيبدأ الثلاثاء.

وقال كيث إليسون المدعي العام لولاية مينيسوتا والقيادي في حملة كامالا هاريس “إن المرشحة الديمقراطية للرئاسة ستنهي الحروب في الشرق الأوسط وتضمن دولة للفلسطينيين إذا فازت في الانتخابات”.

على الجانب الآخر، قال آمر غالب، عمدة مدينة هامترامك والقيادي في حملة دونالد ترامب، “إن المرشح الجمهوري يعد بسياسة جديدة تنهي الحرب في غزة”، معتبرًا أن “فوز ترامب يعني عهدًا جديدًا في سياسة واشنطن إزاء المنطقة”.

وأضاف أن ترامب “استمع للعرب الأميركيين وقدم وعودًا واضحة بإنهاء خطاب الكراهية ضدهم.. وسيُنهي ترامب سياسة بايدن في الشرق الأوسط وسيبدأ مرحلة جديدة من السلام فيه”.

والسبت الماضي، كررت هاريس محاولاتها لكسب أصوات العرب والمسلمين الأميركيين، رغم ما لقيته في جولاتها الانتخابية من هتافات غاضبة بسبب دعم واشنطن للحرب “الإٍسرائيلية” على غزة ولبنان.

وقد أظهر استطلاع أخير قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية، أجرته “NPR/PBS News/Marist”، الذي صدر الاثنين، أن نائب الرئيس كامالا هاريس تتقدم بفارق ضئيل على الرئيس السابق دونالد ترامب بين الناخبين المحتملين على المستوى الوطني، بنسبة 51% مقابل 47%.

وجد الاستطلاع أنّ الناخبين المحتملين قالوا بنسبة 55% مقابل 44% أن ترامب يقدم بشكل أساسي مقترحات ينوي تنفيذها، وليس مقترحات تهدف إلى الحصول على أصوات.

وعلى النقيض من ذلك، انقسموا بنسبة 49% مقابل 49% حول ما إذا كانت هاريس تنوي حقًا تنفيذ مقترحاتها أم لا.

وبنسب متساوية تقريبًا، انقسم الناخبون المحتملون – حسب الاستطلاع – حول المرشح الذي يمكنه التعامل بشكل أفضل مع الاقتصاد، فهناك 50% يقولون ترامب، و49% يرون هاريس. ويعطون هاريس تقييمات شخصية أكثر إيجابية من ترامب (50% يصنفونها بشكل إيجابي، مقارنة بـ 45% لترامب).

وأعلنت حملة المرشّحة الديمقراطية للانتخابات الرئاسية الأميركية كامالا هاريس الاثنين أنّ صدور النتائج النهائية للانتخابات المقررة الثلاثاء قد يستغرق “أيامًا عدة”، محذّرة معسكر المرشّح الجمهوري دونالد ترمب من أيّ محاولة “لنشر الفوضى” عبر التشكيك بنزاهة الانتخابات.

وقالت جين أومالي ديلون، رئيسة حملة هاريس، خلال مؤتمر عبر الهاتف إنّ “بطاقات اقتراع جديدة سيستمر فرزها بعد أيام عدة من الانتخابات. حتمًا هذا ليس دليلًا على تزوير، إنّه بكل بساطة طريقة سير الأمور”. وأضافت “نعتقد أنّ هذا السباق سيكون متقاربًا بشكل لا يصدق، مما يعني أنّه من الممكن أن لا نعرف نتائج هذه الانتخابات قبل أيام عدّة”.

وأوضحت أنّه في ما خصّ النتائج النهائية للانتخابات الرئاسية في الولايات المتأرجحة السبع (جورجيا ونورث كارولاينا ونيفادا وأريزونا وميشيغان وبنسلفانيا وويسكونسن) فستبدأ بالصدور تباعًا اعتبارًا من “وقت متأخر من ليل” الثلاثاء-الأربعاء، وحتى الثامن أو ربما التاسع من تشرين الثاني/نوفمبر الجاري في نيفادا وبنسلفانيا، الولاية الواقعة في شمال شرق البلاد والأكثر أهمية على الإطلاق في الانتخابات الرئاسية.

ولم يعترف ترمب يومًا بهزيمته في الانتخابات التي جرت قبل أربعة أعوام وهو ملاحق اليوم جنائيا بتهمة محاولة التلاعب بتلك النتائج.

يُذكر أنَّه تم بالفعل رفع أكثر من 100 دعوى قضائية قبل الانتخابات، بما في ذلك الطعون في أهلية الناخبين وإدارة قوائم الناخبين، من قبل الجمهوريين.

وفي تعليق حول هذا السباق الرئاسي، وصفت صحيفة “واشنطن بوست” خيارات الناخبين بين ترامب وهاريس بأنها من بين “أسوأ الخيارات الرئاسية في تاريخ الولايات المتحدة”، مما يعكس حجم الانقسام العميق والاستقطاب السياسي الذي تمر به البلاد.

وتواجه الولايات المتحدة تحديات غير مسبوقة على المستويين السياسي والأمني مع اقتراب الانتخابات الرئاسية، بينما تتخذ الجهات الأمنية تدابير وقائية مكثّفة لحماية العملية الانتخابية، يبقى التوتر مرتفعًا في ظل المشهد السياسي المعقّد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى