مستوطنو شمال فلسطين المحتلة: الأمن مفقود ولا سبب لنا للعودة
أبلغ جيش العدوّ الصهيوني المستوى السياسي أنه “اعتبارًا من الأول من آذار المقبل “لا يوجد أي عائق أمني أمام عودة المستوطنين الصهاينة إلى المنازل في شمال فلسطين المحتلة”.
ورأت وسائل إعلام العدوّ أن هذا التاريخ أي الأول من آذار القادم “سيصبح هو هدف العودة، مما يعني أن الحكومة ستضطر إلى تمديد عملية إخلاء السكان وتمويلهم لمدة 3 أشهر إضافية، لكن سنة وشهر من الحرب جعل العديد من سكان الشمال يشعرون أنه لا يوجد مكان للعودة”، وفق ما جاء في “القناة 12” الصهيونية.
وفي هذا الإطار، تعتقد ليئور، إحدى النازحات من مستوطنة المطلة، في حديث للقناة الصهيونية أن “الطريق إلى إعادة تأهيل الشمال لا يزال طويلًا: “إلى أين نعود؟ لم يستثمر أحد في خطط اليوم التالي للحرب، لا في الخدمات الصحية ولا في تعليم أطفالنا، ولا حتّى في مجالات الترفيه”.
بالنسبة لمايكل، أحد الأشخاص الذين تم إجلاؤهم من مستوطنة “شلومي” إلى منطقة “الكريوت”، فإن القلق الرئيسي هو “الأمن”: “في هذه المرحلة لا أشعر بالأمان عند العودة إلى دياري، وخاصة عندما يكون الجيش “الإسرائيلي” على وشك الانسحاب من لبنان. الأشهر المقبلة هي فترة اختبار، على الأقل كما يبدو الآن، فالأمن لم يعد، ومن المشكوك فيه أن يعود طالما لا توجد منطقة عازلة تسمح لي بالعيش بأمان مع عائلتي عند الحدود” وفق قوله.
حتّى بالنسبة لعامي من مستوطنة “شلومي” أيضًا، فإن الجانب الأمني يشكّل مصدر قلق، إلى جانب اعتبارات أخرى: “في الوقت الحالي، العودة إلى “الوطن” ليست على جدول الأعمال لعدة أسباب، قبل كلّ شيء – إدراك أن عناصر حزب الله سيقتربون من منزلنا مرة أخرى، حتّى لو كان ذلك تحت ستار “سكان لبنانيين” ويخططون لـ 7 تشرين الأول المقبل” حسب تعبيره.
وقف إطلاق النار الذي دخل حيّز التنفيذ قبل حوالى شهر أثار غضب رؤساء السلطات والمستوطنات في الشمال، حيث صرخ إيتان دافيدي، رئيس لجنة مستوطنة “مرغليوت”، خلال بث نشرة “القناة 12” “الحكومة “الإسرائيلية” تفعل هذه الأشياء عن علم – وتسلم سكان (مستوطني) الشمال إلى حزب الله”.
وأضاف دافيدي: “الحكومة أعلنت اليوم عن حرب لبنان الرابعة، وترسلنا إلى مصيرنا. لم يكن هناك مثل هذا التخلي على الإطلاق. إن القيام بذلك لسكان الشمال جريمة، ما هذا.. قطيع من الغنم للذبح؟ تجولت حول الفنادق أمس، السكان في حداد.. إلى أين يريد بيبي (بنيامين نتنياهو) أن يأخذنا؟ اجلس مع رؤساء المستوطنات يا بيبي، توقف لحظة، إلى أين تركض؟”.
ديفيد أزولاي، رئيس مجلس مستوطنة المطلة، قال خلال البث “إنه يدعو سكانه إلى عدم العودة – والعثور على مكان آخر في “دولة تل أبيب”” وفق تعبيره.
وقال أزولاي: “من قال إن أهداف الحرب قد تحققت لا يقول الحقيقة. صحيح أنه تمّ اليوم إزالة التسلل والأنفاق تقريبًا، لكننا ما زلنا مع تهديدات الصواريخ المضادة للدروع، بشكل خاص في المطلة التي تلقت في السنة الأخيرة أكثر من 450 صاروخًا كهذا”.