كاتبة صهيونية تعليقًا على اتفاق وقف إطلاق النار: نتنياهو في نقطة دونية استثنائية
رأت الكاتبة الصهيونية في موقع “والا” طال شاليف أنه لو كان رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو هو رئيس المعارضة، لكان قد استدعى الصحافيين الليلة الماضية (الثلاثاء) للإدلاء ببيان عاجل ردًا على إعلان وقف إطلاق النار مع لبنان، وكان سيحذر فيه: “هذا ليس اتفاقًا تاريخيًّا بل استسلام تاريخي” – كما فعل في عام 2022، عندما وقّعت حكومة بينيت لابيد اتفاقية الحدود البحرية مع لبنان. أم أنه سيصعد إلى المنصة في الجلسة العامة للكنيست اليوم، ويرفع عينيه بصرامة ويقول: “واجبنا العام هو قول الحقيقة. وستكون هناك جولة أخرى”، كما فعل عام 2006، عندما قررت حكومة إيهود أولمرت إنهاء حرب لبنان الثانية”، وتابع “لو كان نتنياهو هو رئيس المعارضة في عام 2024، لكان هو وأبواقه في القناة 14 سيفترون الآن على رئيس الوزراء باعتباره جبانًا وضعيفًا”.
وأضافت “نتنياهو الآن هو رئيس الوزراء، الذي يقف على الهامش أمام الرأي العام، وخاصة قاعدته غير الراضية عن التسوية في لبنان، وأمام “سكان” الشمال الذين لا يشعرون بـ”الأمان” للعودة إلى منازلهم ويخشون عودة سياسة الاحتواء”.
شاليف أوردت نتائج استطلاع للرأي أجرته القناة 13 الليلة الماضية يظهر فيه أن حوالي 60% من الجمهور يعتقدون بأن “إسرائيل” لم تهزم حزب الله.
وبحسب استطلاع القناة 14 أمس أوردته أيضًا شاليف، فإن 88% من ناخبي الائتلاف يعارضون وقف إطلاق النار في لبنان في المرحلة الحالية.
وتقول شاليف “تضع استطلاعات الرأي نتنياهو في دونية استثنائية، باعتباره الخاسر الأكبر – والوحيد – من الاتفاق سياسيًا، وهذه فرصة لجميع معارضيه ليفعلوا ما كان سيفعله بهم لو كان في المعارضة وهم من وقع على الاتفاف كرؤساء للحكومة”.
وتكمل “في المعارضة، في الخارج، وفي الحكومة – كل من يتجانس مع المشاعر اليمينية التي لا توافق على وقف إطلاق النار مع لبنان، يتخذ هذه الأيام جولة ويحتفل على نتنياهو: نفتالي بينيت، أفيغدور ليبرمان، بيني غانتس، إيتمار بن غفير، كل بطريقته وأسلوبه، عارضوا الاتفاق وأعلنوا أنه “استسلام “للإرهاب” (على حد تعبيرها)/”فشل ذريع”/”خطأ فادح”. بدأ إيتمار بن غفير صباح الاثنين حملة ضد الاتفاق الذي يتبلور، ولكن دون تهديد، ولا حتى ضمني، بإسقاط الحكومة، على عكس مقاطع الفيديو التهديدية التي صورها في العام الماضي كلما وردت أنباء عن تقدم في المفاوضات من أجل إطلاق سراحهم أسرى. كما قام بينيت وغانتس وليبرمان بالتغريد وانتقدوا الثغرات الموجودة في الاتفاق لعدة أيام.. بعض الانتقادات واقعية وتعكس الغضب الحقيقي والخوف لدى رؤساء السلطات في الشمال، وبعضها الآخر عبارة عن محاولة سياسية شعبوية لغمز قاعدة نتنياهو المحبطة واللعب على نقاط ضعفه باعتباره السيد الذي يعاني من انعدام الأمن”.
وتردف “بالفعل، أعرب رئيس المعارضة يائير لابيد عن دعم موضوعي للتسوية في لبنان، لكنه يحاول تعطيل محاولات تقديمه على أنه انتصار مع التذكير بالفشل والكارثة المستمرة المتمثلة في 100 وأسير لدى حماس في غزة. وفي بيان أرسله إلى الاستوديوهات الليلة الماضية، فور انتهاء نتنياهو من بيانه المسجل، هاجمه بشدة بخصوص سنة كاملة من الفوضى والدمار وانعدام الأمن في الشمال، وذكر أن الأمر الأكثر إلحاحًا الآن، وبشكل عام، هو عودة الأسرى وقد فشل في ذلك”.
وتخلص الى أن “الاتفاق مع لبنان يعرض نتنياهو لانتقادات من كل زاوية: في اليمين غاضبون منه لأنه أنهى الحرب، وفي اليسار – الوسط غاضبون لأنه لم يعد الأسرى أوّلًا. وتضاف هذه فقط إلى نقطة البداية، حيث تعتقد الأغلبية الساحقة من الجمهور بأنه يجب أن يذهب إلى منزله بعد أحداث الـ 7 تشرين الاول/أكتوبر، وأجزاء كبيرة منه لا تعتقد على الإطلاق أنه يتخذ قرارات تصب في مصلحة البلاد. ومن المسلم به أن نتنياهو تخلّى عنها منذ فترة طويلة، وبالتالي فإن التحدي الرئيسي الذي يواجهه هو تسويق الاتفاق أمام قاعدته وأنصاره؛ لذلك، تم تجهيز الابواق في القناة 14 مسبقًا برسائل مؤيّدة للاتفاق، والتي من المتوقع أن يتم تعزيزها في الأيام المقبلة من قبل وزراء موالين لليكود سينضمون إلى الحملة الإعلامية. في نهاية المطاف، كما هو الحال مع وقف إطلاق النار نفسه، فإن اختبار نتنياهو سيكون على الأرض: هل سيحل السلام حقًا وكيف سترد “إسرائيل” كما وعدت على أي “انتهاك” من جانب حزب الله”، وفق ادّعائها.